التاريخ الكنسيالشجرة المغروسةموضوعات مسيحية
نيافة الأنبا بنيامين عن المتنيح نيافة الأنبا بيشوي: كم تحمل من أجل حفظ الإيمان الأرثوذكسي!
+ الحقيقة نيافة الأنبا بيشوي ذكراه دائمًا حية وقوية لأنه كان مثالًا، وكان قدوة، وكان بالحقيقة راعي مثالي، يشعر بقيمة النفس البشرية، ويحافظ على وصايا الله ويعلم الناس كيف يعيشون هذه الوصايا.
+ نيافة الأنبا بيشوي بالنسبة لي كان مثال، وكان قدوة، وكان أخويا الكبير اللي بتعلم منه حاجات كتير.. وكنت دايماً أسمع منه عبارات تدخل من أذنى إلى قلبي، وأشعر بقيمة هذه الكلمات كوسيلة حقيقية لتحقيق الرعاية الصالحة.
+ أفتكر كام موقف كده عشان يبقى فيه نواحي عملية مش مجرد حاجات نظرية يعني:-
+ أول حاجة لما دعيت للأسقفية ساعدني كثيرًا في قبول الفكرة.. الرهبنة كانت بالنسبة لي دعوة واضحة.. ونيافة الأنبا بيشوي بكلماته الجميلة عن النفس البشرية والرعاية الصالحة وإزاى إن النفس البشرية أغلى حاجة عند ربنا لدرجة أن السيد المسيح قال: “إن السبت لأجل الأنسان وليس الانسان لأجل السبت” ساعدني كثيرًا على قبول الفكرة.
+ وكنت دايماً ألجأ لنيافة الأنبا بيشوي في كثير من المشاكل الرعوية والأمور المستعصية على.. أسأله وأخد من نيافته حلول عملية لهذه المشاكل.
+ ولما فتحنا الإكليريكية في شبين الكوم في يناير 1977 أي بعد رسامتي بحوالي 5 أو 6 شهور عضدني بقوة ورأس قسم اللاهوت في الإكليريكية.. ودرس اللاهوت النظري واللاهوت العقيدي وكان support قوي لى في موضوع الإكليريكية، وكان دايماً يحضر معانا كل سنة افتتاح الإكليريكية، ويرأس إجتماع الأساتذة ويدينا إرشادات جميلة في التدريس.
+ لما حصل التحفظ السجن اللي قعدنا فيه.. كان اسمه سجن التجربة، فكان يقول إحنا هنقعد في المكان ده أربعين يوم، مادام تجربة يبقى أربعين يوم المسيح جرب في صومه أربعين يومًا، وفعلاً قعدنا في المكان ده كما قال أربعين يوم!
+ وكان هو أقدم واحد فينا فكان بيقودنا إلى تأملات روحية في السجن.. فكان بيقول كلمات كلماته الجميلة ويقود الصلوات والتسابيح.. وفي كيهك كان بيشجعنا نقول تسبحة كيهك.
+ أول قداس صليناه كان ليلة عيد الميلاد يوم 6 يناير 1982.. لأن إحنا دخلنا سجن التجربة سبتمبر1981.. فكان ليلة 7 يناير سنة 82 ونيافته خرج 11 فبراير سنة 82.
+ الحقيقة هو أخر واحد طلع من السجن في اليوم ده لأنه ما كانش عايز يسيبنا.. قعد معانا طول الوقت ومعرفناش إنه خارج إلا لحظة خروجه عشان ما يسببلناش حزن أنه سيخرج ويتركنا.. طبعا كانت فرحة كبيرة أنه يخرج لأن له عمل كبير في الكنيسة كلها.
+ وبعد ما رجعنا وصلني للإيبارشية واترسمت، ولما بعد التحفظ يوم 30 ديسمبر 84.. رجعنا مع البابا شنودة -نيافة الانبا بيشوي وأنا- وافقوا على إن إحنا نرجع مع البابا شنودة.. البابا شنودة رجع يوم 5 يناير.. إحنا رجعنا قبليه.. أنا رجعت 30/12 ونيافته بعديها بكام يوم.
+ كان دايماً في رحلاته للخارج يروح يحل مشاكل في المهجر سواء مشاكل أحوال شخصية أو مشاكل في الكنايس رعوية.. وكان دايمًا ربنا مديله حكمه في أنه يجد الحلول للمشاكل، وتكون حلول مبتكرة أول مره يكون حد يتكلم عنها يعني..
+ كان بحق يمثل الحكمة والذكاء والمحبة العملية الحقيقية مع الحزم أيضًا أمام الخطأ.. وعلمنا كده إن الإنسان يكون محب جدًا زي البنزين بالنسبة للعربية لكن فيه فرامل وإلا تحصل حادثة، الفرامل دي الحزم فكان حازمًا في مواقف الخطأ وخصوصًا الخطأ في الإيمان والخروج عن الإيمان الأرثوذكسي.
+ وكم تحمل من أجل هذا الدور اللي أداه في حفظ الإيمان الأرثوذكسي طيلة حياة البابا شنودة الثالث نيح الله نفسيهما في أحضان القديسين، وأيضًا في الكام سنة اللي حضرها في حبرية البابا تاوضروس.
+ وكان سكرتير المجمع لمدة تزيد عن 27 سنة وأستطاع أن يجمع الكل حول لجان المجمع المقدس وأدائها بطريقة مفيدة.. للإيبارشيات وللكرازة كلها.. نذكر له كثير من المواقف الحكيمة وحل المشاكل الكثيرة.
+ في الحقيقة نياحته فجأه يوم 2 أكتوبر 2018 كنت أنا مسافر رومانيا وما كانش فيه طيران مباشر علشان أجي أحضر الجنازة وكان يهمني جدًا أن أنا أحضر وقد كنت متأثراً جدًا جدًا لأني ملحقتش لأنه مفيش طيران مباشر من رومانيا لمصر هيبقى لازم فيه ترانزيت في مكان.. وصلت فعلاً بعد الجنازة لكن روحت زورته في القبر في دير القديسة دميانة وصليت وطلبت صلواته من أجلي ومن أجل
خدمتي ومن أجل الكنيسة كلها ومن أجل الإيمان الأرثوذكسي.
+ وفي الأربعين حبيت أجي قبلها بيوم.. يوم جمعة صليت قداس الأربعين على المذبح الخاص قبر القديسة دميانة وقضيت وقت مع الأمهات الراهبات في دير القديسة دميانة.
+ سنظل نذكر نيافة الأنبا بيشوي، نذكر محبته وحكمته وذكاءه وطول أناته وعمل الله في حياته، وكم المواقف اللي ربنا أتمجد فيها على أيده على مستوى الكنيسة ككل وعلى مستوى الإيبارشيات اللي كانت بتستعين بحكمته في حل المشاكل.
+ ربنا يباركنا ببركة صلواته ويدينا أن إحنا نحمل شعلة الإيمان وحفظ الإيمان في كنيستنا إلى النفس الأخير.. ويدينا إن إحنا نكون شهود أمناء كما شهد هو بأمانه لمسيحنا القدوس ولكنيستنا المباركة الكنيسة القبطية الارثوذكسية.. الكنيسة العريقة والكنيسة المجيدة التى ننعم بأمومتها كأبناء لها.
بركه صلواته تكون معانا تحمينا من أى إنحراف وتحمي الكنيسة من أى إعوجاج وتحمي كل المجمع وتدينا إن إحنا نكون أمناء في حمل الشعلة عبر الأجيال لإلهنا المجد الدايم من الأن وإلى الأبد أمين.
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية
تفريغ تاسوني أماني حسني
لــ موقع الشجرة المغروسة