الإيمانالقديس حبيب جرجسلاهوت مقارن

القديس حبيب جرجس يفند بدعة معمودية الكاثوليك بالرش والسكب

بدعة الرش والسكب

+ أن الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية تتمم سر المعمودية منذ القديم بثلاث غطسات وفقا لتعليم الرب والتسليم الرسولي، ولكن الكنيسة البابوية اخترعت اختراعًا جديدًا، إذا أبدلت التغطيس بالرش والسكب مع أنها كانت معتادة أن تتمم سر المعمودية بالتغطيس حتى القرن الثالث عشر وأحواض المعمودية لا تزال قائمة في أقدم هياكل إيطاليا وهي شهود تنادي بصراحة عن هذه الحقيقة. ولكنهم أبوا إلا مخالفة التعاليم الإلهية والتسليمات الرسولية التي سلمتها الكنيسة، وهي إتمام هذا السر المقدس بالتغطيس دون السكب والرش ويتضح ذلك مما يلي:

(أولًا) أن السيد المسيح له المجد رئيس إيماننا ومكمله الذي لم يعتمد احتياجًا للعماد بل تعليما ورسما لنا حتى نتبع مثاله ونقتفي أثره تمم عماده بالتغطيس كما يقول الكتاب: “فلما أعتمد يسوع صعد للوقت من الماء” (مت 3: 16). وهذا دليل على أن السيد كان مغمورا وداخلا في الماء قبل صعوده منه.

(ثانيًا) أن الرسل الأطهار الذين سلمونا وديعة الإيمان هكذا تمموا بالتغطيس كما نرى في عماد فيلبس للخصي (أع 8: 37-39).

(ثالثًا) لأن المعمودية دعيت في الكتاب المقدس دفنا وغسلا كقول بولس الرسول “مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه (1كو3: 12) وقوله “لأنكم كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” (غل 3: 27) “أم تجهلون أننا كل من أعتد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية” (رو 6: 3-4) وقوله “لا بأعمال بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس (تي 3: 5). ومن المعلوم أن الدفن لا يكون بالرش والسكب بل بالتغطيس الكلي في قلب جرن المعمودية.

(رابعًا) القديس بطرس الرسول يمثله بالطوفان بقول: “الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح” (بط 3: 11) وإذا كان هو مثال الطوفان فلا يتمم إلا بالانغماس في الماء لا بالسكب والرش.

(خامسًا) أن لفظة معمودية معناها اللغوي صبغة، وصبغ الشيء لا يكون بالرش والسكب بل بالتغطيس ووضع الشيء في السائل وكبسه كبسا شديدا حتى يتلون باللون المراد صبغه به.

وما أحسن قول القديس كيرلس الأورشليمي عن ذلك “كما أن الذي يدخل في الماء ويعمد ينغمر بالمياه من كل جهة هكذا قد اعتمدوا تماما من الروح أيضًا لكن الماء يغمر (المعتمد) من الخارج وأما الروح فأنه يعمد النفس داخليا، بلا انقطاع”.

فمما تقدم يتضح لكم أن نضح الماء وسكبه الذي تستعمله الكنيسة الغربية ما هو إلا بدعة وتعليم غريب ترفضه التعاليم الإنجيلية وتنكره وترذله القوانين والتسليمات الرسولية، فأثبتوا على قديم معتقدكم ولا تساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة”

عن كتاب “الصخرة الأرثوذكسية” للقديس حبيب جرجس

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى