رد البابا شنودة على من يرفضون عقيدة الفداء (نفس عوضًا عن نفس)

ضد عقيدة الفداء (نفس عوضًا عن نفس)
في كتاب المؤلف عن القديس بولس الرسول صـ 285، صـ 286 في مناقشته موضوع (التكفير بالإحلال) أي (عقوبة بدل عقوبة):
تحدث المؤلف عما ورد فى سفر اللاويين إصحاح 4 عن خطية السهو.
وقال بعد ذلك: “فلينتبه القارئ هنا. فذبيحة الخطية فى العهد القديم قُدمت عن الخاطئ وذُبحت عن الخاطئ وماتت عن الخاطئ. أى أن الحيوان مات عن الخاطئ حتى لا يموت الخاطئ. فهنا الحيوان مات وحده، والإنسان لم يمت.. والآن هل يمكن نقل هذا الطقس بمبناه ومعناه إلى حقيقة الفداء الذى قام به المسيح على الصليب؟”
وينكر المؤلف مفهوم الفداء هذا ويقول فى هامش ص285:
“الكنيسة البروتستانتية تتمسك بشدة بنظرية “التكفير بالإحلال” أى أن “المسيح مات عنا “، بمعنى “نائباً عنا”، ومع أننا لا نريد ولا نرتاح للمجادلات فى أمر اللاهوت ولكن أضطررنا اضطراراً أن نوضح موقفنا من هذا الموضوع لما فيه من أهمية روحية سيرتاح لها القارئ أشد الارتياح.
ولكن هذا المعنى الذى ينكره، ويصف به البروتستانت هو اعتقادنا ً جميعا فى الفداء!! وهو ما ينادى به القديس أثناسيوس الرسولي فى كتابه (تجسد الكلمة) أن المسيح صلب ومات عنا لكى يفدينا. أى أن المسيح مات لكى نحيا نحن.
ولكن المؤلف فى محاربته لمبدأ “عقوبة بدل عقوبة” يقول:
هنا عائق خطير يمنع التطبيق: وهو أن جميع ذبائح الخطية التى نصل عليها العهد القديم هى كما سبق ونبهنا مراراً تصح فقط فى حالة الخطية السهو…. أى بدون قصد. أما خطايا العمد أو التى عن قصد وبالإرادة فلا ذبيحة لها على الإطلاق فى كل ناموس موسى. وبمعنى آخر أوضح أنه يستحيل إحلال أو استبدال نفس بنفس فى حالة الخطية العمد، ذلك بحسب ناموس موسى. هنا يصعب التطبيق من قريب أو من بعيد على ذبيحة المسيح، لأن ذبيحة المسيح هى ذبيحة عن خطية العمد أولاً وكافة أنواع الخطايا التي يقصر ويمتنع العهد القديم عن أن يقدم عنها ذبيحة بالمرة.
فهنا يستحيل أن تُحسب ذبيحة المسيح أنها عوض الخاطئ أو عن الخاطئ أو بدلاً عن الخاطئ، لأن الخطية هى خطية عمد، والخاطئ يتحتم أن يموت موتاً ولا يمكن أن تُقدم عنه ذبيحة من أى نوع!
اقرأ أيضًا: رسالة البابا شنودة إلى من ينكرون عقيدة الفداء.. الفداء هو السبب الأساسي للتجسد!
ونقول: إن كان الخاطئ لابد أن يموت موتاً، وذبيحة المسيح يستحيل أن تُحسب عوض الخاطئ ، أو بدلاً من الخاطئ، إذن لا فداء، لأن الفداء معناه أن نفساً تموت عن نفس أخرى. وفداء المسيح لنا هو أنه مات عنا، بدلاً منا..
ويكرر المؤلف فكره فى تفسيره الرسالة إلى رومية ص 459
فيقول: “وكانت الذبائح للمسامحة الوقتية والمفردة، لكل خطية بحد ذاتها، ولكن خطية السهو فقط لأن الخطية عن عمد بالإرادة لا غفران لها ولا مسامحة ولا ذبيحة بأى حال من الأحوال”
معنى هذا أننا هلكنا جميعاً، لأن غالبية خطايانا هى خطايا عمد. وحسب رأى المؤلف عنها أنه لابد أن يموت الخاطئ موتاً، ولا غفران ولا مسامحة.
عن كتاب “بدع حديثة” للبابا شنودة الثالث