إيمان الكنيسةالإيمانالشجرة المغروسةلاهوت مقارنموضوعات مسيحية

آيات كتابية وأقوال آبائية عن سر الإفخارستيا

هذه بعض الفقرات الكتابية والآبائية عن سر الإفخارستيا (التناول)، وتشرح لنا كيف أن ما نتناوله فى القداس الإلهي هو جسد الرب يسوع ودمه بالحقيقة، وعن حتمية ممارسة هذا السر للخلاص، وعن الدينونة التي تلحق بمن يمارس هذا السر بدون إيمان أو استحقاق، وأن كل من يعلم بخلاف ذلك التعليم هو خارج عن كنيسة المسيح، لأنه لا كنيسة بلا إفخارستيا.

فالآباء الرسل فى الكنيسة الأولى علموا بتحول الخبز والخمر فى سر التناول، إلى جسد حقيقي ودم حقيقي للرب يسوع المسيح، وبأن ما نتناوله هو جسد الرب ودمه، وأن ذلك يتم على المذبح، وعلى يد كاهن شرعي لكى تكون إفخارستيا شرعية، ولم ينكر أي مسيحي هذه الحقيقة في الألف سنة الأولى للميلاد، ولم يوجد أي إنكار حقيقي للسر وفاعليته إلا بعدما جاء البروتستانت في القرن السادس عشر، أي بعد أن أسسه الرب يسوع المسيح بحوالي 15 قرن!.

ولهذا قال البابا تواضروس الثاني فى عظته عن الإفخارستيا:
“لا خلاص خارج الكنيسة، لا يمكن أن ينال الإنسان خلاصاً خارج الكنيسة, والخلاص فى هذا السر في اتحاده بهذا السر، لأن طبعا من سيشترك في هذا السر لابد وأن يكون لديه الإيمان المستقيم، ولابد أن يكون قد أخذ المعمودية، وأخذ الميرون (التثبيت)، ومارس سر التوبة والاعتراف، لابد أن يكون قد فعل ذلك كله، فهذه (الإفخارستيا) هي القمة”.

ولهذا قال نيافة الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة فى أحد عظاته للخدام:
“لابد أن يكون كل تعليم فى الكنيسة ينبع من أعتاب المذبح، ويصب فى المذبح، وأي تعليم تقدمونه فى خدمتكم لا ينبع من الإفخارستيا ويصب فى الإفخارستيا، هو تعليم غريب عن الله”.

. . . . . . . . . . . . . . .

“أنا هو خبز الحياة، آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا، هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت، أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء، إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد، والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم، فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين: كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل، فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم، من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه، كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمن يأكلني فهو يحيا بي، هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد، قال هذا في المجمع وهو يعلم في كفرناحوم، فقال كثيرون من تلاميذه، إذ سمعوا: إن هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه، فعلم يسوع في نفسه أن تلاميذه يتذمرون على هذا، فقال لهم: أهذا يعثركم، فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا، الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة، ولكن منكم قوم لا يؤمنون. لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون، ومن هو الذي يسلمه، فقال: لهذا قلت لكم: إنه لا يقدر أحد أن يأتي إلى إن لم يعط من أبي، من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء، ولم يعودوا يمشون معه، فقال يسوع للاثني عشر: ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا، فأجابه سمعان بطرس: يا رب، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك، ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي”
(إنجيل يوحنا 6: 48-69)

“أنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزًا، وشكر فكسر وقال: خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا لذكري، كذلك الكأس أيضًا بعدما تعشوا قائلا: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري، فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء، إذا أي من أكل هذا الخبز أو شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه، ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس، لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب” 
(1كو11: 23-29)

“كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح، الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح، فأننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد” 
(1كو10: 16- 17)

“وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي، وأخذ الكاس وشكر وأعطاهم قائلا أشربوا منها كلكم، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا”
(مت 26: 26-28)

“وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزًا وبارك وكسر وأعطاهم و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي، ثم أخذ الكاس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم، وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين”
(مر 14: 22- 24)

“وأخذ خبزًا وشكر وكسر وأعطاهم قائلًا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري، وكذلك الكاس أيضًا بعد العشاء قائلًا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم”
(لو 22: 19-20)

“فلما اتكأ معهما اخذ خبزًا وبارك وكسر وناولهما، فانفتحت اعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما”
(لو 24: 30-31)

“لنا مذبح”
(عب 13: 10)

“وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات”
(أع 2: 42)

“وفي أول الاسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزًا خاطبهم بولس وهو مزمع ان يمضي في الغد واطال الكلام الى نصف الليل، وكانت مصابيح كثيرة في العلية التي كانوا مجتمعين فيها، وكان شاب اسمه افتيخوس جالسا في الطاقة متثقلًا بنوم عميق واذ كان بولس يخاطب خطابا طويلا غلب عليه النوم فسقط من الطبقة الثالثة الى اسفل وحمل ميتا، فنزل بولس ووقع عليه واعتنقه قائلًا لا تضطربوا لأن نفسه فيه، ثم صعد وكسر خبزًا وأكل وتكلم كثيرًا إلى الفجر وهكذا خرج، وأتوا بالفتى حيًا وتعزوا تعزية ليست بقليلة”
(أع 20: 7-12)

“لا يأكل أحد من سر شكركم (الإفخارستيا) غير المعمدين باسم الرب, لأنه قال (الرب يسوع المسيح): لا تعطوا ما هو مقدس للكلاب” اجتمعوا معاً في يوم الرب (يوم الأحد) لتكسروا الخبز وتقدموا الشكر (الإفخارستيا)، ولكن اعترفوا بخطاياكم أولاً لتكون تقدمتكم (ذبيحتكم) نقية، من كان منكم على خلاف مع أخيه لا يدخل اجتماعكم قبل أن يتصالحا معاً، حتى لا تكون تقدمتكم (ذبيحتكم) باطلة، فقد قال الرب ” في كل مكان قدموا لي تقدمه (ذبيحة) طاهرة لأني ملك عظيم يقول الرب وأسمى ممجد بين الأمم”
الدسقولية (تعاليم الرسل التي كتبت ما بين سنة 80- 100م)

“اجتهدوا ألا تشتركوا إلا في إفخارستيا واحدة، ذلك أنه واحدٌ جسد ربنا يسوع المسيح، واحدٌ هو الكأس الذي يوحّدنا بدمه، واحدٌ هو المذبح، كما أنه واحدٌ الأسقف الذي تلتفّ حوله جماعة الكهنة والشمامسة، شركائي في الخدمة”
القديس إغناطيوس الأنطاكي (أسقف إنطاكية من سنة 70م حتى سنة  110 م)

“ضعوا في الاعتبار من يحمل أفكارًا مخالفة لنعمة يسوع المسيح التي حلت علينا… امنعوا هؤلاء عن الإفخارستيا والصلاة لأنهم لا يعترفون أن الإفخارستيا هي جسد مخلصنا يسوع المسيح، الجسد الذي تألم لأجل خطايانا وأقامه الآب بصلاحه من الموت، أولئك الذين ينكرون عطية الله يهلكون في مجادلاتهم …أما الإفخارستيا الشرعية فهي التي تتم بواسطة الأسقف أو من ينتدبه الأسقف”
القديس إغناطيوس الأنطاكي (أسقف إنطاكية من سنة 70م حتى سنة  110 م)

“اجتمعوا كلكم بدون استثناء متشددين بنعمته في إيمان واحد في يسوع المسيح الواحد، الذي من نسل داود بحسب الجسد، ابن الإنسان وابن الله، وبقلب واحد متحد، وأطيعوا الأسقف ولفيف القسوس، واكسروا خبزاً واحداً، الذي هو دواء الخلود، ويحفظ من الموت ويؤمن لنا الحياة الأبدية في المسيح يسوع” 
القديس إغناطيوس الأنطاكي (أسقف إنطاكية من سنة 70م حتى سنة  110 م)

“أمرنا الرب أن نقدّم التقدمات حسب أوقات وساعات معيّنة.. لقد حدّد بنفسه، بأمره العلوي أين نتمّمها ومن الذي يقدّمها، حتى إذ يتم كل شيء بورع حسب مسرّته الصالحة تكون مقبولة لديه.. أعطيت لرئيس الكهنة (الأسقف) ليتورچيّات خاصة، وحدّدت للكهنة أماكن معيّنة، وللاويّين (الشمامسة) خدمات خاصة بهم، وللشعب القوانين الخاصة بهم. ليصنع (يشترك) كل واحد منكم يا اخوة في الإفخارستيا كل حسب ترتيبه (وضعه)”
القديس إكليمنضس الروماني (أسقف روما من سنة 93م حتى سنة 101م)

“ما دامت هذه الأمور مكشوفة أمامنا، وما دمنا قد اخترقنا بأبصارنا أعماق المعرفة الإلهية، علينا أن نعمل كل ما أمرنا به الرب بنظام وبحسب الأزمنة المعينة. فقد أمرنا أن نقدم التقدمات وأن نعمل الأعمال الإلهية، وأن لا يكون ذلك بطياشة أو بدون ترتيب، ولكن بحسب أوقات وساعات معينة. فقد حدد بنفسه، بإرادته الإلهية، الأماكن والأشخاص لهذه التقدمات (الإفخارستيا)، لكي يتم كل شيء بقداسة حسب مسرته “
القديس إكليمنضس الروماني (أسقف روما من سنة 93م حتى سنة 101م)

“لازموا الأسقف ملازمه المسيح لأبيه، واتبعوا لفيف القساوسة إتباعكم للرسل، احترموا الشمامسة احترامكم لوصية الله، لا تأتوا عملا يخص الكنيسة بدون الأسقف ،أما الإفخارستيا الشرعية فهي التي تتم بواسطة الأسقف أو من ينتدبه الأسقف -أي القسيس- لا يجوز أن تمنح المعمودية ولا تقام وليمة أغابي بدون الأسقف، وهكذا تصبح أعمالكم كلها ثابتة وشرعية”
القديس إغناطيوس الأنطاكي (من رسالته إلى الازميريين)

“إن اتحادنا بالمسيح بتناولنا من جسده ودمه أسمى من كل اتحاد”
القديس أثناسيوس الرسولي (318 – 373م)

“أعطانا جسده الحقيقي ودمه، لكى تتلاشى قوة الفساد ويسكن فى أنفسنا بالروح القدس ونصير شركاء بالقداسة وأناسا روحيين”
القديس البابا كيرلس عمود الدين

“إن المائدة السرية جسد المسيح تمدنا بالقوة ضد النزوات وضد الشياطين ذلك لأن الشيطان يخاف من هؤلاء الذين يشتركون في الأسرار بوقار وتقوى”
القديس البابا كيرلس عمود الدين

“المسيحيون يقيمون الإفخارستيا، والإفخارستيا تقيم المسيحيين” 
الشهيد فيلكس من القرن الثالث

“يا إله الحق ليأت كلمتك القدوس على هذا الخبز وعلى هذه الكأس ليصبح جسد الكلمة ودم حق وأجعل الذين يتناولون منه يتلقون دواءً للحياة لشفاء كل عاهة ولتقوية كل نمو وكل فضيلة لا لدينونتهم، يا إله الحق وللحكم عليهم أو لخزيهم”
القديس سرابيون أسقف طمويس (ليتورجية)

“إن الرب يسوع المسيح جسدًا واحدًا وهناك كذلك كأس واحدة للاتحاد بدمه ومذبح واحد وإن تعدد في أماكن كثيرة “
القديس إغناطيوس الأنطاكي (فى رسالته إلى أهلا فيلادلفيا)

“نقدم باسمه ذبيحة قد أمر الرب يسوع أن تقدم وذلك في شكر الخبز والكأس ذبيحة مقدمة من المسيحيين في كل مكان على الأرض ذبيحة طاهرة ومرضية لله”
القديس يوسيفوس الشهيد (110 –115) من خطابه إلى تريفون 

“هذا الخبز الذي نسميه الإفخارستيا لا يسمح لأحد أن يشارك فيه سوى الذين يؤمنون أن ما نبشر به هو حق، الذي اغتسلوا من خطاياهم بالميلاد الجديد، والذين يعيشون بحسب ما سلمه لنا المسيح. فأننا لم نتسلم هذه الأشياء كخبز عادى وشراب عادى، بل كما صار مخلصنا يسوع المسيح جسداً بكلمة الله وأتخذ جسداً ودماً من أجل خلاصنا، هكذا تعلمنا أيضاً أن الخبز الآتي منه والذي منه يتغذى جسدنا ودمنا، يقدس بكلمة الصلاة ويصبح بعد التحول (الاستحالة) هو جسد ودم يسوع المتجسد ذاته. حقًا تسلمنا من الرسل في السجلات التي تركوها لنا، والمسماة بالأناجيل أن الرب سلمه لهم هكذا: أخذ يسوع الخبز وشكر وقال “هذا هو جسدي” “اصنعوا هذا لذكرى” وأخذ الكأس أيضًا وشكر وقال “هذا هو دمي” وأعطاه لهم وحدهم.
يوستينوس الشهيد (100م – 165م)

“لذلك أعلن الله مقدمًا أن كل التقدمات التي قدمت باسمه، التي قدمها يسوع المسيح، التي هي في سر الشكر (الإفخارستيا) الخبز والكأس والتي نقدمها نحن المسيحيين في كل جزء من العالم مقبولة لديه”
يوستينوس الشهيد (100م – 165م)

“إن المسيح علمنا ذبيحة جديدة للعهد الجديد…. فالكنيسة تسلمتها من الرسل وتقدمها في كل المسكونة بحسب نبوة أحد الأنبياء الإثني عشر وهو ملاخى حيث يقول “لا إرادة لي بكم…. ” (ملا1: 10) وينادى بأن الشعب الأول (أي اليهود) سيكف عن أن يقدم لله ذبائح، وانه في كل مكان ستقدم ذبيحة طاهرة لاسمه الممجد في الأمم “
القديس إيريناوس أسقف ليون (140 – 202) من الرد على الهراطقة

“إننا بعد صعود المخلص نقدم بحسب وصيته (ذبيحة) طاهرة وغير دموية”
القديس هيبوليطوس (170 – 230) فى كتاب المواهب

“إن دم المسيح لا يقدم ما لم يكن في الكأس خمر، وتقديس ذبيحة الرب لا يتم قانونيًا ما لم يكن قرباننا وذبيحتنا مطابقين لآلامه…. لأنه إذا كان إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح – وهو رئيس الكهنة العظيم لله الآب – قد قدم نفسه ذبيحة للآب وأمرنا أن نصنع ذلك لذكره، فلا يتمم الكاهن على الحقيقة عمل المسيح ما لم يعمل عمل يسوع المسيح نفسه، أعنى أن يقدم في الكنيسة للإله الآب الذبيحة الحقيقية بتمامها تابعاً في ذلك مثل المخلص نفسه”
القديس كبريانوس (تنيح 258م)

“ألسنا نحن نقدم كل يوم قرابين؟ نعم نقدم، وكنا نصنع تذكار موته. وهذه الذبيحة التي نقدمها كل يوم هي واحدة لا أكثر لأنه قدم مرة واحدة… لأننا دائمًا نقدم حملاً واحدًا بعينه ولا نقدم الآن خروفًا غدًا خروفًا آخر، بل الحمل نفسه دائمًا فالذبيحة إذن هي واحدة أو هل المسحاء كثيرون لأن الذبيحة تقدم في مجالات كثيرة؟ حاشا، لأن المسيح واحد في كل مكان وهو هنا بكليته جسد واحد وكما أنه يقدم في أماكن متعددة ولا يزال جسداً واحداً لا أجساداً كثيرة هكذا الذبيحة هي أيضاً واحدة”
القديس يوحنا ذهبي الفم (347 – 407) 

“نحن الكثيرين خبز واحد، جسد واحد لأننا جميعا نشترك في الخبز الواحد” 
القديس يوحنا ذهبي الفم (347 – 407)

“أن رئيس كهنتنا العظيم قدم الذبيحة التي تطهرنا ومن ذلك الوقت إلى الآن نقدم نحن أيضاً هذه الذبيحة نفسها… وهذه الذبيحة غير الفانية وغير النافذة (لأنها غير المحدودة) هي نفسها ستمم إلى انقضاء الدهر حسب وصية المخلص “وهذا اصنعوه لذكرى” فيعلمنا إذن تذكار تلك لذبيحة على الصليب نتمم الذبيحة التي تممها رئيس الكهنة العظيم نفسها”
القديس يوحنا ذهبي الفم (347 – 407)

“كلما تناولنا القرابين المقدسة التي تتحول سريًا بالطلبة المقدسة إلى جسد المسيح ودمه، نخبر بموت الرب”
القديس امبروسيوس (340 – 397)

“إننا نتمم في الكنائس الذبيحة غير الدموية وهكذا نقترب من الأسرار المقدسة المباركة ونتقدس باشتراكنا بالجسد المقدس، جسد يسوع المسيح مخلص العالم كله، وبدمه الكريم” 
 القديس كيرلس الكبير عمود الدين (رسالته إلى نسطور والتي ثبتها مجمع أفسس المسكوني الثالث) 

“(إن الخروف الفصحى) كان رمزاً لخروف آخر روماني وتلك النعجة كانت رمز إلى نعجة أخرى فكان ذلك ظلاً، وهذه هي الحقيقة فلما ظهرت شمس العدل تقلص الظل، وزال إزاء الشمس على مائدة واحدة ثم كل من الفصحين الرمز والحقيقة …. كان الفصح اليهودي فانحل، وحل مكانه الفصح الروحي الذي وصفه المسيح فبينما هم يأكلون ويشربون أخذ خبزا وكسر وقال “هذا هو جسدي”
القديس يوحنا ذهبي الفم (عظة في خيانة يهوذا)

“هذه التي نسميها جسد المسيح ودمه هي جوهر مأخوذ من أثمار الأرض ولكنها إذ تقدست بصلوات التقديس فهي تناول لنا لخلاص أنفسنا ولتذكار آلام المخلص وموته الذي احتمله من أجلنا 
القديس أوغسطينوس (354– 430) فى الثالوث

“إنه لم يكتف بأن يصير إنسانا ويضرب ويٌذبح عنا بل أن يمزج ذاته فنيا، لا بالإيمان فقط بل بالفعل أيضاً جاعلاً إيانا جسداً له. فأي شيء ينبغي أن لا يكون اقل نقاوة من الذي يتمتع بهذه الذبيحة وأي شعاع شمس يجب أن لا يكون بهاءًا من اليد التي تقطع هذا الجسد والفم الذي يمتلئ من النار الروحانية واللسان الذي يصطبغ بالدم المخوف، فتأمل الكرامة التي كرمتها والمائدة التي تتمتع بها. إن الذي تنظر إليه الملائكة وترتعد ولا تجسر أن تحدق به بلا خوف من البرق الساطع منه. هذا نفسه نحن نغتذى به وبه نعجن وقد صرنا جسداً واحداً للمسيح لحماً ودماً… من يتكلم بعظائم ويجعل تسابيحه مسموعة، أي راع يغذى خرافه بأعضائه ومالي اذكر الراعي. كثيراً ما دفعت أمهات أولادهن بعد أوجاعهن إلى مرضعات أخر وهو لم يطق أن يفعل ذلك بل شاء هو نفسه أن يغذينا بدمه ويجعلنا مرتبطين ومتحدين بذاته بكل الوسائط”
القديس يوحنا ذهبي الفم (تفسير إنجيل متى)

“إن جسد الرب يتحد بجسدنا على وجه لا يلفظ به ودمه أيضًا الطاهر يصب في شرايننا- وهو كله بصلاحه الأقصى يدخل فينا”
القديس مارأفرايم السريانى (363 – 379)

“هذا هو الجسد الذي تقدمه في سر الشكر قد جاء من البتول ولماذا تبحثون هنا وتطلبون العمل الطبيعي والموضوع هو جسد يسوع المسيح. أفلم يولد الرب نفسه من البتول بحال تفوق الطبيعة. هذه هي بشرة (جسد) يسوع المسيح المصلوبة والمدفونة فهذا هو إذن سر الجسد بعينه بكل الحقيقة (أي أن الإفخارستيا امتداد للصليب)”
القديس امبروسيوس (في الأسرار)

“نحن معشر البشر لا يمكننا أن نجد ما نمدح به ابن الله أفضل من أن ندعوه (قدوسًا) كما تسبحه الملائكة بكل طغماتها هكذا بنفس الكلمة نرفع قلوبنا لنشارك الملائكة تسبيحهم حتى نستحق الاشتراك فى الخبز الواحد لكى نكون جسدًا واحدًا وبنيانًا واحدًا مقدسًا لله”
القديس أمبروسيوس

“الاستحقاق للتناول من جسد الرب ودمه هو الشعور بعدم الاستحقاق مع ثقة وإيمان في قدرة هذا السر أن يقيم ويعين ضعفنا، فليس من بين البشر ولا من خليقة أخري من يستحق هذه الكرامة العظيمة لكن الرب يقدم جسده ودمه للجياع و العطاش إلي البر (لأنهم يشبعون) وقد رتبت الكنيسة بإرشاد الروح القدس ألا يتقدم أحد إلي التناول إلا بعد تقديم توبة واعتراف عن خطاياه فإن رأت صدق توبته، وانكسار نفسه أمام الله وشوقه للاتحاد مع الرب والشركة معه تسمح له بالتناول، مع سر التوبة أو الاعتراف ينال المؤمن الحقيقي التائب غفرانًا لخطاياه فيتقدم لهذا السر لينال ثباتًا واتحادًا مع الرب، هذا مع غفران خطاياه”
القديس أوغسطينوس (عن مفهوم الاستحقاق للتناول)

“عندما يهتف الكاهن: “أيّها القدوس” تحلّ القداسة في القربان, فعليك أيّها المؤمن أن تنتزع عنك أدران الخطيئة والشرور، كن مُهيّئًا لتقبُّل النعم السماوية، كن طاهر الروح والجسد, لتحلّ فيك تلك الأنوار القدسيّة، بها يتقدّس العلويون وبها يبتهج السفليون، كن كأواني مختارة للقداسة فيحلّ داخلك, لتصبح أهلاً لاستيعاب منح السماء، زيّن نفسك بالفضائل والبرارة فتمتلك الملكوت، لتضطرم فيك نار المحبّة وتتّقد نفسك بالحبّ الإلهي، فهي غذاءٌ لأنفس الصالحين ونارٌ محرقة لأنفس الطالحين، استقبلها بالتقوى والإيمان لتتقدّس بها, إنّ هذا البهاء الإلهي لا يحلّ إلا حيث النقاء، إن السماويين يتباهون بهذه اللآلئ الربّانية، لأنّهم من أبناء النور، فلا تكن أنت من أبناء الظلام، بعيداً منبوذاً غير أهلٍ لتناولها”
القديس مار يعقوب السروجي (451 -521)

“في الحقيقة إذا لم يخلص الجسد فلا يكون الرب قد فدانا بدمه ولا كأس الإفخارستيا التي نشترك من خلالها في دمه ولا الخبز الذي نكسره والذي نشترك به في جسده… فقد أعلن (الرب يسوع المسيح) أن الكأس، جزء من الخليقة، الذي منه ينساب دمنا، هو دمه، وأن الخبز، جزء من الخليقة، والذي به ينمى أجسادنا، هو جسده”.. “الكأس المخلوط (من خمر وماء) والخبز المصنوع يصير بكلمة الله الإفخارستيا، أي جسد المسيح ودمه، الذي يبنى ويحصن جسدنا، فكيف يزعم هؤلاء أن الجسد لا يقدر أن ينال هبة الله للحياة الأبدية عندما يتناول من جسد الرب ودمه ويكون عضوا في جسده؟ كما يقول الرسول المطوب في رسالته إلى أفسس “لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه” (أف30: 5)، فهو لا يتحدث عن إنسان روحي وغير مرئي “لأن الروح ليس له لحم ولا عظام” (لو39: 24)، كلا، فهو يتحدث عن جسد عضوي حقيقي من لحم وأعصاب وعظام، هو الذي يتغذى بالكأس التي هي دمه وينمو بالخبز الذي هو جسده… حيث يتحول الخبز والخمر بكلمة الله إلى الإفخارستيا، الذي هو جسد المسيح ودمه… لقد أخذ (الرب يسوع المسيح) من بين الأشياء المخلوقة خبزاً وشكر قائلاً: هذا هو جسدي، وأخذ الكأس أيضاً الذي من مخلوقات عالمنا وأعترف أنها دمه وعلمهم التقدمة الجديدة التي للعهد الجديد، والتي تسلمتها الكنيسة من الرسل والتي تقدم في جميع أنحاء العالم لله الذي يقوتنا جميعًا… “لأنه كما أن الخبز الذي يأتي من الأرض يصير بالصلاة الإفخارستيا ولا يكون بعد خبزًا عاديًا ويتكون من حقيقتين، سمائية وأرضية، هكذا أيضاً لم تعد أجسادنا قابلة للفساد بالتناول من الإفخارستيا لأن لها رجاء في القيامة”
القديس إريناؤس أسقف ليون (120 – 202)

“لدم الرب، بالحقيقة، جانبان، لأن الدم الذي لجسده والذي به تم خلاصنا من الهلاك، وعندما نشرب دم المسيح نصير له شركاء في الأبدية وحيث أن الروح القدس هو العنصر الفعال للكلمة، كذلك الدم هو قوة الجسد (يو63: 6). واختلاط الاثنين -الماء والكلمة- سمى أفخارستيا لأنه نعمة ممجدة عظيمة، وأولئك الذين يتناولون منه بالإيمان، يتقدسون في الجسد وفي الروح، ومن أجل هذا الخليط الإلهي، أراد الآب للإنسان، بأسلوب خفي، أن يتحد بالروح القدس وبالكلمة… حينما يتقدس الخبز بقوة “الاسم” فهو ليس كما كان ولكنه يتغير بالقوة إلى قوة روحانية”
أكليمندس الإسكندري (150-215م)

“هكذا أيضاً يقع المعنى المقدس للفصح جوهرياً في الحقيقة المذكورة في سفر الخروج أن الحمل – الذي ذبح كرمز للمسيح – يجب أن يؤكل في بيت واحد، حيث يقول الله ” في بيت واحد يؤكل، لا تخرج من اللحم من البيت إلى خارج ” (خر46: 12) لذا لا يمكن أن يخرج لحم المسيح وجسد الرب المقدس خارجاً ولا يتناوله المؤمنين في أي بيت آخر سوى الكنيسة”
كابريان أسقف قرطاجنة (205 – 258م)

“يتغذى جسدنا بجسد المسيح ودمه، وهكذا أيضاً تنمو الروح في الله، ولذا فلا يمكن أن ينفصلا في الجزاء عندما يتحدان في عملهما .. كل جزء من جسد الرب الذي تسلمناه على المذبح وحفظناه محفوظ في كل من المشاركة في التقدمة وتأدية واجب الخدمة.. أننا كلنا، جماعة المؤمنين، نتناول سر الإفخارستيا الذي أوصانا الرب أن نتممه في أوقاته، حتى قبل الفجر، ولا نتناوله إلا من رؤسائنا”
العلامة ترتليان (145 –220م)

“كان للقدماء شريعة الكفارة التي كانت تقدم لله وأعطاهم الله وصايا بخصوص الاحتفال بها، ولكنكم أنتم الذين أتيتم إلى المسيح رئيس الكهنة الحقيقي والذي قدم لله كفارة عنكم بدمه وصالحكم مع الآب ليس بدم ذبائح بل بدم الكلمة فأسمعوه يقول: “هذا هو دمي الذي يسفك عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا” والذي يشربه مؤمنًا في الأسرار يعرف جسد ودم كلمة الله… ونحن نقدم صلوات شكر إلى خالق الجميع، مع تقديم الإفخارستيا والصلوات من أجل البركات التي نلناها، نأكل أيضاً الخبز المقدم لنا، الخبز الذي يصير بواسطة الشكر والصلوات جسدًا مقدسًا الذي يقدس الذين يتناولون منه بقلب طاهر “
العلامة أوريجانوس (185 – 245م) 

“سترون الكهنة يحضرون الخبز وكأساً من الخمر ويضعونها على المائدة. وما دامت الصلوات والتضرعات لم تبدأ بعد لا يوجد سوى الخبز والخمر. ولكن بعد أن تتم الصلاة العظيمة والعجيبة يتحول الخبز إلى جسد والخمر إلى دم ربنا يسوع المسيح، فلنقترب من الأسرار، فالخبز والخمر يظلان كما هما ببساطة (خبز وخمر) ما دامت الصلاة لم تبدأ ولكن بعد الصلاة العظيمة والتوسلات المقدسة ينزل الكلمة إلى الخبز والخمر وكذا يتحول جسده “
القديس أثناسيوس الرسولي (318 – 373م) فى عظة للمعمدين حديثًا

“بعد أن نتقدس بهذه الأناشيد الروحية، نصلى إلى الله محب البشر لكي يرسل روحه القدوس على القرابين الموضوعة (أي الخبز والخمر) لكي يجعل الخبز جسد المسيح، والخمر دم المسيح. لأن كل ما يمسه الروح القدس يتقدس ويتحول”
القديس كيرلس أسقف أورشليم (314 – 387م)

“من هو المسيحي؟ المسيحي هو الذي يتطهر من كل أدناس الجسد والروح في دم المسيح ويعيش في قداسة تامة في خوف الله وحب المسيح، والذي بلا لوم ولا عيب أو مثل هذه الأمور، الذي يكون مقدساً وبلا عيب وهكذا يأكل جسد المسيح ويشرب دمه، لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه. من هم الذين يأكلون جسد المسيح ويشربون دمه؟ أولئك الذين يبقون دائماً محتفظين بذكرى الذي مات من أجلهم وقام ثانية… الذي يقترب إذاً من جسد المسيح ودمه تذكاراً لمن مات من أجلنا وقام ثانية يجب أن يكون خالياً ليس من أدناس الجسد والروح فقط، لكي لا يأكل ولا يشرب دينونة لنفسه، بل يجب أن يكشف بفاعلية ذكرى من مات لأجلنا وقام ثانية، بموته عن الخطية والعالم ونفسه، ويعيش لله في المسيح يسوع ربنا… لكي نتناول يومياً من جسد المسيح المقدس ودمه فهذا حسن ومفيد، لأنه يقول بوضوح: “من يأكل جسدي ويشرب دمي له حياة أبدية”… نحن أنفسنا نتناول أربع مرات في الأسبوع، أيام الأحد والأربعاء والجمعة والسبت، وفي الأيام الأخرى إذا كان هناك تذكار لأحد القديسين”
القديس باسيليوس الكبير أسقف قيسارية (سنة 370م) 

“على الرغم من أن المسيح قام من الأموات ولن يسود عليه الموت ثانية – فلم يعد للموت سلطان عليه – فما يزال، على الرغم من أنه حي أبدى بلا فساد، يذبح لأجلنا في هذا السر الذي للذبيحة المقدسة، لأن جسده يقدم الغذاء عندما يقسم ويكسب دمه، لا في أيدي غير المؤمنين، بل في أفواه المؤمنين “
القديس غريغوريوس الكبير

“نؤمن حقاً أن الخبز الذي تقدس بكلمة الله قد تحول إلى جسد الله الكلمة، لأن هذا الجسد كان بحسب خاصيته خبزاً ولكنه تقدس بسكنى الكلمة الذي صار جسداً فيه… لقد قدم ذاته عنا، ضحية وذبيحة، وكاهناً أيضاً، وحمل الله الذي يحمل خطية العالم، متى فعل ذلك؟ عندما جعل جسده طعاماً ودمه شراباً لتلاميذه، لأن هذا واضح بدرجة كافية لكل أحد، فالذبيحة لا تؤكل قبل أن تذبح أولاً، وإعطاء جسده هذا لتلاميذه ليأكلوه يؤكد بوضوح أن ذبيحة الحمل قد أكملت الآن … الخبز في البداية هو خبز عادي، ولكن عندما يتقدس بالسر يدعى ويصير بالفعل جسد المسيح”
القديس غريغوريوس أسقف نيصص (335 – 395م)

“أخذ ربنا يسوع المسيح في يديه ما كان في البداية مجرد خبز وباركه وقدسه وجعله مقدساً في أسم الآب وفي أسم الروح القدس وكسره وقسمه بنعمته الإلهية لكل تلاميذه واحداً واحداً. ودعي الخبز جسده الحي وملئه بذاته بروحه القدوس… بعد أن أكل التلاميذ الخبز الجديد المقدس، وبعدما فهموا بالإيمان أنهم أكلوا جسد المسيح، أخذ المسيح يشرح لهم ويعطيهم كل السر المقدس. ثم أخذ كأس ومزجه من خمر، ثم باركه وقدسه معلنا أنه دمه الذي كان على وشك أن يسفك… وأمرهم المسيح أن يشربوا، وشرح لهم أن الكأس التي شربوها هي دمه: حقاً هذا هو دمي الذي يسفك عنكم أشربوا منه كلكم لأنه العهد الجديد الذي بدمي. كما رأيتموني أصنع، اصنعوه أنتم أيضاً لذكرى، عندما تجتمعون بأسمى في الكنائس في كل مكان اصنعوا ما صنعت، لذكرى. كلوا جسدي وأشربوا دمي”
القديس أفرايم السريانى (338 – 373م)

“عندما نتحدث عن طبيعة المسيح الكائنة فينا، يجب أن نتحدث بتقوى وعدم اندفاع، لأننا تعلمنا منه فهو يقول: “جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا في وأنا فيه” (يو56: 6-57). فلم يعد هناك إذا شك من جهة حقيقة جسده ودمه، لأن الرب أعلن ذلك بنفسه فنحن نؤمن أنه جسد حقيقي ودم حقيقي”
هيلاري أسقف بواتييه (356 – 359م)

“يجب أن نخضع لله في كل شيء ولا نناقضه حتى عندما يكون ما يقوله مناقضاً للعقل والمنطق، بل بالأحرى ندع كلماته تسود على عقولنا ومنطقنا، ولنعمل كذلك بالنسبة للأسرار الإلهية، وأن لا ننظر فقط إلى ما يقع تحت الحواس، بل نتطلع إلى كلماته، لأن كلمته لن تظلنا أبدًا… وعندما يقول “هذا هو جسدي” يجب أن نقتنع وأن نؤمن وننظر إليه بعين العقل… كم من الناس يقولون: أتمنى أن أرى شكله أن أرى هيئته، أن أرى رداءه، أن أرى نعليه، مجرد نظرة! أنت تراهّ أنت تلمسهّ أنت تتناوله!… ليست هناك قوة إنسانية تجعل ما هو موضوع أمامنا جسد ودم المسيح، إنما هو قوة المسيح نفسه الذي صلب لأجلنا. فالكاهن يقف هناك في مكان المسيح ويصلى ولكن القوة والنعمة التي تعمل هي من الله. وعندما يقول هو “هذا هو جسدي” تحول هذه الكلمات ما هو موضوع أمامه… لماذا يقول (الرسول) “الخبز الذي نكسره”؟ (1كو17: 10) نستطيع أن نرى ذلك أثناء الإفخارستيا، ولكن ليس على الصليب، ومع ذلك فما تألم به على الصليب فقد تألم لأجلك في هذه التقدمة. وهو يسمح لنفسه أن يُقسم ليغذي الكل”
القديس يوحنا ذهبي الفم (347 – 407) 

“ربما تقول “هو خبزي المعتاد” ولكن الخبز هو خبز قبل صلاة التقديس، ولكنه يتحول من خبز إلى جسد المسيح عندما تُصلى صلاة التقديس. ولتأكيد ذلك نقول، كيف يكون الخبز هو جسد المسيح، وبأي كلمات وبأي تعبيرات نصلى؟ بكلمات الرب يسوع، لأن كل ما يسبقها من صلوات: شكر الله وطلبات من أجل الشعب والملوك وبقية الصلوات، يقولها الكاهن. وعندما يأتي إلى صلاة تقديس السر لا يستخدم الكاهن تعبيراته هو وإنما يستخدم تعبيرات المسيح. وهكذا تنجز (تتمم) تعبيرات المسيح هو السر المقدس … وتستطيع كلمة المسيح التي توجد الأشياء غير الموجودة من لا شيء أن تحول الأشياء الموجودة فعلاً إلى ما لم تكن عليه وأن تعطى طبائع جديدة للأشياء من أن تغير طبائعها… المسيح كائن في سر التناول، لأنه جسد المسيح، ولا يعنى ذلك أنه طعام مادي بل طعام روحي، لذلك يقول رسوله (رسول المسيح) عن ذلك، آباءنا أكلوا طعامًا روحيًا وشربوا شرابًا روحيًا (1كو 2: 10-4) لأن جسد الله هو جسد روحي”
أمبروز أسقف ميلان (فى كتابه الأسرار الذي كتبه سنة391م)

“الخبز الذي تراه على المذبح هو جسد المسيح لأنه تقديس بكلمة الله، والكأس أيضًا أو بالأحرى ما في الكأس هو دم المسيح لأنه تقدس بكلمة الله. فقد كانت إرادة الرب المسيح أن يمنح جسده ودمه من خلال الخبز والخمر… ما تراه هو الخبز والكأس، هذا ما تراه عيناك، ولكن يجب أن تقبل بالإيمان أن الخبز هو جسد المسيح والكأس هو دم المسيح… كيف يكون الخبز هو جسده؟ وكيف يكون الكأس، أو ما في الكأس هو دمه؟ هذه العناصر، يا أخوتي، تدعى أسرار مقدسة، لأننا نرى فيها شيئاً وندرك آخر، ما نراه هو الأجزاء المادية وما ندركه هو الثمرة الروحية… حمل يسوع نفسه على يديه عندما قدم جسده قائلاً: ” هذا هو جسدي… لا يأكل أحد هذا الجسد دون أن يقدم له التوقير مسبقًا… أخذ جسداً من جسد مريم… وأعطانا نفس الجسد لنأكله للخلاص… ما تراه هو الخبز والكأس… ولكن إيمانك يجعلك تقبل أن هذا الخبز هو جسد المسيح والكأس هو دم المسيح… كان بولس قادرًا على التبشير بالرب يسوع المسيح بالعلامات… (و) نشير بجسد المسيح ودمه فقط إلى ذاك الذي تسلمناه من ثمرة الأرض وتقدس بالصلاة الخاصة بالسر ونتناوله طقسيًا لصحتنا الروحية تذكاراً للرب الذي تألم عنا”
القديس أغسطينوس

“بعد أن أتم الرمز وأكل لحم الحمل مع تلاميذه في الاحتفال بالفصح، أخذ الخبز الذي يقوى قلب الإنسان وتحول إلى السر الحقيقي المقدس للفصح لكي، كما قدم ملكي صادق كاهن الله العلي الذي كان يرمز إليه (إلى المسيح)، الخبز والخمر كتقدمة، يجعل نفسه أيضًا معلنًا في حقيقة جسده ودمه”
القديس جيروم (في تفسيره لإنجيل القديس متى)

“تعلمنا هذه الأمور وامتلأنا بإيمان لا يهتز أن هذا الذي يبدو خبزًا، ليس خبزًا، على الرغم من أن له طعم الخبز، بل هو جسد المسيح، وان الذي يبدو خمرًا، ليس خمرًا، علي الرغم من أن له مذاق الخمر، بل هو دم المسيح… قال المسيح موضحًا (الخبز والخمر): “هذا هو جسدي” و”هذا هو دمي” حتى لا تقضوا بأن ما ترونه مجرد رمز، فقد تحولت التقدمة بقوة الله القدير الخفية إلى جسد المسيح ودمه، والذي بتناوله نشارك في هبه الحياة وتقديس كفاية المسيح”
القديس البابا كيرلس عمود الدين

“وإذ نكرز بموت ابن الله الوحيد حسب الجسد أي موت يسوع المسيح ونعترف بقيامته من بين الأموات وصعوده إلى السموات فإننا نقدم الذبيحة غير الدموية في الكنائس، وهكذا نتقبل البركات السرية ونتقدس ونصير مشتركين في الجسد المقدس والدم الكريم للمسيح مخلصنا جميعًا. ونحن نفعل هذا لا كأناس يتناولون جسدًا عاديًا، حاشا، ولا بالحقيقية جسد رجل متقدس ومتصل بالكلمة حسب اتحاد الكرامة ولا كواحد حصل على حلول إلهي، بل باعتباره الجسد الخاص للكلمة نفسه المعطى حياة حقًا، وبسبب أنه صار واحدًا مع جسده الخاص”
القديس البابا كيرلس عمود الدين 

“القديس ايسيذوروس تحدث مع القديس الأنبا موسى عن الجهاد الروحي وبعد حديث عميق قال له “أمضى إلى البيعة وتناول من الأسرار الإلهية، ذلك لأن الآباء يعلموننا أن التعليم ينير العقل، ولكن الاتحاد بالرب يتم بالسر فى سر الشركة المقدسة”

. . . . . . . . . . . . . . .

بعض المراجع:
الكتاب المقدس
الدسقولية (تعاليم الآباء الرسل)
“هل نتناول خبزا وخمرا أم جسدا ودما؟” للقس عبد المسيح بسيط
“المسيح فى سر الإفخارستيا” للقمص تادرس يعقوب ملطى

 

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى