الطقس الكنسيالكنيسةموضوعات مسيحيةنيافة الأنبا موسى

نيافة الأنبا موسى يكتب عن الكنيسة بيت الله المدشن

الكنيسة – كمبنى – هي بيت الله المدشن ، وهى بيت الملائكة، ومكان اجتماع المؤمنين المعمدين جسد المسيح، له المجد. 

وقد وردت عبارة “الكنيسة التي في بيتك” في العهد الجديد، ليس فقط الجماعة المؤمنة، ولكن أيضاً بمعنى المكان المقدس.

وفى بداية المسيحية كانت القداسات تعقد في البيوت، وفى أماكن بسيطة، وأحيانًا في خنادق، بسبب الاضطهاد الوثني أو اليهودي، ثم بدأت عمارة الكنائس، حينما صارت المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، أيام الملك قسطنطين، ابن الملكة هيلانة، التي تكتشف صليب السيد المسيح في أورشليم.

 هل هناك شكل مميز لمبنى الكنيسة؟

 للكنيسة أشكال عديدة منها  

1- شكل الصليب: حيث أنها المكان الذى فيه يقام سر الإفخارستيا، امتدادًا للصليب المجيد، حيث الجسد المكسور والدم المسفوك لأجل خلاصنا. 

2- شكل سفينة: رمزًا لفلك نوح، الذى فيه خلص نوح وأسرته من الطوفان، طوفان بحر هذا العلام الزائل، المليء بالخطايا والعثرات. 

3- القباب: رمز قلب الله المتسع، والسماء الصافية المرصعة بالنجوم… وكثيرًا ما تحوى القبة في الداخل رسوماً للسيد المسيح، والأربعة بشيرين الذين بشرونا به، وسماء زرقاء فيها نجوم.. لأن الكنيسة هي بيت الله، والمكان الذى صار سماءً. 

4- المنارة: رمز للنور الذى أشرق على العالم، والنجم الذى هدى المجوس في مسيرتهم من المشرق إلى حيث الطفل يسوع، وحيث قدموا الهدايا ذهبًا ولبانًا ومرًا. 

5- الصلبان: عدد كبير فوق المنارة والقباب والنوافذ والأبواب والمقاعد.. علامة الخلاص التي لنا نحن المسيحيين. 

6- الأعمدة: رمز الآباء الرسل، “المعتبرين أنهم أعمدة” (غل 9:2) بسبب كرازتهم وإيمانهم وخدمتهم لكنيسة المسيح. 

7- الأنبل: مكان الوعظ، حيث لم تكن هناك ميكروفونات، فكان المكان المرتفع الذى يقف عليه الواعظ، ليراه الجميع، ويسهل عليهم سماع صوته. 

والكنيسة – بعد أن يتم بناؤها – يقوم قداسة البابا أو الأب الأسقف بتدشينها بزيت الميرون المقدس (علامة حلول الروح القدس فيها)، حيث يسهر الجميع فى تسبيح طوال الليل، ثم يتم دهن المذبح والأيقونات والأواني والستور بزيت الميرون المقدس، فتصير الكنيسة مدشنة أي مكرسة لعمل الله المقدس فقط، ولهذا تستخدم بوقار خاص.. إذ يقول الكتاب: “ببيتك تليق القداسة يارب” (مز 5 : 93)… لهذا ينبغي أن ندخل الكنيسة بوقار خاص، وملابس مناسبة، ونظافة الجسد والنفس والروح، وحينما ندخل نسجد أمام الهيكل المقدس قائلين: “أما أنا فكثرة رحمتك أدخل بيتك، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك” (مز 7 : 5)…

ومن المهم أن نحتفظ للكنيسة بوقارها، فلا نتكل فيها مع أحد إلا للضرورة القصوى وبصوت هامس… 

كما أنه لا يليق أن نستخدم الكنيسة في أنشطة غير مناسبة كالمسرحيات أو الاسكتشات… بل نستخدمها في وقار في إقامة القداسات أو الاحتفالات الروحية المناسبة.

“ببيتك تليق القداسة يارب” (مز 5: 93) 

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى