هو مين اللي هيروح السما؟ الأرثوذكس بس؟!

بقلم: ماري ملاك صادق
+ هو الرد المشهور والمعتاد علي أي حوار للهروب من التفكير..
ولكن بافتراض حسن النية لصاحب السؤال..
ليس لنا أن نحكم علي دخول مكان ملكًا لملك السموات والارض رب المجد!
ولكن لنا أن نفهم ما قاله عمن سيسمح لهم بالدخول..
ولنا أن نعرف أن الدعوة للجميع للخلاص ولكن.. ليس الكل يستطيعون القبول..
+ نعلم أنه لن يسمح لأحد بالدخول دون أن يكون عليه لباس العرس كما ظهر في مثل العشاء.. وهو المسيح نفسه.. إذ يقول الكتاب أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح..
+ نعلم أنه من لا يولد من فوق لا يقدر أن يري ملكوت الله. من لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله.. في يوحنا 3.. (وهذا هو سر المعمودية)
+ نعلم أنه لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس.. والروح القدس كانوا ينالونه بوضع أيدي الرسل فقط كما في سفر أعمال الرسل إلي أن زاد العدد فأصبح بالمسحة المقدسة لمن أقامهم الرسل رعاة ووكلاء لسرائر الله كما تكلم معلمنا يوحنا في رسائله عن المسحة المقدسة (وهذا هو سر الميرون)
+ نعلم أنه قال الحق الحق اقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم، من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق ..في يوحنا ٦ .. (وهذا هو سر التناول)
+ نعلم أنه قال توبوا لأنه قد اقترب منكم ملكوت السموات.. وأن اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات.. وأعطي السلطان لتلاميذه وبدورهم أعطوه لوكلاء سرائر الله في (هذا هو سر الكهنوت) أن كل ما تربطونه علي الأرض يكون مربوطًا في السماء وكل ما تحلونه يكون محلولًا..
+ وإن غفرتم للناس خطاياهم غفرت لهم وإن امسكتموها امسكت.. (وهذا هو سر التوبة والاعتراف)
+ أعلم أن الكتاب كله يتكلم عن إيمان بدون أعمال ميت واصنعوا أثمار تليق بالتوبة وتمموا خلاصكم بخوف ورعدة.. برغم أن الخلاص تم علي الصليب.. لكن لن يستحقه إلا من يتمم خلاصه بخوف ورعدة.. ولن يكلل أحد ما لم يجاهد قانونيًا كما يقول الكتاب..
+ وليس الجهاد هو ثمن للخلاص أو كل ما سبق ثمنا له.. لكنه مجرد لنوال استحقاق هذا الخلاص.. وليس الاستحقاق معناه أنه قد صار الانسان مستحقًا للدم الثمين فليس أحد مهما فعل يستحقه.. لكنه علامة الحب فمن يحبني يحفظ وصاياي.. وكل ما سبق هي وصايا.. يقبلها من يحب فقط..
+ وبعد كل هذا تغلف كل هذه الوصايا بأعظم وأهم وصيه وهي الإيمان العامل بالمحبة.. التي بدونها لن ينتفع الانسان شيئًا حتي ولو كان له كل العلم واسلم جسده ليحترق من أجل الإيمان فلن ينتفع شيئًا..
+ بعد كل ما قلته عما أعلم أنه قاله.. يكون الحكم الأخير له كل المجد.. إذ هو فاحص القلوب والكلي.. ولكن علي الأقل نعلم أنه سيسألنا عن وصاياه وبعد ذلك يحكم هو..
+ بقي أن تعلم أنك إن عشت كل هذا فأنت تعيش استقامة الايمان العامل بالمحبة والمستقيم الإيمان هو لغويا “أرثوذكسي الإيمان” فكلمة أرثوذكسي هي الطريقة المستقيمة لتمجيد الله.. ارثوذكسي الإيمان والحياة فالإيمان وحده لا يستقيم إلا لو استقامت معه الحياة كلها
+ لن أغامر بأبديتي متوقعا الاستثناء..
لا.. لن يدخل كل أرثوذكسي السماء..
لكن.. لن يدخل السماء إلا من له الإيمان المستقيم حسب الكتاب المشروح والمعاش من الآباء..
هذا الايمان المستقيم لا يكون مستقيما إلا لو كان عاملا بالمحبة..
وهذه المحبة للجميع حتى لمن لهم تعليم غير مستقيم..
ليست للأفكار الغاشة.. ولكن للبشر حتى لو لهم الأفكار الغاشة..
ولو أراد صاحب السماء أن يستثنى أحدًا.. فليفعل.. هي سماؤه..
ولكني لن أغامر بأبديتي متوقعا الاستثناء..
ومن له أذنان للسمع فليسمع..