الإيمانالشجرة المغروسةلاهوت مقارنملفات إيمانيةموضوعات مسيحية

الأرثوذكسية واللاطائفية.. بقلم: القمص بولا عطية

أعلنت احدى الجمعيات المسيحية عن قيامها بعمل نهضة روحية لأحد الوعاظ المشهورين في مجال العظات الخلاصية، وتداولت هذه الإعلانات في المدارس والكليات مع الطلبة بعضهم البعض لدعوة أسرهم لحضور هذه العظات وذكر بالإعلان أن الجمعية الداعية لهذه النهضة هي جمعية لا طائفية لا تتعرض لأي عقائد وإنما هدفها هو دعوة الناس إلى الخلاص. وقد وجد مارك وجوزيف أن هذا الإعلان تحت يد الكثير من أصدقائهما لذلك حذرا أصدقائهما من حضور الاجتماعات بهذه الجمعية، لأنها جمعية غير أرثوذكسية. واللاطائفية المدعوة بها تبعد المؤمن عن عقيدته في الإيمان السليم المستقيم (الأرثوذكسي)، وبالتالي يبتعد عن الروحانية المسيحية السليمة. وقد رأى مارك وجوزيف طرح هذا الموضوع للمناقشة -مع أبيهم الروحي -لأهميته الكبيرة في الحياة الروحية. وعندما تقابلا مع قدس أبونا رحب بهما كعادته ودار بينهم الحوار الآتي:

مارك: شفت يا أبونا الإعلان عن هذه النهضة الروحية. 

أبونا: آه ده نهضة في جمعية بروتستانتية – خلوا بالكم. 

مارك: إحنا مش ممكن نحضرها لكن عايزين نسمع رأيك في اللاطائفية المزعومة بهذه الجمعية فهي تدعوا الناس للخلاص، ولا تتعرض إلى أي عقيدة – وليه بنقول أنها بروتستانتية؟ 

أبونا: لأنها جميعه لا تنادى بالتعليم الصحيح وإنما تدعوا الناس إلى الخلاص بمفهوم غير أرثوذكسي خالي من الروحانية الأرثوذكسية. وكلمة أرثوذكسي يا أولادي هي كلمة يونانية تتألف من مقطعين، الأول هو أورثو (Ortho) وتعنى مستقيم، أو حق، أو صحيح، أو نقى، أو صريح، أو أصيل. والمقطع الثاني هي ذوكس (dox) ومعناها اعتقاد، أو إيمان، أو رأى. 
ومن ثم يكون معنى أرثوذكسي هو الرأي السليم، أو اعتقاد الحق، والإيمان الصريح. ولكى تكون هذه الجمعية أرثوذكسية لابد أن تعترف بالآراء المستقيمة والسليمة لعقيدة الكنيسة الجامعة . 

جوزيف: لكن وعظهم له طابع خاص يختلف عن وعظنا في كنيستنا الأرثوذكسية . 

أبونا: نعم يا جوزيف فيه فكر تسلل في الكنيسة في العصر الحديث وهو الذى ينادى بأن نقيم اجتماعات تتحدث عن الروحيات فقط دون الدخول في الأمور العقائدية . 

مارك: وده خطر على حياتنا الروحية مش كده يا أبونا . 

أبونا: فعلاً يا مارك ده فكر غير صحيح لأنه لا توجد روحانية بدون عقيدة سليمة، ينبغي أن تكون الروحانيـة مبنية على أساس عقيدي فكري سليم… في التصوف الهندي والديانات الاخرى بيصوموا ويصلوا أكثر من رهبان كثيرين، هل معنى هذا ان روحانيتهم سليمة؟!! 

فإذا كانت العقيدة فيها خلل ستصبح الروحانيات خاطئة ،لأنه عندما يغيب الذهن العقيدي حتى عن فكر النساك يتطرف في نسكياته. 
جوزيف: بيقولوا لا عقائدية يعنى ليس بالضروري التحدث في الوعظ عن العقيدة!! 

أبونا: هذا الادعاء باطل لأن هذا منهج فلابد أن يكون هناك فكرة وعقيدة واضحة تبنى عليها الحياة الروحية. وعدم الخوض في الأمور العقائدية في المسيحية هو في الحقيقة جريمة كبرى – مثلاً إذا همشنا المعمودية ونادينا بعدم قيمتها بحجة أننا لا نريد التعرض للأمور العقائدية فهذا خطأ، لأن المعمودية ليست شيء هامشي ولكنها سر نعمتنا. لأبد أن تدخل المعمودية والإفخارستيا في صميم التعليم الكنسي، والحياة الروحية. فبدون جسد الرب ودمه تكون عودة إلى اليهودية. وتهميش المعمودية والتقليل من شأنها جريمة تقود إلى الهلاك، وعدم دخول الملكوت (يو 3:3 – 6). 

جوزيف: أنا كنت بأروح زمان هناك يا أبونا وكنت باسمع عظات تسكن الحواس وتطمئني وتعزيني ويقولوا لنا اننا ها ندخل السما وضامنين الملكوت ، لكن كانت حياتي بعيدة عن الجهاد الروحي والنمو الروحي والعشرة الحقيقية بربى ومخلصي يسوع المسيح لأنى ما كنتش بأتناول من جسد الرب ودمه. 

أبونا: أكيد يا جوزيف التناول بيجعلنا نتحد بالرب يسوع ونثبت فيه ويثبت فينا (يو56:6). ولازم نعرف أهمية عقيدتنا المسيحية عامة في حياتنا الروحية وخلاصنا. فكل الديانات بتشترك في عقائد مشتركة اليهودية والإسلام والمسيحية: وجود الله، قدرة الله، القيامة العامة، الله واحد، بعض الممارسات الروحية المشتركة من صوم وصلاة وصدقة…الخ – لكن يميزنا كمسيحين أمرين هما الثالوث والتجسد. وإذا فرغنا المسيحية من التجسد لا توجد مسيحية والتجسد باختصار إن الله اتحد بالإنسان، هل الله تجسد معناها المسيح عاش بيننا فترة ثم رحل ونحكي حكايته مثل أي زعيم مصطفى كامل، أو جمال عبد الناصر مثلاً. لا لأن المسيح مش كدة، المسيح عايش بيننا وفينا! 

جوزيف: بيننا وفينا أزاي يا أبونا؟ 

أبونا: من خلال المذبح يا جوزيف ، المذبح يحول قصة المسيح من قصة تاريخية إلى واقع يومي معاش لأننا من خلال القداس هناك حضور للمسيح كل يوم عل المذبح ليكون فينا ونحن فيه . 
وإزاى أعلم الناس عن المسيح وما اتكلمش عن أهمية التناول؟!!. 
إزاى أتقوى ضد حروب الشياطين بدون تناول؟!! 

مارك: على فكرة يا أبونا فيه بعض من أصدقائنا الأرثوذكس بيقولوا أنهم ها يروحوا النهضة مجاملة لأصدقائهم الذين ألحوا عليهم لحضور هذه النهضة، وبعضهم مقتنعين، بموضوع اللاطائفية وبيقولوا أنهم مش لازم يكونوا متعصبين للأرثوذكسية بهذه الدرجة. وآخرين هايحضروا النهضة على سبيل التجربة إذا ما عجبهمش الحال مش ها يروحوا تانى. ما رأى قدسك يا أبونا؟.

أبونا: طبعًا ده غلط وخطر عليهم لأن معلمنا يوحنا الرسول المشهور بأنه رسول المحبة (يوحنا الحبيب) قال في رسالته الثانية، محذرًا الذين يبتعدون عن تعاليم السيد المسيح قائلا “إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة” ( 2يو9-10). لذلك فإن الأرثوذكسي اللي عايز يغير مبدأه الأرثوذكسي لأجل المجاملة يخالف تعليم الكتاب المقدس، والإيمان السليم. والذي يقول ها يروح على سبيل التجربة يبقى مش فاهم طريق الخلاص بالمفهوم الأرثوذكسي، وممكن ينجرف بتيار اللاطائفية إلى الخلاص بالمفهوم البروتستانتي وهذا يبعده عن التناول من جسد الرب ودمه وعن التوبة والاعتراف، وكافة الاسرار الكنسية اللازمة للخلاص، والتي هي مجال عمل الروح القدس في نقل خصل دم المسيح والعهد الجديد خلال هذه الأسرار. والذين يتهموننا بأننا متعصبين هذا خطأ لأننا نحن ملتزمون بتعاليم الكتاب المقدس ونصوصه التي تتحدث عن العقيدة الأرثوذكسية. 

جوزيف: هما فعلًا بيتحاشوا الوعظ عن الفصول الكتابية التي تتحدث عن الاعتراف والتناول . والاسرار الكنسية. وإن جاء نص يشرح الأسرار لا يتحدثوا عن أهمية هذه الاسرار كعقيدة في الخلاص 

أبونا: نعم، مش ممكن يشرحوا طريق الخلاص بالمفهوم الكتابي والرسولي. فهم يدعون الناس إلى التوبة والخلاص، ولكن كيف يكون هذا؟! إذا نادواً بتوبة واعتراف أمام الله فقط، كان فكراً بروتستانتياً!! وإذا نُودى بالتوبة والاعتراف، والتناول، ووجود كهنوت يكون بحسب الفكر الأرثوذكسي والكاثوليكي، ولذلك فانهم بهذا المبدأ لا يتكلمون عن عقيدة ولا يهاجمون عقيدة بطريقة مباشرة، بل يعملون على ترك ما هو عقيدة. وبذلك ينسو المؤمن عقيدة الكنيسة من خلال الكلام العاطفي والانفعالي!!. فهل يمكن أن يكون ذلك فكراً مسيحياً متكاملاً نقدمه للمؤمنين من أجل الهدف الأسمى “نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس” (1بط 9:1)؟!!. فطريق الخلاص بالمفهوم السليم نصل إليه بممارستنا للأسرار الكنسية بإيمان وروحانية من خلال كل معتقدات الكنيسة الأرثوذكسية المستقيمة الرأي في كل زمان وإلى منتهى الدهور، لأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها. 

مارك: طيب نعمل إيه في أصدقائنا اللي عايزين يحضروا النهضة ده رغم أنهم أرثوذكسيين أصلاً؟ 

أبونا: نصلى كلنا من أجلهم، ونحاول نرشدهم لفكر الكنيسة الأرثوذكسية الأم، ونوضح لهم خطورة حضور هذه الاجتماعات دون فهم لطريق الخلاص الأرثوذكسي. كمان لازم يفهموا الروحانية الأرثوذكسية التي تفوق كل الروحانيات في الطوائف الأخرى في الصلوات والتسابيح، والقداسات الإلهية حيث حضور المسيح بلاهوته وناسوته معنا على المذبح. فكنيستنا الأرثوذكسية تقدم لأولادها حياة روحية تهدف إلى إيجاد شركة مقدسة مع الثالوث القدوس فنكون شركاء الطبيعة الإلهية كما قال معلمنا بطرس الرسول في (2بط 4:1). فمن خلال الاتحاد بالجسد والدم الأقدسين نكون جميعاً جسداً واحداً، وروحاً واحدًا، وقلباً واحدًا، كما نتحد بالرب يسوع نفسه إذ يثبت فينا ونثبت نحن فيه. فالروحانية الأرثوذكسية لا ترضى بالحياة لأجل المسيح فقط، ولا بالحياة مع المسيح فقط، وإنما تهدف إلى الحياة مع وفى المسيح. ومن خلال هذا الاتجاه ننطلق في العبادة. 

جوزيف: كلام جميل يا أبونا – كلمنا عن الروحانية الأرثوذكسية من فضلك. 

أبونا: الحياة الروحانية الأرثوذكسية هي مجال عمل النعمة، ولكن يلزم أن تكون الإرادة حاضرة لتقبل النعمة أن تعمل في الانسان وبدون النعمة لا فائدة من الجهاد، وبدون الجهاد لا يمكن للنعمة أن تبقى وتدوم وتنمو في حياة المؤمنين. فالسيد المسيح قال “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” (يو5:15)، فنحن لا نكلل إن لم نجاهد قانونياً (2تى5:2). ويلزمنا أن نتمم خلاصنا بخوف ورعدة (فى12:2). وليست الخبرة الروحية قائمة على أن أصعد بجهدي إلى الرب لأن الله هو الذي نزل إلينا. لكن قائمة على أساس أن أهئ حياتي لسكنى الرب في أتقبل من الكنيسة كل وسائط النعمة التي تملأ كياني فرحاً ونعيمًا، ويصبح الملكوت حقيقة حاضرة فما هو أخروى (إسخاطولوجى) يعاش في الحاضر وأثناء الممارسات اليومية في العبادة والليتورجيات. 

مارك: وأيه كمان يا أبون . في خلال حلاوة الروحانية الأرثوذكسية؟‍‍‍‍‍‍!! 

أبونا: تهتم الكنيسة الأرثوذكسية بإبراز عمل الأقانيم الثلاثة، بعكس الطوائف الأخرى تركز على عمل المسيح وحده فنجد عندنا الكاهن يعطى البركة الرسولية فيقول (محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة وموهبة وعطية الروح القدس تكون معكم ) . 
 وفى صلاة الأجبية نجد صلوات تقدم للأب السماوي (نشكرك أيها الآب أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح) وصلوات وأخرى تقدم للابن صلوات تقدم لله الروح القدس في قطع صلوات الساعة الثالثة. بل أن هناك قداسات تخاطب الآب، وآخري تخاطب الابن. فالكنيسة الأرثوذكسية تعلم بأن الأقانيم الثلاثة تعمل في وحدة عمل وإرادة ومشيئة واحدة . 

جوزيف: لاحظت كمان يا أبونا لما كنت باروح هناك زمان (في الجمعية اللاطائفية) إن كل واحد منهم علاقته مع ربنا شخصية فردية، بعكس لما واظبت على كنيستي وجدت إن علاقتنا مع ربنا يسوع المسيح علاقة شركة للمؤمنين جميعاً مع المسيح يسوع. 

أبونا: فعلاً يا جوزيف وده كمان هو القصد الذى من أجله جاء الرب يسوع هو أن يوَّحد الجميع في واحد كما أنه هو والآب واحد والروح القدس” ليكن الجميع واحداً كما أنك أنت ايها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني ( يو21:17). وطلب ذلك في مناجاته الأخيرة مع الآب. والروحانية الأرثوذكسية لا تعرف الروحانية الفردية فمنذ أن يولد المؤمن ولادة ثانية من فوق بالمعمودية المقدسة يُغرس في الكنيسة غرساً، وجميع أسرار الكنيسة تهدف إلى هذه الوحدة المقدسة التي تجعل كل المؤمنين جسداً واحدًا، وروحاً واحدًا، وفكراً واحدًا، وقلبًا واحدًا، بإيمان واحد، لرب واحد، ورجاء واحد، ومعمودية واحدة. لذلك علمنا الرب يسوع أن نقول الصلاة الربانية بصيغة الجمع: “أبانا الذي في السموات…”، وليس أبى الذى في السموات! وهذا لا يعنى أن الأرثوذكسية تلغى العلاقة الشخصية، وتتجاهل الشركة الخاصة المؤمن والمسيح المخلص ولكنها إذ تؤكد هذه العلاقة تضعها في إطار وحدة المؤمنين برباط الكمال الذى هو رباط المحبة، ووحدانية الروح. وهذه الوحدة واضحة في صلاة القداس حيث يشترك الأسقف أو الكاهن مع الشماس مع الشعب، لا يقدر أحد أن يشترك فى القداس بدون باقي الأطراف وأنما الجميع في وحدة متناغمة معاً. فنرى في القداس يقول الكاهن.. ثم يقول الشماس.. ثم يقول الشعب… وهكذا نجد القداس شركة جميع المؤمنين أو كما يُطلق عليها باللغة اليونانية (ليتورجية) أي (عمل جماعي) خلال الصلوات. 
 مارك: يعجبني في كنيستي الأرثوذكسية اشتراكنا أيضاً مع السمائيين في عبادتنا. 

أبونا: نعم يا مارك الروحانية الأرثوذكسية تهتم بوحدة السمائيين مع الأرضيين. فالعلاقة القوية التي تربط المؤمنين المنتصرين الذين كملوا في الإيمان، مع المجاهدين الذين لا يزالون يركضون “نحو الغرض لأجل جهالة دعوة الله العليا”(في 14:3). هي محور من أهم محاور الروحانية الأرثوذكسية. فالكنيسة الأرثوذكسية تنظر إلى السماء والأرض وقد اتصلنا ببعضها في اتحاد لا ينفصل. 

وتصلى الكنيسة قائلة في صلاة الأجبية (عندما نقف أمامك وقت الصلاة نحسب كالقيام في السماء). وفى قداس القديس غريغوريوس تصلى الكنيسة قائلة (الذي أعطى الذين على الأرض تسبيح السارافيم اقبل منا نحن أيضًا أصواتنا مع غير المرئيين وأحسبنا مع القوات السمائية) وتصلى في جزء أخر من نفس القداس قائلين عن الشاروبيم والسيرافيم أنهم (يصرخون واحد قبالة واحد منهم يرسلون تسبحة الغلبة والخلاص الذى لنا بصوت ممتلئ مجدًا…) فنحن نصلى تسبحة السمائيين، وهم يسبحون تسبحة الخلاص الذى لنا، وهذا يجعلنا نعيش روحانية الوحدة للكنيسة في السماء والارض. كذلك أيضاً في صلاة المجمع تظهر حياة الشركة والوحدة بين الكنيسة المجاهدة والكنيسة المنتصرة في السماء وصلاة المجمع فيها طلبة، وتضرع. 
 جوزيف: فعلاً الروحانية الأرثوذكسية تتميز بعمقها عن أي روحانية أخرى. 

مارك: وأيه كمان يتميز به الروحانية لكنيستنا الأرثوذكسية؟ 

أبونا: كمان يميز الروحانية الأرثوذكسية تقديس المادة في الروح – فالماء، والزيت، والخم ، والخبز مجالات ضرورية في إتمام أسرار الكنيسة لكى ننال من خلالها بالروح القدس فعل الصليب والخلاص. 
 بل أن أجسادنا نفسها سوف تقوم في مجد، وستسطع أجساد القديسين بالنور والبهاء بعد القيامة. والجسد نفسه سيشارك الروح بركات الدهر الآتي، كما شاركها أتعاب الجهاد في أرض الغربة. والكون والخليقة التي فسدت بسقوط آدم تعود مرة ثانية إلى وضعها الطبيعي في اتفاق وانسجام لتصير جديدة” ثم رأيت سماء جديدة، وأرضنا جديدة (رؤ 1:21). ومن هذا المنطلق لا ترى الكنيسة غرابة في تقديس المذبح، والأيقونات وتكريسها في بيت الله. وتسمح للمؤمنين بتقبيلها وطلب شفاعة القديسين أصحاب الأيقونات المكرسة وإنارة الشموع أمامهم. 

مارك: أحنا أستمتعنا جداً يا أبونا بالحديث معك عن الروحانية الأرثوذكسية ودلوقت نقدر نرد على أي حد يحاول يشككنا في روحانية كنيستنا. ومش عارف هما ليه مش قادرين يفهموا روحانية صلواتنا في الكنيسة ويقولوا إن صلواتنا مكررة ومحفوظة ومش شاعرين بحلاوتها. 

جوزيف: لأنهم ما جربوهاش، ولا يوجد اختبار حي له، وذلك لان كل إنسان بعيد عن الكنيسة لا يشعر بحلاوتها إلا لما يتذوقها داخل الكنيسة، وده أنا شاعر بيه كويس لأنى كنت بعيد عن الكنيسة في فترة ما . 

أبونا: يا أولادي مبدأ الصلاة المحفوظة والمكررة موجود في الكتاب المقدس، والرب يسوع علمنا صلاة كلنا حافظينها وبنكررها دايمًا هي الصلاة الربانية (مت9:6-15). وفى بستان جثيمانى يقول الكتاب إنه كرر الصلاة بعينها ثلاثة مرات (مت39:26-45). 
 طيب والترانيم اللي بيرنموها فى هذه الجمعية أليست صلاة محفوظة؟!!. فمن الأفضل ان نصلى الصلوات التي جاءت في الكتاب المقدس ووضعتها الكنيسة الأولى. 

كمان يا أولادي الكتاب المقدس لما إحنا بنحفظه وبنكرره إيه الخطأ في كدة؟!! شوفوا يا أولادي كنيستنا مبنية على أساس سليم ومتين، وكل عقيدة فيها لها أساس كتابي وأوعوا حد يشككم فى كنيستك الأرثوذكسية، وباستمرار تقرأوا الكتاب المقدس وكتب الكنيسة التي تشرح العقيدة من خلال الكتاب المقدس. وضروري تيجوا تسألوا عن أي حاجة مش فاهمينها والكنيسة أمكم مستعدة للإجابة، لكى تكونوا أنتم كمان مستعدين لمجاوبة كل من يسألكم عن سر الرجاء الذى فيكم. 

جوزيف: أنا بأشكر ربنا جدا لأنى بنعمته رجعت للكنيسة أمي التي تهتم بخلاص نفسي، بعدما كنت ماشي في طريق الروحانية السطحية، وكان ممكن يؤدى هذا إلى فقدان بركات كثيرة. 

مارك و أبونا: الحمد لله يا جوزيف. 

أبونا: والكنيسة فاتحة أحضانها لكل أولادها وبترحب بيهم في أي وقت. 

جوزيف ومارك: طبعًا وإحنا متشكرين جدًا يا أبونا على تعب محبتك وربنا يحافظ لنا عليك ويبارك في خدمتك صلى لأجلنا يا أبونا.

ربنا يثبتنا في عقيدتنا والتي دفع ثمن الثبات فيها القديس العظيم البابا أثناسيوس الرسولي (نفى 5 مرات) والقديس العظيم البابا ديوسقورس (تحطيم أسنانه ونتف شعر لحيته) والقديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف (فقأ عينه).

يا رب أرحم و أبحث عن خرافك الضالة والخراف الذين في الحظائر الأخرى.

 

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى