الإيمانالشجرة المغروسةبدع حديثةملفات كنسيةموضوعات مسيحية

أبونا داود لمعي يتحدث بصراحة: البابا شنودة مجابش لاهوت جديد.. دي عقيدة الكنيسة من 2000 سنة!!

+ اللي منكم عنده فيس بوك للأسف بيلاقي خبط ورزع كده، وفيه ناس بتدعي أن الكنيسة عندها أفكار غلط استلمتها ولازم نصلحهالها، وناس كده داخلين بروح الإعتراض والتشكيك فى الثوابت اللي احنا عايشين بيها وفرحانين بيها وبنصلي بيها!

+ هقولكوا أيه اللي بيحصل، ليه بيحصل كده؟ وهنرد عليه إزاي؟ لأن أحيانا حتى الرأي اللي الكنيسة مش موافقة عليه بيقوله شخص له قيمة قدام الناس، وبالتالي ده يزود اللخبطة!

+ إنتوا كشعب طيب بعنى بتحبوا ربنا وبتحبوا الكنيسة وبطمنكوا على فكرة يعني الأمور دي في رأيي مالهاش قيمة في خلاص نفسكوا، أنتوا ناس بتصلوا وبتخافوا ربنا وبتتناولوا ومركزين في السما، فمجرد أنك تفهم تفاصيل بعض الأمور ده قد لا يعنيك، لكن عشان ما يضحكش علينا معلش نغوص خطوة لجوه كدة.. نفهم بالظبط أيه الصراع وأيه الصح بتاعه، فده اللي هنعمله بنعمة ربنا..

+ في الأول هو ليه بيحصل كدة دلوقتي؟!
يعني أيه اللي فجر الأمور دي دلوقتي؟
يعني مننا ناس بيخدموا بالاربعين والخمسين سنة وكانت الحاجات دي ما كانش حد بيكلم فيها، إيه سبب السخونة الحالية؟!
أيه أسباب التوتر والتخبط الظاهري؟ لأن الكنيسة مش متخبطة.. الكنيسة عقيدتها ثابتة، الكنيسة مستقرة، والكنيسة بخير
لكن مع الأسف أصحاب الأصوات المعارضة المشككة هما دول اللي تعبانين ومتعبين!

+ أيه أسباب التوتر والتخبط فى شرح بعض العقائد؟!!
اللي أنا هقوله ده اجتهاد مني في تفسير ما يحدث لأن ممكن حد يقول أنا لى رأي آخر فليكن معلش أنا يعني جوة الموضوع بدرجة فهقول أيه رأيي:
 
+ أولًا الناس بقت تميل لشخصنة اللاهوت، يعني يقولك ده لاهوت البابا شنودة، يعني إيه لاهوت البابا شنودة؟؟!
هو البابا شنودة جاب لاهوت جديد؟؟ هو ألف عقيدة؟ عقيدة الأرثوذكسية القبطية عمرها 2000 سنة، ألفين سنة بدون فصال اللي استلمناه من الرسل عاشوا بيه القديسين إستلمته الكنيسه علمته وسلمته من جيل لجيل.

+ كون البابا شنودة أهتم بالعقيدة وشرح اللاهوت وكتب فيه كتب، النهاردة اللي مش عاجبه البابا شنودة بيقول ده لاهوت خاص بيه، هنا الشخصنة دي تلخبط الناس! .. يعني هل ده كلام الكنيسة؟ ولا كلام البابا شنودة؟، مجرد إن الناس تسمع الجملة دي تتلخبط لأن هو البابا شنودة أمين أمام الله أنه هيتحاسب على كل كلمة بيقولها!

وطبعا الناس دي بتتهمه أنه ما كانش مكمل تعليمه يعني!!، تعليمه الروحي ما كانش على مستوى!! الحقيقة دى تهمة مخجلة.. لأن اللي يعرف سيدنا البابا، الراجل كان قارىء أكتر من أى حد، وكان دارس علم آبائيات بعمق، وما كانش أبدًا ياخد الأمور بإستعجال.. فمجرد أنه يتهم بانه ما كانش له فى الآبائيات يعني عيب، في رأيي دي حاجة مخجلة لأن ده أكيد تطاول من بعض الناس!
 
+ ومع هذا نحن لا نعصم أحدًا، يعني ككنيسة قبطية ما بنقولش إن البابا شنودة معصوم من الخطأ، طبعا معندناش العقيدة دي مع حبنا للي الله ينيح روحه بعد إنتقاله، لكن ده مش معناه نعصم إنسان من الخطأ.. عشان كده ما نرجعش للبابا شنودة بس كمصدر وحيد للعقيدة يبقى بنغلط.. مصدرنا في العقيدة هو الإنجيل وهو تعليم الكنيسة وتعليم الآباء الاوائل زي ما هنشوف اللي شرحه سيدنا البابا شنودة وبيكمل عليه آباء الكنيسة من جيل لجيل، فده أول سبب فى رأيي للتوتر الحادث.
 
+ كمان سبب آخر هو ميل الجيل الجديد إلى العقلانية الزائدة والفلسفة أكتر منها روحانية..
 
بعض الناس لما يسمعوا الحوار الداير يقولك أنا مش فاهم حاجة ، اللي بيقول أنا مش فاهم حاجة يعني أطمنك شكلك إنت اللي ماشى صح، لأن أحيانا عشان تفهم دهاليز اللي بيتقال الموضوع بيدخل فيها ساعات عنصر الفلسفة.
 
+ الكتاب نفسه حذرنا وقال: “إحترسوا لئلا يسبيكم أحد بالفلسفة وبغرور باطل” الإنجيل نفسه نبهنا فى (كولوسي 2) .. فأحيانا سورى يعني يبقى نتيجة الغرور أو العلم النافخ -العلم ينفخ – فيه ناس تقعد تقول كلام كبير وتحلل الأمور بشكل عقلاني أوي الناس تتلخبط، الموضوع أبسط من كده! وأن العقيدة الارثوذكسية على فكره سلسة مش معقدة زي ما الناس بتفتكرها والطريقة دي بتشكك الناس البسطاء.. يعثرون! يقعد يقولك إذا كنت مش فاهم حاجة يبقى ما أنفعش بقى أروح السما!!.. لا يا حبيبي أنت شخص بسيط والمسيح قال: “أخفيتها عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال”
 
+ ولكن أحد أسباب ما يحدث في الساحة دلوقت من صراعات عقلانية شديدة هو ميل الناس للفلسفة وخلط الفلسفة بالعقيدة أو باللاهوت..
 
وطول عمر دي مشكلة لأنه من القرن الأول كان فيه حاجه اسمها الغنوسية دى كانت نزعة فلسفية أول ما دخلت على المسيحية طلعت النيقولاوية والآريوسية والأوطاخية طلعت حاجات وحشة كتير.
 
+ فإحنا مازلنا نفس الاتجاة..
اللاهوت غير الفلسفة خالص! الفلسفة دى إختراع بشر.. ده عقل إنسان، اللاهوت ده إعلان الله دى حقيقة يملكها الله ويعلنها.. مش من حق حد فينا يغير فيها ولا يضيف ولا يطرح!
 
+ سبب آخر للتوتر والتخبط.. محاولة التقارب مع الأفكار الحديثة اللي ساعات يسموه فى العربي الفصحى مغازلة الملحدين.. يعني إيه؟؟
أن أحيانا تطلع الفكرة الغريبة شوية.. هى تنازل بعض الناس إرضاء لعقل بعض الناس اللي رافضين الكنيسة!
 
+ فمثلا يقولك إيه بما إن الملحد لما يمسك الإنجيل ويقرا حكاية يونان يقولك إيه يا عم الأساطير دي؟! خلاص نوافقه نقوله دي أسطورة أو حكاية كدة وكدة بس خد المعنى! .. بص هو بيعمل إيه: إرضاءا للتيار الجديد العقلاني اللي يحب أوي يشكك زيادة، طب يا عم ما تزعلش خليك معانا نوح ده أسطورة! ويونان ده أسطورة! والبحر يقف دي حكاية بنحكيها للعيال يعني مش دي القضية ما تاخدهاش جد أوي يعني!… ودى مصيبة طبعا!! لأن إحنا اللاهوت مش بيتكيف على مزاج كل جيل .. مش بنأيفه ارضاءا للملحدين مثلا، لا !! من يقبل فليقبل.. اللي عايز بإتضاع يقبل الحقيقة يقبلها، وفيه ناس مش عايزه.. دماغها معطلاها نصليلها، لكن إحنا مش هنغير فى العقيدة إرضاءًا لأحد!!
 
+ وساعات هنا بعض الناس بتحاول تظهر أوي أن الكنيسة مرنة، خلي بالكوا الكنيسة مرنة في خلاص عياله، يعنى تجري ورا كل واحد وتروحله مكانه وتغسل رجلين الكل لكن مفيش مرونة فى العقيدة، لأن الحقيقة ما ينفعش نغير فيها حاجة!
 
فهنا إدعاء أن الكنيسة ناشفة شوية دي تهمة مش حقيقية الكنيسة مش ناشفة ما إحنا عاملين أهو مؤتمر روحي، إذا كانت الحكاية ناشفه أوي كنا عملنا كده؟! ما إحنا بنقول تراتيل أهو، ما إحنا بنستخدم الميديا، الموضوع ما هواش جامد أوى زي ما الناس بتدعيه،لكن هنا في محاولة يعني تنازل إرضاءًا للإتجاهات الحديثة.
 
+ وبردو بقول الكنيسة بخير ما تتخضوش دول ناس حجمهم قليل بس صوتهم عالي هما اللي عايزين ياخدوا الكنيسة فى إتجاة معين لكن الكنيسة كإكليروس وشعب وعلى رأسها قداسة البابا والمجمع المقدس لا لا عارفة العقيدة كويس وفهماها وعيشاها ومفيش حد هيعرف يلعب فيها.
 
+ سبب آخر فى اعتقادى وراء الظاهرة الجديدة من البلبلة اللي الناس شايفنها دي هو إختراق بعض الكنايس من تيار اللاطائفية، التيار ده إبتدى أكتر من 20 سنة أن طلعوا ناس حاسين قال ايه ما بلاش نقول بروتستانت ولا كاثوليك ولا أرثوذكس، خلينا نقول مسيحيين بس!
 
+ الكلام شكلة حلو، بس تيجى فى التطبيق والحشو تلاقي الحقيقة التيار ده كله بروتستانتي، .. هو اسمه شعار اللاطائفية.. طيب بالنسبة للصيامات؟ بلاش الموضوع ده علشان ده طائفي! طيب التناول؟ بردو ده طائفي! يا نهار أسود!! أمال فاضل إيه؟! لما هتبقى كل موضوع ده طائفي بلاش منه؟!!
 
+ خلى بالكوا التيار ده اخترق بعض الكنايس تحت مسمى إيه قبول الآخر وحرية الفكر وإحتواء الكل.. وكلام الشعارات الرنانة دى!
في الآخر ناس طلعت مش متمسكة بالعقيدة بتاعتها ،فالاختراق ده أصبح سهل في الإنفصال في الإيمان!
لما يجوا يقولوا وراثة الخطية آه ولا..لا ؟ يقولوا لا بلاش! أحسن دي هتزعل ناس بلاش حكاية وراثة الخطية يا حبيبي طب ده تعليم آبائي.. لا بلاش بلاش.. مش عارف طب والموضوع ده.. بلاش! وبدأنا نتحاشى مواضيع معينه ليه؟ بحجة انه مش عايزين حد يزعل!
 
+ في الحقيقة في زمن المسيح كان فيه ناس كتيره بتزعل وكان بيسيبهم يمشوا لأنه الحق ما بيتغيرش، والمسيح لو ما كانش عايز الناس تزعل طب أتصلب ليه؟! ماكان راضى الرومان وكان راضى اليهود وما اتصلبش! مش هو اتصلب عشان فيه ناس كتيره زعلانه…طب ليه؟ لأنه هو الحقيقة بيلاطس قاله من هو الحق، المسيح قاله.. والمسيح قصاده وربنا ما تغيرش فى كلامه مغيرش حرف ونقول إعترف الإعتراف الحسن أمام بيلاطس اللي وصله للصليب، يبقى هنا الحق مفيهوش فصال.
 
+ سبب آخر للتوتر والتخبط .. وبردو ده اجتهاد شخصي مني لأن البعض ممكن نشكر الله ناخد بركة الشتايم بعد كدة لكن أيه بيعتبرنى أحيانا متشدد في حاجات.. السبب هو إختراق التيار النفساني داخل الكنايس! لدرجة فيه ناس بقت منفسنه الإنجيل، يعني كل نص يمسكوة يطلعلك منه علم نفس، بقى الإنجيل كلام ربنا بقى هدفه الأساسي يخدم الـ mental health وعلم النفس!! .. الإنجيل الكتاب المقدس وحي الله طريق أبديتنا بقى مادة علمية خالصة!! .. أنا محب للــ counseling (المشورة)، والــ life coach والحاجات دى … لكن لا فيه خطر على فكرة لأن ده أصبح بديل إلى حد كبير عند بعض الناس للروحانية الحقيقية، للتقوى، للتوبة، للجهاد، لسر الإعتراف!
 
+ طب إيه علاقته بالعقيدة؟ هقولكوا مثلا في الإتجاة بتاع النفسانيين يقولك الناس كلها تعبانة من فقدان الأبوة، فمشكلة الجيل كله أنه يفتقر إلى الـ father figure، فبلاش نتكلم عن ربنا خالص غير انه أب ( father)، طب ربنا كقاضى؟ لا لا لا أشطب على الكلام د، طب ربنا كـ ديان؟ لا لا لا ديان ده ايه ده كلام!!
 
+ فالنفسانيين الجماعة اللي بيمجدوا العلم لنفسه و الـ counseling دخلوا على الكنيسة اتجاه جديد إن إحنا إرضاءا لنفسيات الناس كلها – الحمد لله تعبانة- نحاول إيه نحط ربنا في صورة اللي ما بيعاقبش وما بيأدبش!، ربنا ده اللي خد منه بس ما تاخدش على كلامه، مابيزعلش.. ياسلام!!!
طب والإنجيل بيقول إيه؟! لأ ربنا بيزعل، ربنا بيغضب، وإلهنا ديان، ومخيف هو الوقوع فى يدي الله!
 
 
+ لكن هنا التيار النفساني أبتدى يأثر على العقيدة، عشان كده تلاحظوا أن كتير من اللي درسوا counseling هما نفسهم أبتدوا يلخبطوا فى العقيدة
طب ايه علاقة ده بده؟ أعتبروا أن ما يقال فى نظريات علم النفس أهم من علم الكنيسة أو عقيدتنا فبدأوا يغيروا ويحرفوا فيها إرضاءا للنفسنة دي!
 
+ سبب آخر من الأسباب اللي تضاف لمشكلة زمانا دلوقتي.. الانبهار بالكتابات الغربية الحديثة، لسه بعضنا عنده عقدة الأجنبي، إنه أول ما يلاقى كتاب إنجلش وهو بيعرف يقرأ إنجلش.. فبيعتبر أن ده أكيد كلام أنضف كتير من بتاع المصريين، عنده الانطباع ده يعني.
 
+ الحقيقة الأجانب ما هماش قديسين يعني!
وأنتوا أدرى بكدة، وفي نفس الوقت الأجانب لما أبتدوا مسيحيتهم أبتدوها من كلام آباءنا الأنبا أنطونيوس والأنبا مكاريوس وأثناسيوس وكيرلس وباسيليوس دول علموا العالم النهاردة إحنا اللي هنتعلم!! ما عندنا رجالتنا إحنا!! آباءنا وأجدادنا، فهنا الإنبهار بالكتابات الغربية والمشي العمياني وراها!
طبعا الغربيين معندهمش الأصالة بتاعتنا ولا الأرثوذكسية اللي إحنا إستلمناها، وغيروا وفاصلوا في حاجات كتير، وفي نفس الوقت احنا شايفين
الــ out come النهائي!
 
+ طب أوروبا دي مش كانت كلها مسيحية غربية طب النهارده منظرها أيه في المسيحية؟! طب بلادكوا مش فيه تراجع للمسيحية بدرجة مش قليلة طب بصوا على بلادنا مش لسه بنقدم شهداء لغاية امبارح.. طب أمال ايه؟ ليه ننبهر!! ده المفروض العالم كله ينبهر بينا!!
احنا الكنيسة اللي لغاية امبارح بنقدم شهداء ومستعدين نموت من أجل المسيح، يبقى أنهي المرجعية الأقوى؟!
 
+ كمان هنا فيه ناس من ولادنا طلعوا بره درسوا اللاهوت عشان ياخد master’s degree أو phd خدها من معاهد لاهوتية مش قبطية كتير منهم أتاثر باللاهوت البيزنطي الحديث!
 
اللي هو نفسه بقى يغير شوية عن اللاهوت البيزنطي القديم، فاعتبر اللي درسه هو المرجع، فرجع بقى من البلاد دى وقال استنوا انتوا ما تعرفوش يونانى ما بتفهموش حاجة، يا عم ده إحنا بنتناول وبنصلي وبنتوب وعايشين مع ربنا كويس! وعندنا قديسين في كل حتة وكنيستنا قوية.. ليه جاي تقولنا أن كل ده غلط تعالوا أعلمكم ؟؟ لا ده كده دخلنا على طول فى العلم ينفخ!
 
+ على فكرة ما تخدوش كلامي بتعميم.. يعنى ايه؟؟ هل كل واحد درس counseling يبقى غلطان؟ لا طبعا! فيه ناس إيمانها مستقيم جدًا وخدام حلوين، هل كل واحد بره اتلطش اللطشه دي وشايف نفسه كل الدنيا غلط؟ لا! فيه ناس منهم أمناء في تعليم الكنيسة
لكن ما يحدث نتاج الحاجات دى!
 
+ سبب آخر هو البعد عن روح الليتورجية، أيه روح الليتورجية دي؟؟
أنتوا كمسيحيين أرثوذكس أهم حاجة بتعملوها في حياتكوا الروحية أيه؟ القداس.. كلنا أتبرمجنا كدة!
الست الغلبانة اللي في أقصى الصعيد اللي ما بتقراش ما تعرفش تمسك الأجبية دى عايشة على أيه؟ تروح القداس
تحب ربنا جدًا وتتناول وتسبقنا للسما وتطلع قديسين من ولادها
طب الست اللي اتبرمجت في القداس القبطي، القداس القبطي بيدي روح من التوبة، روح من التواضع، روح من الخوف المقدس.. الحاجات دي بتيجي ثمرة طبيعية للقداسات، ده يحمي تماما من الكبرياء والعلمانية والعقلانية والكلام ده!
 
+ الناس بدأت تطلع بره الليتورجية بجمالها وتقواها وأبتدت تقعد على مكاتب تقرا وتألف.. خطر جدا!!
على فكرة آباءنا اللاهوتيين من القدامى كانوا ليتورجيين يعني أيه؟؟
القديس كيرلس الكبير ده ما كانش أستاذ جامعة ما كانش معاه دكتوراة – بس بياخدوا فيه دكتوراه دلوقت -ده راجل بطرك بيصلي قداسات، القديس أثناسيوس الرسولي بيصلي قداسات عايش مع المسيح ولازق فيه ومركز فيه ومتواضع والروح القدس بيملاه عشان يسلم اللي استلمه صح.
فإحنا طلعنا بره هذه الروح اللي كلها تقوى وخوف مقدس.. ودخلت في حركة أن المسيحية علم، العلم يبطل الكتاب قال كدة! .. إحنا هنمشي ورا العلم؟!
إنت لازم تبقى عالم عشان تدخل السما!
ده عكس اللي المسيح قاله تمام ده العلماء ما بيدخلوش السما، أنت عاوز تبقى طفل بسيط عشان تدخل السما!
فده أحد الأسباب اللي زود مشكلة التوتر الحالي!
 
+ نقطة أخيرة أقولها هنا.. وهي البعد عن روح الآباء القديسين والتمسك بنصوص آبائية مفسره لحساب وأغراض بعض المعتقدات.. دي أزمة جديدة داخلة على الكنيسة.. كان في زمن من 30 سنة لو تفتكروا البابا شنودة قعد يركز أوي على موضوع “احذروا من الأية الواحدة”، فاكرين دي!ك ان فيه صراع من 30-40 سنة كان يطلع واحد ماسك أيه واحدة ويطلع منها بمفهوم ناقص، مثلا ايه: “أمن فقط” أتقالت كدة لسجان فيلبي، يبقى الإيمان فقط، طب ما تحطوا جنبه من”آمن واعتمد”،
طب “إن لم تتوبوا”،
طب “إن كان احد لا يولد من الماء والروح”
يعني فيه أيات تانية ضرورية للخلاص!
هو اخد آمن فقط يبقى الخلاص بالإيمان فقط، ده إسمه مفهوم الأية الواحدة.
الموضوع ده لأنه أترد عليه كويس أوى، فالشعب أصبح واعي إن ما تاخدش أية وتجري، الأية ما تتفهمش غير من خلال الإنجيل كله على بعضة!
 
+ دخلنا دلوقتي في موضة جديدة أنك تاخد قول آبائي وتقول أغسطينوس قال، كيرلس قال، أثناسيوس قال، أنت مش عارف هو قال ولا مقالش كمان لأن هما قالولك أنه قال، وتطلع منه اللي أنت عايزه، طب يا حبيبي فيه حاجه في علم الآباء اسمها اجماع الآباء!
يعنى أيه؟ يعني حتى فكر الآباء لا تؤخذ pieces أبدًا ما تتاخدش كده، ده فكر الآباء ده فكر الكنيسة ككل، وفيه بعض الآباء شطحوا شطحات فالكنيسة قالت الحتة دي غلط، حتى لو كانوا آباء معلمين معترف بيهم ،لكن الكنيسة عقيدتها مستقرة!
+ هنا بقى لأن كلنا مش دارسين آباء متعمقين، فلما حد يجي يقولك ده قول آبائي زي اللي ثبتك!، يدخلك فى كورنر كده أكيد أنت ما بتفهمش وهو بيفهم!
يا حبيبي على فكرة الليتورجيا القداس اللي أنت حافظه آبائي، الأجبية اللي بتتقال دي نصوص آبائية، أنت قلقان ليه أنت آبائي بردو، يعني فاهم شوية، حافظ شويه، لكن على فكرة الموضوع أبسط من كدة! .. هو بقى بيجيب حتة عشان يشبطها في فكرة هى عنده، احنا هنا طلعنا بره روح التلمذة والقداسة اللي كانت عند القديسين اللي لما يكتبوا في العقيدة يكتبوا وهما ملتزمين تماما باللي استلموه إلى روح الابتكار والتطوير والتوليف والتفسير الشخصي ويدخلنا في متاهه!!
 
+ أنا مابقولكوش ما تقروش وما تذاكروش ولا بشككوا في كل الناس لكن أنا بحاول أفسرلكوا ايه اللي بيحصل على الفيسبوك أو على الميديا عموما من تعارض بعض الأصوات اللي كلها مع الأسف بتدعي أنها ارثوذكسية!
 
+ طب أيه الخطورة وليه الموضوع ده اضطريت أتكلم فيه؟!!
احنا فضلنا نقول خلاص معلش الشعب ما ندوشوش بالموضوع، ده موضوع يخص الإكليريكيين واللاهوتيين، الحقيقة لا!! النهاردة كلكوا بتتعاملوا مع الفيس بوك وبيجيلكوا حاجات على الواتساب فمينفعش نسكت! .. فالخطورة إن البعض اعتقد إن إحنا لسه هنكون العقيدة!!!
 
+ أنا هذكر موقف مش هنساه طول عمري!
كنت قاعد في مؤتمر تثبيت العقيدة وكان الله ينيح نفسه الأنبا بيشوى والأنبا موسى ربنا يديه طولة العمر ودخل الدكتور موريس تاوضروس الله ينيح نفسه ده أستاذنا فى اللاهوت، ورجل علامة فعلا هيعرف التاريخ قدره لأنه كان بيتكلم اليونانى زى العربي! ودرس فى الستينات اليونانى واللاهوت، وراجل مستقيم جدًا
أول ما دخل زعق فى المؤتمر قال هو إحنا لسه هنعمل العقيده القبطية (طبعا كان كبير في السن وسافر السما بعدها بأقل من سنة) احنا لسه هنألف عقيدة .. العقيده موجوده وثابتة!
 
+ عجبنى أوي الموقف بتاعه ليه؟ انزعاجه على أن الناس بتتكلم على أننا هنعمل عقيد، فيه حاجه اسمها هنعمل عقيدة!! يبقى من حق الشباب يطفشوا كلهم لو احنا لسه هنألف مسيحية على هوى الناس، يبقى احنا فعلا كدابين بقى!! .. لا دي العقيدة دى مستقره وثابتة طلعوا بسببها ملايين من الشهداء.
 
+ فالناس ابتدت تفتكر بسبب الصراعات والحكاوي اللي بتحصل أنه ما يكونوش هيعملوا العقيدة، مفيش حاجة اسمها هنعمل العقيدة!!
لا إحنا نشرحها لو حد مش فاهمها، نفهمها، إحنا نراجعها زي قانون الإيمان هو ده هيتغير ده من 325 بنقوله كل يوم في صلاوتنا.
فإحنا مش بنعمل عقيدة احنا بس بنشرحها لا يكون حد فيه حتة مش فاهمها، أو فيه حد خدها وزود عليها حاجة فبنلحقه بسرعه، طبعا ده بيدى احساس بعدم المصداقية، الناس بقى اللي بتدعي يلا بقى نظبط العقيدة، نظبط العقيدة يبقى الكنيسة كانت ماشية غلط، يبقى كل الناس تشكك في كل حاجة!!
 
+ تاني خطورة أن ده حيلة من الشيطان عشان كنيستنا القبطية دي جمل! .. واقفة قدام تيارات طوايف، واقفة قدام تيارات إلحاد وتيارات أخرى عنيفة، لأنها الكنيسة المتمسكة اللي أصلها قوى جدا اللي بتقدم شهداء، اللي الرهبنة بتاعتها قوية، اللي آباءها بيموتوا كل يوم من أجل خلاص ولادهم فالشيطان معفرت من الكنيسة، يقوم يعمل أيه؟ لما يقوم مزعزع الإيمان قدام تيارات بقى، فتلاقي الطوايف تاخد شوية والإلحاد ياخد شوية وغيرنا ياخد شويه.. طبعا النتيجة النهائية لصالح عدو الخير!
 
+ الخطورة كمان لو ما ردناش على الكلام اللي بيقال البسطاء هيقولوا يبقى اللي قالوه صح، لأن محدش من الكنيسة رد!!
يعني سيدنا الأنبا رافائيل مشغول بالردود ربنا يخليهولنا، انما بقى أكتر واحد بيتهاجم دلوقت ليه؟ لأنه مش عايزين حد يرد! يعني أنتوا تألفوا كلام وأما حد يجي يقدم فكر الكنيسة الأصيل اللي مستلمينه 2000 سنة على طول يتخبط!!
 
يبقى واضح أن لازم نرد وإلا هتبقى القصة أن أصحاب الإدعاءات دول هما الصادقين والمقنعين..
طبعا ما تنسوش أن ابتدت تتفتح مدارس تدعي أنها مدارس تعليم وإكليريكية وحاجات كدة عشوائية في الفترة الأخيرة.. عشان كدة قداسة البابا إهتم وعمل لجنة فيها سيدنا المطران الأنبا هدرا وبيساعده الأنبا رافائيل لمراجعة كل المدارس اللي طلعت دي وكل واحد هيتكلم في العقيدة هيتحاسب الفترة الجاية، وده قداسة البابا هو اللي بيقول كده مش هتتساب لأى حد يألف.
 
+ الخطورة كمان نزع الخوف المقدس من الروحانية القبطية، هتلاحظوا أن أغلب الأفكار الجديدة ضد فضيلة خوف الله، هتلاحظوا كده.. يعنى لما يطلعوا بفكرة
أن الجحيم ده مجرد حالة! يا عم روح أغلط كلها هتروح تضايق وخلاص!، جهنم ده دي نار مجازية وخلاص، فبما أنها نار مجازية هتخاف ليه بقى، اللي عايز يغلط يغلط! .. مين قال كده؟؟! محدش من الآباء قال أنها حالة قالوا أنها مكان وأنها عذاب بجد.. والإنجيل قال كده والليتورجيا بتقول كدة.. إذن الأفكار الغريبة الموضة الجديدة دي ضد خوف الله ورأس الحكمة مخافة الله!
 
+ الإنجيل وصانا بالخوف زي ما هنشوف.. لو ما خوفتش مش هتوصل للسما!
يبقى نزع الخوف المقدس بادعاء أن الله محبة، حد قال ان الله مش محبة؟!
طب الله محبه خوفنا وقالنا احترسوا وقالنا اسهروا وقال حاسبوا وقال مخيف
وقال أن فيه عذاب أبدى وفيه جهنم
هو نفسه اللي قال!!
 
+ من خطورة هذا الأمر خلق روح من الصراع الشخصى الخالي من الحب!
تلاحظوا كمان أن بعض اللي بيتراشقوا الكلام دول الحقيقة أسلوبهم حتى غير مسيحي
تلاقي التريقة.. التهكم.. تلاقي شتايم!!
طب حضرتك عايزني أقتنع أن أنت تتريق وتشتم وبعد كده تطلع أنت لاهوتي!!
يعنى أيه تجيبها منين!! اللاهوتى ده بالنسبه لنا القديس أثناسيوس ده قديس.
هل ده أسلوب قديسين في الكلام؟!!
إذن ازاى أنا همشي ورا ناس وأغلبهم مع الأسف شباب يعنى ما هماش حتى بيراعوا السن ولا مكانة أسقف ولا كاهن ولا أي حاجة!
فهنا أصبح نوع من الصراع الشخصي
فلان بيقول احنا نرد عليه ونديله
دى مسيحية؟!! دى كنايسنا؟!!
هو ده التواضع؟! هو ده الإحترام اللي أخدنا عليه؟!
بينما سيدنا الأنبا رافائيل كل ما نتكلم معاه يقول ما تنسوش دول ولادنا نحتملهم وبنحبهم ونصليلهم ونطول بالنا عليهم لغاية ما يرجعوا.. هى دي الأبوة الصح، هى دي المسئولية.
 
+ من خطورة هذا الأمر أيضًا تشويه الإيمان عند المبتدئين!
لو شخص مبتدىء لسه فى إعدادي أو في ثانوي يسمع كلام كده وكلام كده يتوه! يتلخبط!
طول عمرنا في العقيدة عارفين اللي هيتقال هنا.. هيتقال هنا هيتقال هنا
في كل الكنايس القبطية هيتقال نفس الكلام لكن لما يتقال ده بيقول وده بيقول.. يقوم المبتدىء يعمل ايه دلوقت؟!
ومحاولة تغيير جمل في الليتورجيا
هذا التيار العنيف اللي هو بيدعي أنه تيار إصلاحي وتجديدي ومش عارف ايه والكلام الكبير بتاعهم دول عايزين يقولوا ايه!!
الأجبية فيها أخطاء والقداسات فيها أخطاء!
عايزين يشيلوا كلمات لا تتفق مع اتجاهاتهم وتعليمهم!!
بصوا بقى المصيبة هتوصل لأيه:اللي اتربينا عليه وبنصلي بيه ده مالوش لازمة!!
يعنى مثلا: “هوذا أنا عتيد انا أقف قدام الديان العادل مرعوبا ومرتعبا”
حضرتك بقالك كام سنة بتصلي صلاة النوم؟!
وبتقول ده بالليل؟! هيجي بقى تيار يقولك مفيش حاجة اسمها ديان ولا مرعوبًا ولا مرتعبًا، الجملة دي لازم تتشال.. بصوا بقى حتى الثوابت اللي أتعودنا عليه وبنصلي بيه عايزين يشككونا فيه!
 
+ اللى احنا هنعمله ايه؟ مرجعيتنا أيه لما بنراجع أي عقيدة؟؟
الكتاب المقدس أولا بعهديه القديم والجديد وبنصوصه
وبكل اللغات أولها اليوناني اللغه الاساسية وممكن نرجع للعبري.
 
+ تانى مرجع أساسي الليتورجيا (وحتى ده كمان عايزين يشككوا فيه)
بمعنى أيه؟!
اللي حفظ كنيستنا القبطية أن احنا شعب بتاع قداس، بتاع مزامير
فالقداس اللي أنتوا عارفينه كويس وبتقولوا مع أبونا هو ده اللي يظبط العقيدة عندك!
 
ثالث نقطة أساسية اقوال الآباء فى اجماعها مش في فرديتها، مش أخد جزء وأطير، أشوف اجماع الآباء في النقطة دي ايه؟، ودقه الترجمة.. بمعنى ايه؟
مش أى حد يقولي ده قول آبائي وأمشى وراه، معلش نراجع لئلا يكون مغير في كلمة، أنتوا عارفين في اللاهوت لو غيرت في كلمة تحتمل أكثر من معنى فلازم فيه دقة شديدة!
 
+ في المرجعية كمان قوانين المجامع المسكونية، يعنى آباء قديسين قعدوا وأجمعوا أن العقيدة دي تتقال بالطريقة دي.. العقيدة ثابتة لكن الصيغة والشرح ممكن يتغير عشان الناس تفهم أكثر لكن العقيدة كعقيدة ثابتة!
 
+ أخيرًا في المرجعية دراسة التاريخ اقرا التاريخ كويس تعرف.. أن أجدادنا أتقتلوا على أيديهم مئات السنين لما أعتبرونا إحنا أوطاخيين أو اعتبرونا احنا
ملخبطين! .. فاقرا القرن السادس والسابع ومن أول الخامس وأيه اللي حصل في مصر.
 
+ التاريخ ده لوحده مش هيخليك تبقى متغاظ؟ لا لا ما ينفعش النهادرة تنبهر باللي بيقولوه وهما امبارح كانوا عاملين فينا ده كله، إقرا التاريخ كويس عشان ما ينضحكش عليك مرتين لأن التاريخ لما تقراه كويس تعرف أن كنيستنا عظيمة.. ما ينفعش أن احنا نبص لأي غريب أن هو احسن مننا، أحسن مننا في أيه والكنايس بتفضى، خلينا واقعيين!
 
أبونا داود لمعي
31 أغسطس 2019
المؤتمر الروحي بنيويورك
 
تفريغ تاسوني أماني حسني
لموقع الشجرة المغروسة

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى