أبونا بيشوي كامل يكتب عن شفاعة القديسين
إن شفاعة القديسين حقيقة كتابية عاشت بها الكنيسة منذ أيام أبينا إبراهيم، واستخدمها في الكتاب المقدس آباؤنا القديسون إبراهيم واسحق ويعقوب وداود وطوبيا، وسجلها ربنا يسوع المسيح في العهد الجديد واستخدمتها كنيسة العهد الجديد في صلواتها وعبادتها واختبرها المؤمنون في حياتهم ومشكلاتهم العامة والخاصة.
والذين ينكرون شفاعة القديسين إنما يضيعون على أنفسهم بركاتها، وأيضا يعترضون على كلمات الكتاب المقدس معتمدين على تفكيرهم العقلي فوق أوامر الله في الكتاب المقدس وأوامر الآباء القديسين الأوائل. ويستندون في تفكيرهم على قول القديس يوحنا “… وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً” (1يو 2 ،1 :2). والواقع أنهم يخلطون بين نوعين من الشفاعة.
أ – الشفاعة الكفارية:
وهى خاصة بربنا يسوع المسيح وحده “لأنه يوجد إله واحد ووسيط بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح ..” (1تى2: 5). لذلك فصلواتنا ترفع إلى الله وحده، لأن دم يسوع المسيح وحده هو الذى يغفر الخطايا.
ب – الشفاعة التوسلية:
المقصود بها مساعدة القديسين لنا في الصلاة. وقد أمرنا بها الكتاب المقدس قائلا: “صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيراً فى فعلها” (يو 5: 6). ويجب أن نؤكد أن الكنيسة تصلى إلى الله وحده ثم تطلب إلى القديسين أن يصلو ا إلى لله من أجلنا نتيجة لقربهم إلى الله لقداستهم, وبذلك نصلى بعضنا لأجل بعض منتفعين بصلوات القديسين فنقول مثلا “بشفاعة والده الإله يا رب أنعم لنا بمغفرة خطايانا” القداس الإلهي.
الكتاب المقدس يلزمنا بطلب شفاعة القديسين:
(1) عندما صلى إبيمالك إلى الله ليشفيه (والله وحده له سلطان الشفاء), أمره الله بأن يذهب إلى ابراهيم ليصلى لأجله, عندئذ ينعم له الله بالشفاء من أجل صلاة ابراهيم ((أي صلاة أبيمالك كانت قوية عندما صارت مشفوعة بصلاة ابراهيم)) (تك 20: 1 – 18).
(2) تشفع ابراهيم بدالة قوية إلى الله من أجل سدوم وعمورة التي يسكن فيها لوط ابن أخيه خمس مرات, طلب إلى الله ألا يهلك المدينة لو وجد بها 50 باراً, وفى المرة الثانية قال 45, والثالثة 30, والرابعة 20, والخامسة 10, وفى كل مرة كان يجيب الله ابراهيم لطلبه لو وجد فعلا هذا العدد في المدينة. ومعنى ذلك أنه توجد دالة كبيرة جدا بين ابراهيم الخليل وبين الله (تك18: 22 -32).
(3) كذلك رفض الله صلاة أصحاب أيوب إن لم تكن مشفوعة بصلوات أيوب (أي 24: 8).
هل الله يتضايق عندما نصلى لأجل بعض:
(1) كلا لأن الله يسر كما يسر الأب عندما يرى أولاده يحبون بعضهم بعضا ويصلون لأجل البعض لذلك أمرنا قائلاً “صلوا بعضكم لأجل بعض” (يع 5: 16)
(2) كذلك فالمؤمنون جميعا سواء في السماء أو على الأرض هم أعضاء في جسد واحد في المسيح “هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر” (رو 12: 5). ووصول المؤمنون للسماء لا يقطع القديسين من عضوية المسيح، لذلك فالذين ينكرون شفاعة القديسين إنما ينكرون عضويتهم في الجسد الحى، وإحساسهم ببقية الأعضاء ومحبتهم.
شفاعة الملائكة:
(1) الملائكة يصعدون صلواتنا إلى الله “وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطى بخوراً كثيرا لكى يقدمه مع صلوات القديسين .. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك إلى الله” (رؤ8 : 3, 4). وأيضا ظهر الملاك لكرنيليوس وقال له “صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارًا أمام الله” (أع 10: 4).
(2) ولكل مؤمن ملاك حارس ينجيه من ضيقاته “ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم” (مز 34).
(3) والملائكة يتشفعون من أجل سلامة العالم، كما صلى الملاك أمام الله لأجل مدينة أورشليم وقال “يا رب الجنود إلى متى لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا التي غضبت عليها .. فأجاب الرب الملاك الذي كلمني بكلام طيب وكلام تعزية” (زك1: 12, 13). من هذا يتضح أن خلاص أورشليم كان نتيجة صلوات الملاك.
(4) الملائكة يطلبون من أجل توبة الخطاة، فالملائكة تفرح بتوبة الخطاة “هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب” (لو 15: 10). ففرحتهم بتوبة الخطاة يعنى حزنهم لعدم توبتهم والصلاة لأجلهم.
من أجل كل هذه الأسباب تطلب الكنيسة منذ القرون الأولى شفاعة الملائكة وتؤمن أنهم يطلبون من أجل سلامة العالم وأهوية السماء وثمرات الأرض ويدافعون عنا، بل هم سند قوى للكنيسة المجاهدة على الأرض، لذلك تقيم الكنيسة تذكارا للملاك ميخائيل في اليوم الثاني عشر من الشهر القبطي وتقول “يا إله الملاك ميخائيل أعنا أجمعين”.
شفاعة المنتقلين من أجل الكنيسة المجاهدة:
أولًا:
المنتقلون إلى السماء هم أحياء وليسوا أمواتًا:
(1) “الرب إله ابراهيم وإله اسحق وإله يعقوب. وليس هو إله أموات بل إله أحياء لأن الجميع عند الله أحياء” (لو 20: 37, 38).
(2) عندما مات الغنى ودفن وذهب إلى الجحيم تكلم مع أبينا ابراهيم وقال “يا أبى ابراهيم أرحمنى وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لسانى لأنى معذب في هذا اللهيب” (لو 16: 24).
ثانيًا:
مشاعرهم من نحونا:
جميع المؤمنون سواء كانوا في الكنيسة المتغربة (على الأرض) أو في الكنيسة المستوطنة (في السماء) – جميعهم – أعضاء في جسد المسيح يتألمون ويفرحون بألمنا وفرحنا _ ورغم انتقالهم لكنهم مازالوا أعضاء في جسد المسيح “فأن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه, وإن كان عضو واحد يكرم فجميع الأعضاء تقرح معه” (1كو 12: 26).
كذلك طلب الغنى من أجل إخوته على الأرض وقال “أسألك إذا يا أبتى أن ترسله (أي لعازر) إلى بيت أبى لأن لي خمسة إخوة حتى يشهد لهم لكي لا يأتوا هم أيضا موضوع العذاب” (لو16: 27). فإن كان الغنى في الجحيم يطلب لأجل خلاص حياة أحبائه على الأرض فكم يكون شعور القديسين نحو أحبائهم على الأرض وعلى رأسهم القديسة العذراء مريم والقديس مارمرقس.. فمحبتهم لنا (لا تسقط أبداً).
ثالثاً:
هم يعرفون كل شيء عن أحوالنا:
(1) لقد عرف الغنى أخبار إخوته الخمسة, كما عرف أبونا ابراهيم موسى والأنبياء.
(2) بل إن معرفتهم في الفردوس تزداد عن معرفتهم السابقة على الأرض “أنى أعرف الآن بعض المعرفة أما حينئذ فسأعرف كما عرفت” (1كو 13: 12).
(3) لقد عرف صموئيل النبي بعد انتقاله إلى السماء أخبار شاول (1صم 28: 26).
(4) كذلك الملائكة يعرفون كل شيء عنا لذلك في كل مرة نتوب يفرحون من أجلنا (لو 15:10)
أدلة كتابية على مساعدة المنتقلين لنا:
(1) لقد تشفع موسى بابراهيم واسحق (خر32: 11-13).
(2) تشفع سليمان بداود أبيه في السماء وقال “أيها الرب الإله لا ترد وجه مسيحك أذكر مراحم داود عبدك” (2أى 6: 42).
(3) ولقد قبل الله شفاعة داود ولم يمزق المملكة في أيام سليمان إكراماً لأبيه (1مل 11 : 11-13).
(4) إقامة الميت إكراما لأليشع النبي بمجرد لمس الميت لعظامه (2مل 13: 20, 21).
(5) تصريح إلهى بأن القديسين يقفون أمام الله للشفاعة ثم قال الرب “لو وقف موسى وصموئيل أمامي لا تكون نفسى نحو هذا الشعب” (ار 15: 1). معنى ذلك أن موسى وصموئيل يتشعون أمام الله _ وإن كان الله رفض شفاعتهم هذه المرة لكثرة شرور الشعب. والأمر المهم لماذا حدد الرب أسم موسى وصموئيل. الحقيقة أن هذين النبيين هما أكثر الأشخاص ارتباطا بهذا الشعب عندما كانوا على الأرض، إذ قال صموئيل النبي (اجمعوا كل الشعب إلى المصفاة فأصلى لأجلكم إلى الرب” (1صم 7:5). “وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم” (1صم 12: 23). كذلك موسى النبي كان مرتبطا بهذا الشعب في حياته حين قال “والآن إن غفرتم خطيتهم وإلا فامحنى من كتابك الذى كتبت” (خر 32: 32).
من أجل هذا نحن نؤمن أن القديس مرقس الرسول الذى طالما صلى من أجل شعب مصر يطلب من أجلنا كل يوم أمام عرش النعمة يشفع فينا _ ودليل انشغاله بنا هو رجوع جسده إلينا بعد 11 قرنا متغربا عن الإسكندرية وكأنه يقول أنا لا أستريح إلا بين أبنائي.
(6) لقد تشفع الثلاثة فتية القديسين في أتون النار بإبراهيم (حبيب الله) واسحق ويعقوب القديس فهم يتشفعون بمن هم قريبين من الله “ولا تصرف رحمتك عنا لأجل ابراهيم خليلك واسحق عبدك واسرائيل قديسيك” (دا 3: 35). (عن الأسفار المحذوفة) وهذه نفس الصلاة التي تصليها الكنيسة في قطع الصلاة التاسعة.
(7) وقد سمى الله: إله ابراهيم (تك 31: 42), وإله الآباء (سفر الحكمة 9: 1). لذلك الكنيسة عندما تتشفع بالقديسين تقول يا إله العذراء مريم – يا إله الملاك ميخائيل – يا إله مارجرجس – فالذين يقولون إننا نصلى إلى القديسين يخطئون في حق الكنيسة, والحقيقة أننا نطلب إلى إله القديسين أن يساعدونا بصلواتهم من أجل دالتهم عند الله ومحبتهم لنا.
شفاعة السيدة العذراء:
يقدم لنا كتاب العذراء القديسة مريم مقارنة بين طلب المرأة الكنعانية (مت 15: 21-28). وتحويل ماء خمرا في عرس قانا الجليل (يو 2 :1-11). فنرى أن المرأة الكنعانية عندما قال لها ربنا يسوع (ليس حسًنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب” إنها استمرت في الإلحاح والتوسل والطلب. ولكن في عرس قانا الجليل نلاحظ:
أ- أنها لم تطلب ولكنها عرضت الأمر أمام ابنها قائلة “قالت أم يسوع ليس لهم خمرا”..
ب- عندما قال لها ابنها “مالي ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد”. لم تكرر الطلب كالكنعانية ولكنها قالت للخدام “مهما قال لكم فافعلوه”.
من هذا نرى أن شفاعة القديسة مريم تنحصر في ناحيتين:
أولاً: مجرد تقديم حاجتنا أمام السيد المسيح بثقة ودالة وإيمان الأمومة.
ثانياً: هو توجه قلبنا سراً إلى وصايا السيد المسيح لنتممها بكل دقة قائلة لنا “مهما قال لكم فافعلوه”.
وفي هذه الأيام المباركة التي ظهرت شفاعة السيدة العذراء في ظهوراتها ومعجزاتنا العجيبة نرى بعض إخوتنا الأحباء يقولون نحن نطوب العذراء فقط ولكن لا نؤمن بشفاعتها. بل يقولون إننا بدل أن نكرم العذراء ينبغي أن نعطي التكريم كله للابن. والرد على ذك أننا عندما نكرم أم أي إنسان فنحن بالحقيقة نكرم هذا الإنسان _ ونقول لهم إن الذي لا يكرم الأم العذراء فهو يسيء إلى ابنها الذي دفعها بالروح القدس أن تقول “هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني” (لو 1: 48)
ويشيع بعض الغربيين في وسط كنيسة مارمرقس القبطية الأرثوذكسية أن العذراء مريم عبارة عن صندوق به جوهرة _ أخذنا الجوهرة فما قيمة الصندوق؟. وهذا قول شيطاني لأن العذراء لم تكن مجرد إناء، ولكن الرب يسوع أخذ منها جسدا ودما ورضع من لبنها _ فجسده من جسدها فهي ليست مجرد إناء خارجي.
ولقد ظهرت العذراء في كنيستها بالزيتون:
أولاً:
بصورة نورانية واضحة لأنها أم النور الحاملة للنور الحقيقي.
ثانياً:
في شكل ملكة لأن المزمور يقول “قامت الملكة عن يمين الملك” (مز 455: 9)
ثالثاً:
في شكل حمام نوراني لأنها هي الحمامة الحسنة النورانية كما تسميها الكنيسة في تسبحتها – وكما رآها داود النبي أنها تحيط بنا عندما نضطجع “فأجنحة حمامة مغشاة بفضة وريشها بصفرة الذهب” (مز68: 13 ). ورآها سليمان في سفر النشيد فقال “هن ستون ملكة وثمانون سرية وعذارى بلا عدد. واحدة هي حمامتي كاملتي” (نش6 : 8- 9)
رابعاً:
وفي ظهورها ظهر السحاب المنير علامة حلول مجد الرب “ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الرب .. حينئذ تكلم سليمان. وقال الرب إنه يسكن في الضباب (1مل 8: 11 ،12 ). وهذا ما حدث في خيمة الاجتماع، وفي وجود الرب على جبل التجلي.
القديسة العذراء مريم تحدث عنها الكتاب المقدس:
1- “ملكة قائمة عن يمين الملك” (مز 45: 9).
2- دائمة البتولية فتحدث عنها حزقيال النبي قائلا “فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلًقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً” (حز 44: 2).
3- والدة الإله “فمن أين لي هذا أن تأتى أم ربى إلى” (لو 1: 43)
4- “امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من أثني عشر كوكبا… فولدت ابًنا ذكرا عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد” (رؤ 12: 1-6)
5- قديسة طاهرة فالكتاب المقدس دائما يرمز لها بالذهب- والذهب رمز للطهارة والنقاء. فهي تابوت العهد المغشى بالذهب هي المجمرة الذهب الحاملة جمع اللاهوت.
6- أم النور فيرمز لها الكتاب المقدس بالمنارة الذهبية التي يخرج منها النور _ كما خرج منها النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلى العالم.
لذلك فالعذراء مريم تطلب من أجلنا جميعا -الذين نؤمن بشفاعتها والذين أساءوا إليها- لأنها أم حنون تقول للجميع “مهما قالوا لكم فافعلوا “وماذا يقول لنا ربنا يسوع اليوم… إنه يقول “هوذا أمك (أي أمنا) ومن تلك الساعة أخذها التلميذ (أي نأخذها نحن) إلى خاصته” (يو 20: 27)
إن صلواتنا الضعيفة عندما تنضم إليها صلوات أمنا العذراء تصير صوتاً قوياً كصوت الإنسان الذي يصير عاليًا خلال الميكروفون.
إذا لماذا نخسر شفاعتها _ إنها اليوم تباركنا وتطلب عنا ومن يهمل شفاعتها يخسر خسارة كبيرة.
من أجل هذا نصلى دائما:
1- في القداس ونقول “بشفاعة والده الإله القديسة مريم يا رب أنعم لنا بمغفرة خطايانا”. ونعطيها السلام “السلام لمريم الملكة .. ” ونقول لها “افرحى يا مريم الأم والعبدة ..”
2- ونطوبها في تسابيحنا قائلين “نحن نعطيك السلام مع غبريال الملاك … من أجل هذا نطوبك يا والدة الإله كل حين اسألى الرب عنا ليغفر لنا خطايانا.
3- وتضعها الكنيسة في مرتبة أعلى من رؤساء الملائكة. لأن العذراء هي العرش الحامل للرب, ورؤساء الملائكة حاملين للعرش لذلك تقول عنها التسبحة “صرت أعلى من الشاروبيم وعلوت فوق السارفيم”.
4- وتقيم لها الكنيسة خمسة أعياد في السنة (ميلادها _ دخولها الهيكل _ نياحتها _ صعود جسدها _ معجزة حالة الحديد لمتياس الرسول)
5- وفى كل واحد وعشرين من الشهر القبطي نحتفل بها ونطلب شفاعتها ونقيم القداسات.
6- وتتشفع بها الكنيسة في صلوات الأجبية.
7- ولها تسابيح لأيام الأسبوع السبع (التذاكيات).
8- وفى شهر كيهك تسهر الكنيسة لتطوبها وتطلب شفاعتها أمام الله.
شركة القديسين في العبادة:
إن الصورة الأصلية لعقيدة الكنيسة الأرثوذكسية تقوم على أساس شركة القديسين والملائكة. فالعبادة تقوم على أساس اجتماع المؤمنين مع أرواح الملائكة والقديسين الشهداء والأبرار وعلى رأس كل هؤلاء والدة الإله القديسة مريم. إن علاقتنا معهم هي علاقة حب وشركة ووحدانية في جسد المسيح (الكنيسة) لذلك:
(1) نرى على حجاب الهيكل الحامل للأيقونات _ نرى أيقونات القديسين والملائكة بدرجاتهم السامية وكأن الكنيسة قد احتجزت لهم الصف الأمامى لحضورهم على الدوام. وجعلت ظهورهم للشرق لأنهم لم يعودوا بعد ينتظرون المسيح الآتي مثلنا. وجعلت وجوههم نحونا لكى يعزونا ويؤازروننا في صلواتنا وتوسلاتنا.
(2) يتقدم الكاهن بالبخور أمام الأيقونات كما يتقدم بالبخور لكل الشعب, ليجمع صلوات الجميع ثم يصعد إلى الهيكل ليقدمها أمام المذبح الإلهي. فعمل الكاهن هو عمل ملاك الختم السابع ” … واعطى بخوراً كثيراً لكى يقدمه مع صلوات القديسين …” (رؤ8: 3).
(3) وبمقتضى هذه العقيدة تحيا الكنيسة مع القديسين والملائكة وبالأخص العذراء مريم بصفتها أقرب الجميع إلى شخص المسيح “قامت الملكة عن يمين الملك” (مز 45: 9). وهذه هي الصورة الكاملة لمعنى الكنيسة في مفهومها الإلهي حسب منتهى مشيئة الله.
(4) بقدر ما نقترب من القديسين نقترب من المسيح وبقدر ما نقترب من المسيح نقترب من القديسين بالضرورة.
(5) لذلك نحن نكون لنا أصدقاء من القديسين نتمثل بحياتهم ويساعدوننا في الصلاة _ فبدل أن أصلى وحدى _ أصلى مع القديس مارجرجس وبذلك إذا اجتمع إثنين باسم المسيح هناك يكون في وسطيهما. وهذا معنى الشفيع الخاص الذى آثر كثيرًا من المؤمنين في حياتهم.
(6) الاحتفال بأعياد القديسين وتذكارات الملائكة _ فمثلا لو فرض أن هذا اليوم هو عيد من أعياد القديس يوحنا المعمدان _ فأحاول فى ليلة العيد أن أقرأ عن حياته, وأتمثل وأطلب شفاعته طوال اليوم وأحدث الناس عنه – وبهذه الطريقة أعيش مع القديس يوما كاملاً في شركة روحية مقدسة.
بعض من أقوال الآباء (عن مجلة الكرازة):
+ قول القديس أثناسيوس الرسولي سنة 299 “أيتها السيدة والملكة أم الله اشفعى فينا”
+ كبريانوس: “فلنذكر بعضنا بعضا ولنصل بعضنا عن بعض دائما وإذا سبق أحدنا الآخر من هنا إلى الحياة الأخرى فليواصل محبته عند الله, ولا يكف عن الصلاة من أجل الإخوة والأخوات لدى رحمة الآب”.
+ ويقول القديس باسيليوس الكبير سنة 329م موجها خطابه للأربعين شهيدا “أيتها الجوقة المقدسة. أيتها الزمرة الطاهرة … أيها الحراس العموميون للجنس البشرى, والشفعاء المشاركون لنا في همومنا, المساعدون في الصلوات والشفاعة لنا, الذين لهم دالة عظيمة جداً”.
+ ويقول القديس غريغوريوس النزينزى سنة 320م “ترجوا معي السيدة العذراء أن تساعد عذراء في خطر”
+ ويقول القديس افرام السرياني في تذكار الشهداء 363م “لذلك نستغيث بكم أيها الشهداء جزيلوا القداسة .. أن تصلوا إلى الرب من أجلنا نحن الخطاة البائسين .. لعل الله يسكب علينا نعمته الإلهية وينير قلوبنا على الدوام بأشعة محبته المقدسة ..”.
+ ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم سنة 347م “… ولنترجى الشهداء ونتوسل إليهم أن يشفعوا فينا إذ لهم دالة كبيرة للشفاعة فينا, بل صارت دالتهم بعد الموت أعظم كثيراً مما كانت من قبل …”.
والقصد من ذكر هذه الأقوال هو أن نؤكد لإخوتنا الذين تأثروا بالآراء الغربية عن الشفاعة – أن نؤكد لهم أن الكنيسة ممثلة في آبائها القديسين من القرون الأولى تتشفع بالقديسين, فهل لنا نحن الآن في القرن العشرين أن نسير في خط مضاد لآبائنا ونخسر صلوات القديسين عنا.
صلى من أجلنا أيتها العذراء مريم إلى ابنك الحبيب ليثبت لنا عقائدنا ويعيد للكنيسة أبنائها الذين تركوها.
صلى من أجلنا أيها الملاك ميخائيل أمام الرب ليحرسنا من كل ضربات عدو الخير.
صلى أيها القديس مارمرقس من أجل شعب مصر ومن أجل الجالس على كرسيك الأنبا شنودة الثالث –ومن أجل وحدة إيمان بلده- واطلب عنا أمام المسيح ليكمل جهادنا في أرض الغربة ويغفر لنا خطايانا آمين ,,