الرد على أهم الاعتراضات على الشفاعة | بقلم: القس سارافيم القس مرقس

بسم الثالوث القدوس
أهم الاعتراضات على الشفاعة:
1. ما هي الشفاعة
2. لنا شفيع واحد:
• شفاعة الابن
• شفاعة الروح
• شفاعة الملائكة
• شفاعة المنتقلين
• شفاعة الأحياء
3. لماذا لا نصلي لله فقط دون طلب شفاعة القديسين؟
4. هل الشفاعة تعني الإتكال على البشر وترك الله؟
5. لماذا نتشفع بالقديسين ونحن متساوون معهم؟
6. ولا من يستشير الموتى “( تث 18 : 11)
7. هل القديسين غير محدودين مثل الله؟
8. هل تغير الشفاعة أمر الله؟
9. شفاعة المنتقلين باطلة لأنهم لا يعلمون شيئاً عن الأحياء؟
10. هل الأرثوذكس يتشفعون بالقديسين شفاعة كفارية؟
11. هل الأرثوذكس يعبدون القديسين ويصلوا لهم؟
12. هل تسمية الكنائس بأسماء القديسين نوع من تقديم العبادة لهم؟
13. هل إقامة أعياد للقديسين نوع من عبادتهم؟
14. هل الإحتفاظ برفات القديسين نوع من العبادة الوثنية؟
15. إخفاء جسد موسى
16. لماذا نمجد القديسين بينما الله وحده هو الذي له المجد؟
• ما هي الشفاعة؟
هي الوساطة عند شخص لأجل أخر بمعنى (يصلي عن/يدافع عن/يتوسل من اجل) و هي في الأصل تقديم معونة.
• الكتاب المقدس يقول بوضوح”لنا شفيع عند الآب يسوع المسيح” (1يو 2 : 1) فكيف نؤمن بغير هذة الشفاعة الواحدة؟؟؟
• الشفاعة الكفارية
فعلاً الكتاب المقدس أوضح بصورة قاطعة انه لا توجد شفاعة كفارية إلا شفاعة السيد المسيح وحده “المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو عن يمين الله يشفع فينا” (رو 8 : 34) و يقول أيضاً “إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم” (عب 7 : 25)
• شفاعة الروح القدس
“و كذلك الروح أيضا ً يعين ضعفاتنا أننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو إهتمام الروح لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين” (رو 8 : 26، 27).
• الشفاعة التوسلية
و هي التي يرفضها البروتستانت وهي تشمل:
1. شفاعة الملائكة
“يارب الجنود إلى متى وانت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة” (زك 1 :12)
“شفاعة الملاك في يهوشع الكاهن ضد الشيطان “لينتهرك الرب يا شيطان لينتهرك الرب أفليس هذا شعلة منتشلة من النار” (زك3 :1 ،2)
“أنظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار لأني أقول لكم إن ملائكتهم في السموات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات” (مت 18 : 10)
“يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة” (لو 15: 10)
“يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب” (لو 15: 10)
“وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجاً عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب” (يه 9)
2. شفاعة البشر المنتقلين
هؤلاء المنتقلين هم أحياء بالروح في السماء:
“أنا إله إبراهيم و إله إسحق و إله يعقوب ليس إله أموات بل إله أحياء” (مت 22 : 32)
قال الله لإسحق بعد موت إبراهيم “من اجل ان إبراهيم سمع قولي وحفظ وصاياي وأوامري وفرائضي وشرائعي” (تك 26 :5)
“فظهر له الرب في تلك الليلة وقال أنا إله ابراهيم أبيك لا تخف لأني معك وأباركك وأكثر نسلك من أجل إبراهيم عبدي” (تك 26 : 24)
” فسمع الله أنينهم وذكر الله ميثاقه مع ابراهيم واسحق ويعقوب ونظر الله إلى بني اسرائيل” (خر 2 : 23)
“فتضرع موسى امام الرب إلهه وقال لماذا يحمى غضبك على شعبك ….أذكر ابراهيم واسحق واسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك” (خر 32 : 13)
“والآن ايها الرب إله اسرائيل احفظ لعبدك داود ابي ما كلمته به قائلاً لا يعدم لك امامي.. والآن يا إله اسرائيل فليتحقق كلامك الذي كلمت به عبدك داود ابي” (1مل 8 : 26)
“فحن الرب عليهم ورحمهم وإلتفت إليهم لأجل عهده مع ابراهيم واسحق ويعقوب ولم يشأ أن يستأصلهم ولم يطرحهم عن وجهه” (2 مل 13 : 23)
“من اجل داود عبدك لا ترد وجهك عن مسيحك” (مز 132 : 10)
“فقال الرب لسليمان من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيتك بها فإني أمزق المملكة عنك تمزيقاً وأعطيها لعبدك إلا إني لا أفعل هذا في أيامك من أجل داود أبيك” (1 مل 11 : 11، 12)
“و أزيدك على ايامك خمس عشرة سنة و أنقذك من يد ملك أشور مع هذه المدينة وأحامي عن هذه المدينة من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي” (2مل 20 : 6)
“لماذا أضللتنا يارب عن طرقك قسيت قلوبنا عن مخافتك إرجع من اجل عبيدك أسباط ميراثك” (أش 63 : 17)
“أدع الآن فهل لك من مجيب وإلى أي القديسين تلتفت” (أي 5: 1)
“ولا تصرف رحمتك عنا لأجل ابراهيم خليلك واسحق عبدك واسرائيل قديسك” (دا 3 : 35)
“يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة” (لو 15: 10) والسماء هنا تعني الله + الملائكة + القديسين المنتقلين.
“لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود (ابطال الإيمان العهد القديم )مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة” (عب 12 : 1)
3. شفاعة البشر الأحياء
وهذه لا نختلف فيها مع البروتستانت
“وقال ابراهيم لله ليت اسماعيل يعيش أمامك ..فقال الله وأما اسماعيل فقد سمعت قولك فيه” ( تك 17 : 18)
“وصلى اسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقراً فإستجاب له الرب” (تك 25 : 21)
“وقال (ايليا) يارب إلهي لترجع نفس الولد إلى جوفه فسمع الرب صوت إيليا” (1 مل 17 : 22)
شفاعة السيدة العذراء في عرس قانا الجليل (يو 3)
“فأن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكركم متضرعاً دائماً في صلواتي” (رو 1 :9)
• لماذا لا نصلي لله فقط دون طلب شفاعة القديسين؟؟
1. لأن صلوات القديسين قوية و مقبولة أمام الله “طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها” (يع 5 : 16) بينما طلبة الأشرار مرفوضة “ذبيحة الأشرار مكرهة الرب وصلاة المستقيمين مرضاته” (ام 15 : 8)
2. لأن شفاعة القديسين تساندنا في جهادنا ضد الخطية ” لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود (ابطال الإيمان العهد القديم) مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة” ( عب 12 : 1)
3. لأن الله يأمر بتقديم هذة الشفاعة التوسلية:
• “فالآن (لأبيمالك ملك جرار) رد امرأة الرجل (ابراهيم) فأنه نبي فيصلي لأجلك فتحيا” (تك 20 : 6)
• وكذلك أصدقاء أيوب “و عبدي أيوب يصلي من أجلكم لأني أرفع وجهه لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم” (اي 42 : 8 )
• والقديس يعقوب الرسول يقول “صلوا بعضكم لأجل بعض” (يع 5: 16)
4.الشفاعة ايضاً تحمل مبدأ تكافؤ الفرص:
• فكما أن الشيطان يشتكي علينا أمام الله لهلاكنا “لأنه طرح المشتكي على أخوتنا الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً و ليلاً” (رؤ 12 : 10)
• كذلك شفاعة القديسين تقبل امام الله لأجل خلاص الناس “ايها الإخوة إن مسرة قلبي و طلبتي إلى الله لأجل اسرائيل هي للخلاص” (رو 10 : 1)
5. الشفاعة واقع عملي نعيشه وليس مجرد بحث لاهوتي كتابي مثبوت في الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة وحياتنا نحن الأفراد.
6. من ينكر الشفاعة هو من يخسر فاعليتها و قوتها بلا مقابل.
• هل الشفاعة تعني الإتكال على البشر وترك الله؟؟
1. نحن لا نقدم الصلاة لهؤلاء القديسين بل نطلب منهم أن يصلوا لله لأجلنا لأنهم أبرار “طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها” (يع 5 : 16 )
2.اذن نحن نصلي لله ونطلب من القديسين صلواتهم امام الله لأجلنا “لأني أعلم أن هذا يؤول لي إلى الخلاص بطلبتكم ومؤازرة روح يسوع المسيح” ( فيلبي 1: 19)
3. هل عندما طلب بولس الرسول شفاعة المؤمنين له إتكل على ذراع البشر؟؟ “فأطلب إليكم أيها الإخوة بربنا يسوع المسيح و بمحبة الروح أن تجاهدوا معي في الصلوات من اجلي إلى الله” (رو 15 : 30) “وأنتم أيضاً مساعدون بالصلاة لإجلنا” (2 كو 1 : 11) “أيها الأخوة صلوا لأجلنا” (1 تس 5 : 25).
• لماذا نتشفع بالقديسين ونحن متساوون معهم؟؟
1. في الحقيقة نحن متساوون مع القديسين في الفرص والنعم التي وهبها للكل دون استثناء.
2. ولكن هم يتميزون عنا في امور كثيرة وهذه بشهادة الكتاب المقدس “طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها” (يع 5 : 16) بينما الأشرار لا تقبل صلواتهم “ذبيحة الأشرار مكرهة الرب وصلاة المستقيمين مرضاته” (ام 15 : 8) فهل كلنا أبرار؟؟ وإذا كنا كذلك فلماذا البعض يخطئ ويهلك في خطيته؟؟
3. الله نفسه ميز وكرم هؤلاء القديسين دون عن باقي البشر “إن كان أحد يخدمني يكرمه أبي” (يو 12 : 26) وقيل أيضاً “من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني” (مت 10 : 40) “والآن يقول الرب حاشا لي فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقروني يصغرون” (1 صمو 2 : 30).
4. هذا التمييز هو من عدل الله “فإن ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله” (مت 16 : 27) وكذلك “نجماً يمتاز عن نجم في المجد”(1 كو 15 : 41)
5. وإن إفترضنا جدلاً اننا متساوون مع القديسين ما الذي يمنع ان نطلب صلواتهم و شفاعتهم عنا؟؟
• يقول الكتاب “لا يوجد فيك من يجيز ابنه او بنته في النار ….ولا من يسأل جاناً او تايعة ولا من يستشير الموتى” (تث 18 : 11) و كذلك “ألا يسأل شعب إلهه أيسأل الموتى لأجل الآحياء” (أش 8 : 19) إذن الكتاب المقدس يرفض شفاعة المنتقلين؟؟؟
1. هذة الآيات تخص السحر وعبادة الأوثان التي كانت منتشرة في العهد القديم
2. وبالرغم من هذا نجد أن أنبياء العهد القديم تشفعوا في صلواتهم ببعض الأنبياء الراقدين مثل:
•موسى النبي: “فتضرع موسى امام الرب إلهه وقال لماذا يحمى غضبك على شعبك… أذكر ابراهيم واسحق واسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك” (خر 32 : 13)
•سليمان الحكيم: “والآن ايها الرب إله اسرائيل احفظ لعبدك داود ابي ما كلمته به قائلاً لا يعدم لك امامي …والآن يا إله اسرائيل فليتحقق كلامك الذي كلمت به عبدك داود ابي” (1مل 8 : 26) وكذلك “من اجل داود عبدك لا ترد وجهك عن مسيحك” (مز 132 : 10)
•دانيال النبي: “ولا تصرف رحمتك عنا لأجل ابراهيم خليلك واسحق عبدك واسرائيل قديسك” (دا 3 : 35)
•فهل كل هؤلاء كسروا الوصية الإلهية؟؟؟
3. نحن نؤمن أن هؤلاء المنتقلين هم أحياء وهذا ما قاله المخلص “أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب ليس إله أموات بل إله أحياء” (مت 22 : 32)
4. هؤلاء القديسين يشعرون بنا ويعرفوننا لأننا ككنيسة واحدة وجسد واحد رأسه المسيح نتصل ببعض ونشعر ببعض “فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه” (1 كو 12 : 26)
5.والدليل الأكثر وضوحا ما قاله المخلص عن توبة الخاطئ “يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة” (لو 15: 10) والسماء هنا تعني الله + الملائكة + القديسين المنتقلين.
6.الكنيسة جسد واحد غير منقسم بعض أعضاءه هنا ع الأرض يجاهد والأخر في السماء أستراح من الجهاد ولكن في تواصل دائم لذلك إن من ينكر الشفاعة يقسم جسد المسيح الواحد الذي هو الكنيسة” بل قد أتيتم إلى جبل صهيون و إلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين” (عب 12 :22)
• كيف يسمع القديسين لكل هؤلاء الذين يتشفعون بهم؟؟ هل القديسين غير محدودين مثل الله؟؟
1. ان اللا محدودية هي صفة لا يشترك فيها مع الله أياً من خلائقه
2. ولكن القديسين كأرواح أعطي لهم مواهب ومعرفة أكثر مما لهم و هم في الجسد “الأن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عٌرفت” (1 كو 13 :12) ويقول السيد المسيح لعبيده الأمناء “نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل أقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك” (مت 25 : 21) ومن ضمن هذا الكثير هو المعرفة.
3. في عالمنا المادي نستطيع أن نتعرف ونتكلم مع أكثر من شخص في أكثر من مكان على مستوى العالم من خلال الأنترنت؛ بل ونستطيع أن نعقد مؤتمرات صوت وصورة مباشرة مع أناس على مستوى العالم فهل في عالم الروح لا توجد مثل هذة المعرفة كما في عالم المادة؟؟
4. الله أعطى لنا في جسدنا المثال ف الأذن تستطيع أن تتقبل مئات الأصوات وتميز بينها عما هو هام بالنسبة للعقل في نفس اللحظة وكذلك العين تستطيع أن ترى مئات الألوان والأشكال وتميز بينها فهل الروح لا توجد لديها مثل هذة الأمكانيات
5. ان أرواح القديسين تظل محدودة ولكنها لديها ما هو أوسع من الأمكانيات الجسدية البسيطة.
6. قصة الغني وأليعازر توضح كيف عرف الغني (بروحه) روح أبونا ابراهيم وكيف تحاور معه عن إخوته (لو 16)
7. “يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة” (لو 15: 10) فكيف يفرح الملائكة والقديسين الذين في السماء بتوبة هذا الخاطئ دون أن يعرفوه.
8. في الحقيقة هم يعرفوننا لأنهم “سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة” (عب 12 : 1) فهم ليسوا بعيدين عنا.
• هل تغير الشفاعة أمر الله؟؟ وإذا كانت الاجابة لا فما هي فائدتها؟؟
1. القديسين لا يطلبون شيئاً من الله ضد مشيئته.
2. ان طلبات القديسين عنا تتركز في خلاصنا وهذا ما تعلمه لنا الكنيسة “بشفاعات والدة الإله يارب أنعم لنا بمغرة خطايانا” أو “أطلب من الرب عنا يا…… ليغفر لنا خطايانا “
3. وخلاص الناس هو أصل ارادة الله “الذي يريد أن جميع الناس يخلصون و إلى معرفة الحق يقبلون” (1 تيمو 2 : 4) لذا فإن الشفاعة لا تتعارض معارادة الله
4. بولس يمتدح أبفراس “يسلم عليكم أبفراس الذي هو منكم عبد للمسيح مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله” (كو 4 : 12) و هذة هي الشفاعة.
5. وإذا كان بولس الرسول يطلب الصلاة لأجل جميع الناس “فأطلب أول كل شئ أن تقام طلبات وصلوات وإبتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس” (1تيمو 2 : 1) فهل في السماء تتقوف الصلوات لأجل كل الناس؟؟؟
6. هناك مواقف أستجاب الله فيها لشفاعة الناس:
• موسى النبي: “وقال الرب لموسى أتركني ليحمى غضبي عليهم و أفنيهم فأصيرك شعباً عظيماً فتضرع موسى أمام الرب إلهه ….فندم الرب على الشر الذي قال أنه يفعله بشعبه” (خر 32 : 9 – 14)
• العذراء مريم: “قالت أم يسوع له ليس لهم خمر قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة لم تأتي ساعتي بعد” (يو 2 : 2 – 10)
• إذن الشفاعة تستجاب حينما تتوافق مع مشيئة الله والأرواح في الأبدية ليس لها أي طلبات لا تتوافق مع ارادة الله.
• الكتاب يقول “لأن الأحياء يعلمون أنهم سيموتون أما الموتى فلا يعلمون شيئاً” إذن شفاعة المنتقلين باطلة لأنهم لا يعلمون شيئاً عن الأحياء؟؟؟
1. النص هنا لا يشير إلى العلم المطلق بل إلى ناحية واحدة من العلم و هي العلم بحتمية الموت.
2. الآية تعني أن الحي يعلم أن له فرصة للتوبة مازالت قائمة مادام هو في الجسد حي أما من مات فليست له فرصة للتوبة ولا يعلم كيف يتوب فالعلم هناالمقصود هو العلم بنهاية العمر (الموت) ولكن الارواح لا تموت.
3. اما من جهة علم القديسين المنتقلين بحال الأحياء فهناك أمثلة كثيرة منها:
• رسالة إيليا النبي: (2 أي 21) و هي التي ارسلها إلى يهورام الملك يوبخه فيها على شروره ويتنبأ له عما سيحدث له؛ و العجيب ان هذه الكتابة جاءت بعد صعود ايليا النبي بالمركبة النارية بحوالي 8 سنوات.
• قصة الغني و لعازر: (لو 16) والتي عرف فيها ابراهيم أبو الآباء لعازر وكيف كانت حياته صعبة وعرف أيضا الغني وكيف كانت حياته متنعمة على الرغم من الفارق الزمني بينهم (على الأقل الغني أتى بعد شريعة موسى بينما أبونا إبراهيم تنيح قبل موسى بمئات السنين) وكذلك معرفة ابراهيم بحال إخوة الغني في سيرتهم الباطلة ومعرفته بموسى النبي و بالأنبياء ايضاً” قال لهم ابراهيم عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم …..فقال له إن كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون” (لو 16: 29)
• حادثة التجلي: “وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيداً أن يكمله في اورشليم” (لو9 : 31) فهما يتكلمان مع الرب يسوع عن صلبه وهذا حدث بعد انتقالهم بمئات السنين.
• شكوى موسى النبي لليهود: “لا تظنوا أني اشكوكم إلى الآب يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عله رجاؤكم” (يو 5 : 45) اذن روح موسى تعرف ما هو حال اليهود ايام المخلص ويشكو من عدم ايمانهم.
• فرح السماء بتوبة الخاطئ: “يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة”(لو 15: 10) فكيف يفرح الملائكة والقديسين الذين في السماء بتوبة هذا الخاطئ دون أن يعرفوه .
• إذن القديسين يعرفون (على قدر ما وهب الله لهم من معرفة) عن حال الباقين على الارض.
• الأرثوذكس يتشفعون بالقديسين شفاعة كفارية بدليل أنهم يطلبونها لمغفرة خطاياهم؟؟
1. الكنيسة لا تؤمن أي شفاعة كفارية إلا شفاعة ربنا يسوع المسيح.
2. الخلاص هو إرادة الله لكل البشر الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1 تيمو 2 : 4) وهو يتضمن مغفرة الخطايا.
3. نحن لا نطلب الغفران من القديسين بل من الله وحده بدليل:
• “بشفاعات والدة الإله يارب انعم لنا بغفران خطايانا “إذن الغفران هو من الله وحده.
• “أطلب من الرب عنا ايها ………. ليغفر لنا خطايانا “إذن الغفران من الله وحده.
4. كل الذي نطلبه هو صلوات القديسين لتصاحب صلواتنا امام الله ليساعدنا على خلاصنا وهذا ما طلبه بولس الرسول “فأطلب إليكم أيها الإخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح أن تجاهدوا معي في الصلوات من اجلي إلى الله” (رو 15 : 30) “وأنتم أيضاً مساعدون بالصلاة لإجلنا” (2 كو 1 : 11) “أيها الأخوة صلوا لأجلنا” (1 تس 5 : 25).
• الأرثوذكس يعبدون القديسين و يصلوا لهم؟؟
1. نحن لا نعبد إلا الله وحده ونصلي له وحده وفي نفس الوقت نكرم القديسين الذين أرضوه
2. الله له العبادة و القديسين لهم التكريم
3. أما فيما يختص بالجمل الموجودة في صلواتنا وموجهة للقديسين: هي ببساطة حوار بيننا وبينهم نطلب فيها منهم أن يصلوا لأجلنا
4. في الكتاب المقدس نجد أن المصلي يخاطب الطبيعة و يطلب منها أن تشترك معه في تسبيح الله (وهي جماد) مثل مزمور 148 “سبحيه يا أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا جميع كواكب النور سبحيه يا سماء السماوات، ويا أيتها المياه التي فوق السماوات ….سبحي الرب من الأرض، يا أيتها التنانين وكل اللجج النار والبرد، الثلج والضباب، الريح العاصفة الصانعة كلمته الجبال وكل الآكام، الشجر المثمر وكل الأرز الوحوش وكل البهائم ، الدبابات والطيور ذوات الأجنحة” وكذلك يخاطب الكائنات الناطقة كالملائكة “سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده” وأيضاً البشر “ملوك الأرض وكل الشعوب، الرؤساء وكل قضاة الأرض الأحداث والعذارى، أيضا الشيوخ مع الفتيان” فهل هنا المرتل يصلي لهم في صلواته؟؟؟ أم يطلب منهم في صلواته أن يشتركوا معه في التسبيح لله؟؟.
• تسمية الكنائس بأسماء القديسين نوع من تقديم العبادة لهم؟؟
1. لا شك أن الكنائس هي بيوت الله
2. ومع هذا نطلق عليها اسماء القديسين:
• تكريم لهؤلاء القديسين
• تذكير للمؤمنين بجهاد هؤلاء القديسين
• لتمييز الكنائس بعضها عن بعض
3. الله نسب بأسماء عبيده الأتقياء:
• “أنا إله إبراهيم و إله إسحق و إله يعقوب” (مت 22 : 32)
• “ليرفعك اسم إله يعقوب” (مز 20: 1)
4. تم تسمية هيكل أورشليم بأسم هيكل سليمان
5. تسمية الأسفار الإلهية بأسماء كاتبيها على الرغم أن المُوحي بها هو الله نفسه
6. الشريعة هي شريعة الله و لكنها نُسبت لموسى “أذكروا شريعة عبدي موسى” (ملا 4: 4)
7. حتى في سفر الرؤيا رأى الحبيب في السماء “وكان لها اثنا عشر بابا، وعلى الأبواب اثنا عشر ملاكا، وأسماء مكتوبة هي أسماء أسباط بني إسرائيل الاثني عشر…. وسور المدينة كان له اثنا عشر أساسا، وعليها أسماء رسل الخروف الاثني عشر” (رؤ 21 : 12)
8. السماء كلها أطلق عليها أنها:
• حضن أبراهيم “فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن ابراهيم” (لو 16 : 22)
• كنيسة أبكار “وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات” (عب 12: 23)
9. فليس غريباً عن الكتاب المقدس اننا نسمي الكنائس بأسماء القديسين وهذا ليس فيه اهانة لله أو تقديم عبادة للقديسين.
• إقامة أعياد للقديسين نوع من عبادتهم؟؟
1. ان الاحتفال بتذكار القديسين أمر كتابي:
• “الصديق يكون لذكر أبدي” (مز 112 : 6)
• “ذكر الصديق للبركة” (ام 10: 7 )
• “أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم” (عب 13: 7)
2. غرض الكنيسة من هذه الإحتفالات:
• لتذكر المؤمنين بسيرة القديسين وأعمالهم وجهادهم
• لتشجع المؤمنين ليحيوا في الفضيلة مثل القديسين
• لتدلل على أن القديسين مازالوا أحياء في السماء
• الإحتفاظ برفات القديسين نوع من العبادة الوثنية؟؟
1. المسيحية تهتم بالجسد لأنه صار مقدساً ومسكناً للروح القدس “أما تعلمون أنكم هيكل الله و روح الله ساكن فيكم” (1كو 3: 16)
2. يوسف الصديق أوصى من جهة عظامه “وأستحلف يوسف بني اسرائيل قائلاً الله سيفتقدكم فتصعدون عظامي من هنا” (تك 50: 25)
3. موسى النبي اهتم بعظام يوسف “وأخذ موسى عظام يوسف معه لأنه كان قد استحلف بني اسرائيل” (خر 13 : 19)
4. عظام أليشع أقامت ميت “وفيما كانوا يدفنون رجلاً إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر أليشع فلما نزل الرجل و مس عظام أليشع عاش وقام على رجليه” (2 مل 13 : 21)
5. كان مجرد ظل القديسين يصنع المعجزات “حتى انهم كانوا يحملون المرضى خارجاً في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرة حتى إذا جاء بطرس يخيم ولو ظله على أحد منهم”(أع 5 :15)
6. بولس الرسول كانت المناديل التي على جسده تصنع المعجزات “حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة” (أع 19 : 12)
7. لذلك نحن نحتفظ بالأجساد كبركة وكتكريم للقديس ولكي نبين عظم مقدار الجسد الذي يجاهد روحياً لأجل الله.
• يتحجج البعض بإخفاء جسد موسى كدليل على رفض الإحتفاظ بأجساد القديسين؟؟
1. لأن الشعب كان سيعبد جسد موسى النبي بدليل عبادتهم للعجل الذهبي وغيرها من الاوثان في حوادث لاحقة
2. بينما لم يذكر التاريخ حادثة وحادة عن احد الأرثوذكس أنه سقط في عبادة جسد قديس ما.
• لماذا نمجد القديسين بينما الله وحده هو الذي له المجد والكتاب يقول ” مجدي لا أعطيه لآخر” (أش 42 :8)؟؟
1. المجد الذي يختص به الله هو مجد الألوهية وهو المقصود بهذه الآية
2. الله نفسه يمجد قديسيه:
• في حادثة التجلي قيل عن موسى وإيليا “اللذان ظهرا بمجدٍ “(لو 9: 31)
• ويوبخ السيد المسيح الفريسين قائلاً “كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم بعضاً والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه؟” (يو 5: 44)
• “إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه “( رو 8 : 17)
• “فأني أحسب أن الالآم هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا” (رو 8 :18)
• “لأن الخليقة نفسها ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله” (رو 8 : 21)
• “والذين سبق فعينهم فهؤلاء دعاهم أيضاً والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضاً والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً” (رو 8: 30)
• “الذين هم اسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود” (رو9 : 4)
• وعن القديسين “ولكي يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد” (رو 9: 23)
• وفي الأبدية “نجماً يمتاز عن نجم في المجد” (1كو 15: 41)
• “لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدي”(2 كو 4 :17)
• فإذا كان الله يمجدهم بمجد أبدي ألا نمجدهم هنا على فضائلهم ومسيرتهم مع الله؟؟
أهم المراجع:
1.الكتاب المقدس
2.اللاهوت المقارن جــ1 البابا شنودة الثالث
3.موسوعة اللاهوت العقيدي جــ 5 المتنيح الأنبا غريغوريوس
4.كنيستي الأرثوذكسية ما أجملك جــ1 /2 القس بيشوي حلمي
5.كنيسة الأمجاد الأرشيدياكون نجيب جرجس
6.براهين الكتاب المقدس على خدمة التعاليم الأرثوذكسية تقديم د/ موريس تاوضروس
7.الشفاعة دياكون ميخائيل مكسي اسكندر
ملاحظة:
لم أستشهد بغير الكتاب المقدس نظرًا لأن المتلقى بروتستانتي لا يقبل غير آيات الكتاب المقدس.
صلوا عني
القس سارافيم القس مرقس
2019م



