الإيمانالقس صموئيل لبيببدع حديثةلاهوت مقارنموضوعات مسيحية

خطورة اللاطائفية.. مسيحية بدون عقيدة!.. بقلم: القس صموئيل لبيب

ينادى البعض أن العقيدة لا لزوم لها، وانهم لا ينتمون لأى طائفة ويحاولون بذلك نشر فكرة اللاطائفية وبنعمة الرب سنرد على هذه الفكرة خلال هذه النبذة.
 
1- اللاطائفية لا تتفق مع فكر المسيح وتعاليمه:
السيد المسيح هو ربنا وإلهنا ومخلصنا وهو المعلم الصالح الذى منه يُستمد كل تعليم وهو مرجعنا فى خدمتنا وإتجاهاتنا وحياتنا وقد أهتم السيد المسيح له المجد بالفكر العقيدى فى تعليمه ، فهل يجوز لنا أن نتبع منهجاً غير منهج السيد المسيح فى التعليم؟!
 
أولاً: لقد شرح السيد المسيح أمور عقيدية كثيرة منها:-
موقف المسيحية من الناموس والأنبياء: “لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل فأنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل” (مت 17:5 ، 18) وكان شرح هذه العقيدة فى حديثة الروحى العذب فى الموعظة على الجبل فهل أكتفى السيد بالحديث عن الروحيات والفضائل فقط.
 
كذلك فى الموعظة على الجبل أيضًا تكلم عن أهمية الأعمال الصالحة للخلاص قائلاً: “إن لم يزد بركم عن الكتبة والفريسين لن تدخلوا ملكوت السموات” (مت 20:5)
وشرح أن الدينونة ستكون بحسب الأعمال: “ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله” (مت 27:26) (مت 31:25 – 46) ووضح سيدنا المسيح إنه على الرغم من ضرورة الأعمال للخلاص يجب ألا يفتخر الإنسان بأعماله بل ” متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا ” (لو 10:17)
وشرح أهمية الإيمان للخلاص “الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يو 36:3) “لأنكم إن لم تؤمنوا أنى أنا هو تموتون فى خطاياكم” (يو 24:8) “لا يهلك كل من يؤمن به” (يو 16:3)
وأوضح إمكانية هلاك المؤمن قائلاً: “ليس كل من يقول لى يا رب يدخل ملكوت السموات بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السموات كثيرون سيقولون لى فى ذلك اليوم: يا رب، يا رب ! أليس بأسمك تنبأنا وبأسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ صرح لهم أنى لم أعرفكم فقط ! أذهبوا عنى يا فاعلى الأثم” (مت 21:7 – 23)
وعّلم بضرورة المعمودية للخلاص “الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو 5:3) “من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن” (مر 16:16) وقبل صعوده أوصى تلاميذه قائلاً ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (مت 19:28) لم يقل كلموهم فقط عن الفضائل والروحيات
وتحدث عن الافخارستيا فى (يو 6) إنها الخبز الحقيقى وقال: “الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم، من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية، وأنا أقيمه فى اليوم الأخير لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق ” (يو 53:6 – 55)
وشرح طبيعة الناس فى القيامة: “لأنهم فى القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله فى السماء” (مت 30:22)
وتكلم عن انبثاق الروح القدس من الآب فقط قائلاً “روح الحق الذى من عند الآب ينبثق” (يو 26:15)
 
ثانياً: بل أن ربنا له المجد كان متمسكًا جدًا فى شرحه للعقيدة وشديدًا فى معاملة من لا يقبلها:-
فعند حديثه عن الإفخارستيا ورجوع كثيرين إلى الوراء وعدم تبعيتهم له، أصر السيد على موقفه أن جسده مأكل حقيقى ودمه مشرب حقيقى “فقال يسوع للأثنى عشر ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا” (يو 67:6)
وعند حديثه مع نيقوديموس عن المعمودية وعدم فهم نيقوديموس للمعنى العقيدى للمعمودية وبخه الرب قائلاً : “أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا” (يو 10:3)
 
ثالثاً: وقد مدح السيد المسيح معلمنا بطرس لأنه أعلم إنه هو المسيح ابن الله الحى: ” طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحماً ودماً لم يُعلن لك، لكن أبى الذى فى السموات” (مت 17:16) وهذا يوضح مدح الرب للذين يستنير فكرهم بالعقيدة المسيحية.
 
رابعًا: ومن اهتمام الرب بالعقيدة إنه حذرنا من الأنبياء الكذبة
“احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة” (مت 15:7)
“ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرين ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا، ها أنا قد سبقت واخترتكم” (مت 11:24 ، 24 ، 25)
 
خامسًا: ووبخ الرب الذين أحبوا عدم المعرفة:-
“تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله” (مت 29:22)، ” فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى” (يو 39:5)، ونبه تلاميذه “كيف لا تفهمون” (مر 21:8) وطبعاً الكتب بها عقيدة وروحيات.
 
سادسًا: وقد وبخ الرب ملاك كنيسة برغامس قائلاً: “ولكن عندى عليك أن عندك قوم متمسكين بتعليم برعام، هكذا عندك أنت أيضاً قوم متمسكين بتعاليم النيقولاويين الذى أبغضه” (رؤ 15:2)
 
2- اللاطائفية لا تتفق مع تعاليم وحياة الرسل:
لقد استقى الأباء الرسل من السيد المسيح منهجه فى التعليم، فلم يتوانوا عن شرح العقيدة ومفاهيم الإيمان محتملين من أجل ذلك الآلام والمتاعب والأضطهادات.
 
أولاً: الأباء الرسل يشرحون ويكرزون بالعقيدة:- وكأمثلة بسيطة:-
1-  فى يوم الخمسين سأل الذين آمنوا “ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة فقال لهم بطرس ” توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس لأن الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين عن بُعد، كل من يدعوه الرب إلهنا” (أع 37:2 – 39) وهذه الآية نلاحظ فيها أهمية التوبة، وأهمية المعمودية، والميرون (عطية الروح القدس) فى الخلاص كما نلاحظ معمودية الأطفال (لأولادكم) فهل أكتفى القديس بطرس بتعليمهم الفضائل والروحيات فقط.
2- سلطان الكنيسة فى التكريس وإعطاء الكهنوت بوضع اليد والصوم يتضح من قول الكتاب “بينما هم يخدمون الرب ويصمون قال الروح القدس ” افرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليها الأيادى ثم أطلقوهما ” (أع 2:13 ، 3)
3- فى موضوع الخشى الحبشى يقول الكتاب ” ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشرة بيسوع ” (أع 35:8) يا ترى ماذا قال له عن الرب يسوع هل كلام عن الروحيات والفضائل فقط أم استعرض معه الفكر العقيدى المسيحى من جهة لاهوت المسيح وموته وقيامته وأهمية الأسرار؟! الآية التالية تخبرنا أن فيلبس بكل تأكيد قد تكلم معه فى أمور عقيدة كثيرة “وفيما هما سائران فى الطريق أقبلا على ماء فقال الخصى: هوذا ماء ماذا يمنع أن أعتمد” (أع 36:8) هنا نتسائل  كيف عرف الخصى إنه لأبد من المعمودية  للخلاص والدخول للإيمان المسيحى؟
 وكيف عرف أن المعمودية بالماء؟
كيف عرف إنها بالتغطيس وتحتاج ماء كثيراً عميقًا؟
وكيف عرف أن هناك موانع تمنع الشخص من
المعمودية هى أن الإيمان أولاً لذلك قال له فيلبس: “إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فأجاب وقال أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله” (أع  37:8)
4- وما حدث مع الخصى الحبشى حدث مع سجان فيلبى (أع 33:16) وليديا بائعة الأرجوان (أع 15:16)
5- وتحدث القديس يوحنا الحبيب عن سر الميرون: “وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد ، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ وهى حق ” (1يو 20:2، 27)
6- وتحدث معلمنا القديس بولس الرسول عن سر الافخارستيا فى (1 كو 23:11 : 31)
7- وتحدث القديس يعقوب الرسول عن سر مسحة المرضى ” أمريض أحد بينكم؟ فليدعُ قسوس (شيوخ) الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له ” (يع 14:5 ، 15)
8- وتحدث بولس الرسول عن سر الزيجة (1كو 2:7 – 5)، (1 كو 39:7 ، 40) وكذلك القديس بطرس فى (1 بط 1:3 – 7)
9- وتحدث القديس بولس عن كهنوت العهد الجديد “فلو كان بالكهنوت اللاوى كمال إذا الشعب أخذ الناموس عليه ماذا كانت الحاجة بعد إلى أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكى صادق؟ ولا يقال على رتبة هارون” (عب 11:7) “لأنه إن تغير الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس أيضاً” (عب 12:7) ودعى القديس بولس المسيح رئيس كهنة (عب 14:4) (عب 10:5) ولا يمكن أن يكون هناك رئيس كهنة بدون كهنة.
 
ثانيًا: الرسل يقاومون البدع والأفكار الغريبة بكل حزم وقوة:
+ “إن كان أحد يعلم تعليماً آخر ولا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذى هو حسب التقوى فقد تصلف وهو لا يفهم شيئاً بل هو متعلل بمباحثات ومماحكات الكلام التى منها يحصل الحسد والخصام والافتراء والظنون الرديئة، ومنازعات أناس فاسدى الذهن وعادمى الحق ، يظنون أن التقوى تجارة، تجنب مثل هؤلاء” (1تى 3:6 – 5)
+ “الأمور التى إذا زاغ قوم عنها، انحرفوا إلى كلام باطل، يريدون أن يكونوا معلمى الناموس ، وهم لا يفهمون ما يقولون ولا ما يقررونه” (1تى 6:1 ، 7)
+ “الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرتين أعرض عنه (أفصله) عالماً أن مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ محكوماً عليه من نفسه” (تى 10:3 ، 11)
+ “نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذى أخذ منا” (2 تس 6:3)
+ “واطلب اليكم ايها الاخوة ان تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافاً للتعليم الذى تعلموه واعرضوا عنهم (اعزلوهم) لان مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطوشهم وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء” (رو 17:16 ، 18)
+ ” إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة ” (2يو 11،10)
+ ويحكى عن القديس يوحنا الحبيب إنه دخل أحد الحمامات العامة ليستحم وعندما دخل وجد شخص هرطوقى يسمى كرينثوس فقال لتخرج ونترك الحمام لئلا يستيقظ لأن كيرنثوس عدو الحق بالداخل.
 
3- اللاطائفية لا تتفق مع تعاليم الآباء:
1- لا تتفق الطائفية مع تعاليم الآباء الذين كانوا يهتمون جداً بالعقيدة حتى إنه من أجل الدفاع عن العقيدة
+ وقف القديس أثناسيوس ضد العالم
+ ونال القديس ديسقورس شدائد كثيرة ونفى ونتف شعر لحيته
+ بل وقد استشهد آلاف المسيحيين فى الفترة من 451م (مجمع خلقدونية والانشقاق) إلى سنة 641م (دخول الإسلام مصر) إذا أضطهدوا من أصحاب الطبيعة الواحدة  (30 ألف مسيحى يوم 27 مسرى)
2- ولا تتفق اللاطائفية مع الآباء الذين كانوا متشددين جداً فى مواجهة الهراطقة
+ فالقديس بوليكاربوس اسقف أزمير التقى وتلميذ القديس يوحنا الحبيب عندما قابل مرقيوس الهرطوقى فسأله الأخير – مرقيون – أتعرفنى أجابه “أعرفك أنت بكر الشيطان”
+ رود فى بستان الرهبان عن القديس أنبا أغاثون جاء إليه أناساً وسألوه قائلين أأنت هو أغاثون الذى نسمع عنك أنك متعظم؟ فقال: نعم الأمر هو كذلك كما تقولون فقال له أأنت أغاثون المهزار المحتال ؟ قال لهم: نعم أنا هو قالوا له: أأنت أغاثون المهرطق؟ فأجاب: حاشا وكلا: أنا لست مهرطقاً فسألوه قائلين: لماذا احتملت جميع ما قلناه  لك ولم تحتمل هذه الكلمة؟ فأجابهم قائلاً أن جميع ما تكلمتم به علىَّ قد اعتبرته لنفسى ربحاً ومتعة إلا الهراطقة لأنها بعد عن الله وأنا لا أشياء البعد عنه
+ يقول القديس أوغسطينوس:-
“بالروح القدس تتطهر النفس وتقتات، هذا هو روح الله الذى لا يمكن أن يكون للهراطقة والمنشقين عن الكنيسة”
3- ولا تتفق اللاطائفية مع فكر آباء الكنيسة الذين صاغوا الليتورجيات والصلوات مصطبغة بالصبغة اللاهوتية: أمثلة بسيطة:-
+ فى القسمة السريانية “واحد هو عمانوئيل إلهنا من بعد الأتحاد وغير منقسم إلى طبيعتين بهذا نؤمن وبهذا نعترف وبهذا نصدق”
+ فى الاعتراف: جعله واحد مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير –  قصة البابا غبريال.
+ قانون الإيمان: فى كل صلاة وكل طقس فى الكنيسة
+ الثيؤتوكات: شرح لسر التجسد وتمجيد للعذراء والدة الإله
+ كلمة المجيئين فى القداس دليل على الاتحاد الأقنومى بين اللاهوت والناسوت
+ فى الأجبية:
– إذا كان الصديق بالجهد يخلص فأين أظهر أنا الخاطى (ضرورة الجهاد للخلاص)
– يا والدة الإله أنت هى باب السماء (عقيدة الثيؤتوكوس)
 
4- اللاطائفية كرازة بإنجيل ناقص مبتور:
الإنسان الذى يؤمن باللاطائفية يقول : إننا نتكلم عن الأمور المتفق عليها فقط !! هل يجوز يا أخى أن نأخذ جزء من الكتاب المقدس ونترك الآخر ؟! أليس هذا هو منهج الشيطان الذى أخذ آيات من الكتاب دون غيرها وحارب بها السيد المسيح فى التجربة على الجبل قائلاً: “إن كنت ابن الله فأطرح نفسك من هناك إلى أسفل لأنه مكتوب أن يوصى ملائكته بك ليحفظوك” (لو 9:4 ، 10)
ولابد للإنسان الذى يحيا مع الله أن يلتزم بكل كلام الله ” فجاء موسى وحدث الشعب بجميع أقوال الرب وجميع الأحكام فأجاب الشعب بصوت واحد وقالوا: “كل الأقوال التى تكلم بها الرب نفعل” (خر 3:24) وربنا يسوع المسيح قال ” ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ” (مت 4:4) (لو 4:4) ويقول القديس بولس ” كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر” (2 تى 16:3)
+ كيف يتحدث أصحاب اللاطائفية عن (يو 6)، (1كو 14)، (1كو 11)، (أع 2)!! بالطبع إذا تحدثوا عنها يضعون أنفسهم فى مأذق ففى (يو 6) مثلاً إذا قالوا أن التناول جسد حقيقى (هذه عقيدة أرثوذكسية) وإذا قالوا إنه تذكار (هذه عقيدة بروتستانتية)
 
5- اللاطائفية مسح للأرثوذكسية:
اللاطائفية لا تحارب الأرثوذكسية بطريقة علنية (ضد الأرثوذكسية Anti-orthodox) وإنما تجعل الإنسان (غير أرثوذكس Non – orthodox) لا يهاجم العقيدة الأرثوذكسية ولكنه يمسحها تماماً وهذا أخطر طبعًا، إذ سينساها الناس ولا يعيشون بمقتضاها
فالكلام عن اللاطائفية ينسينا الهوية الأرثوذكسية، اللاطائف لا يقول الاعتراف غير مهم ولكنه يعلم بالخلاص المباشر بدونها وبالتالى يمسح عقيدة (التوبة والاعتراف)
تمامًا مثل إعلانات التليفزيون التى يسمونها Hard Sele يقولك مثلاً بيبسى هى الأفضل لم يقل الكوكاكولا وحشة ولكن تفهم ضمناً يقولك ليه عقيدة وتعب وإرهاق ذهنى المسيح يحب البساطة والبسطاء سيبك من العقيدة لأنها نوع من الترف الفكرى أو الرياضة الفكرية.
 
6- اللاطائفية أبتعاد عن وسائط  الخلاص:
نحن نؤمن أن الخلاص إنما هو بدم السيد المسيح وحده، لكن السيد المسيح الذى قدم هذا الدم وضع فى كتابه المقدس وسائط لاستحقاق هذا الخلاص هى:
1- الإيمان
2- الأسرار (المعمودية والميرون والتوبة والأعتراف والتناول)
3- الأعمال الصالحة والجهاد
لكن اللاطائفيين لا يتحدثون عن الأسرار ولا أهميتها للخلاص ولا دور الكنيسة مع أن الكتاب أوضح أهمية:-
المعمودية:- “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو 5:3)
والميرون : الذى فيه نأخذ الروح القدس الذى يبكتنا على الخطية ويعلمنا ويرشدنا (يو 20:2 ، 27)
والتوبة والاعتراف: (يو 20) (مت 18:18)
(أع 18:19)
والتناول : (يو 6)، (1كو 11)
هكذا نرى أن اللاطائفية لا يرشدون تابعيهم إلى طريق الخلاص إن اللاطائفية هى إنحدار إلى هوة الهلاك
 
7- اللاطائفية تفريق بين العقيدة والسلوك:
+ السيد المسيح فى تعاليمه المقدسة لم يفصل بين العقيدة والسلوك ففى الموعظة على الجبل قدم روحيات وسلوكيات وشرح أيضاً أمور عقيدية مثل موقف المسيحية من الناموس والأنبياء ” لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل  ” (مت 17:5 ، 18) وشرح أهمية الأعمال للخلاص “إن لم يزد بركم عن الكتبة والفريسين لن تدخلوا ملكوت السماوات” (مت 20:5)
+ هل من يؤمن إنه ضامن الملكوت سيسلك بنفس الخوف والحرص الذى يسلك به من يؤمن بأن خلاصه لأبد أن يكمله إلى المنتهى “تمموا خلاصكم بخوف ورعدة” (أف 12:2)
+ هل من يؤمن بالكنيسة كجسد المسيح سيسلك كمن يؤمن بأنه لا يحتاج للكنيسةبل له علاقة خاصة جداًُ بالمسيح منعزلاً عن الجماعة المقدسة
+ وهل من يؤمن بالتسليم الرسولى الكائن فى فكر الكنيسة سيكون كالعقلانى الذى ليس له مرجع إلا عقله وقناعاته ، وإلى حيث يقوده ذكاؤه
+ إن التهاون بالعقيدة سيؤدى حتماً إلى إنحرافات مريعة فى السلوك نراها بمنتهى الوضوح فى التجمعات الغريبة البروتستانتية حيث صالات الرقص فى الكنائس والشذوذ الجنسى!!
 
8- اللاطائفية طمس للفكر اللاهوتى:
ومدخل للتحول عن المسيح الرب والمخلص
+ تتحدث اللاطائفية عن الروحيات والفضائل فقط، لذا فربما لوُجد أُناس غير مسيحيين وعندهم فضائل يتبعهم هؤلاء
+ والحديث عن الفضائل بدون أساس عقيدى قد يؤدى إلى مهاجمة الكتاب المقدس فالبروتستانت يقولون:
– لابد من كهنوت المرأة  (حقوق الإنسان)
– لم يتحدث كتبة العهد الجديد عن كهنوت المرأة لأن كتابه من الرجال.
– نقبل الآخر مهما كان فكره منحرفاً أو هرطوقياً (بحجة حقوق الإنسان)
+ دراسة العقيدة واجبة للتفريق بين المذاهب المسيحية
+ تخيل معى لو هؤلاء اللاطائفين وجدوا فى مجتمع به سبتيين أو شهود يهوه أو آريوسيين ولهم فضائل، أليس من الممكن والمتوقع أن ينضموا إليهم.
 
9- اللاطائفية تكسير للروح الواحدة وعدم سعى للوحدة المسيحية:
+ يوصينا الرسول بولس قائلاً: “أطلب إليكم أيها الأخوة بأسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعاً قولاً واحداً ولا يكون بينكم إنشقاقات بل كونوا كاملين فى فكر واحد ورأى واحد” (1كو 10:1)
+ فكيف يجتمع ناس فى مكان ما لكل منهم معتقده وطريقته فى الصلاة وفى العبادة، هل يكون لهم القول الواحد والفكر الواحد والرأى الواحد؟!
+ المفروض إننا جميعاً نسعى للوحدة المسيحية لذا تشترك كنيستنا فى حوارات ولقاءات مسكونية ، ولكن قبول الآخر كما هو حتى ولو كان معتقده خطأ وعدم محاولة تغيير فكره معناها أننا لا نسعى إلى الوحدة المسيحية ولا نريدها.
 
10- اللاطائفية فقدان للإنتماء:
+ اللاطائفية تنسينا التراث والتاريخ وبالتالى هى فقدان للإنتماء ، الذى بذل الآباء من أجله الدماء.
+ يقول لك كل واحد يمارس عبادته فى كنيسته ، ويحضر عندنا مع انتظامه فى كنيسته ، وهنا أسأل هؤلاء هل كل اجتماعاتكم وانشطتكم فى مواعيد غير مواعيد الخدمات والأنشطة التى تقدم من قبل الكنائس الأخرى؟!
بالطبع لا وبالتالى يكون كلامكم مجرد هراء.
 
11- اللاطائفية تقدم للناس الباب الواسع:
+ فهى لا تتحدث عن الصوم ، ولا عن الجهاد الروحى ولا الميطانيات ولا الجهاد من أجل الخطية
+ يقولك أنت عايش فى العبودية تعال اتحرر والمسيح خلصك، وهكذا تكون حياة الإنسان مبنية على وهم كبير له عواقب وخيمة.
 
12- مسيح اللاطائفية مجرد تاريخ:
+ هؤلاء اللاطائفيين عندما يتحدثون عن المسيح يكون كلامهم عنه مجرد تاريخ مثل مصطفى كامل أو نابليون .
+ أما عندنا نحن الأرثوذكسيين فالمسيح بيننا وفينا ويثبت فينا فى سر الأفخارستيا
+ نحيا معه ساعة بساعة فى الأجبية والبصخة.
+ فى الميرون صرنا هيكلاً له.
+ وفى الأفخارستيا نثبت فيه ونتحد معه.
 
13- البنيان اللاطائفى يبنى على العواطف:
+ والعواطف كل يوم تتغير لذا كثيرين من الذين بدعوا بالروح وأكملوا بالجسد كانت بدايتهم عاطفية
+ هذا ليس معناه أننا ضد العواطف لكننا ضد العواطف الحارة المشتعلة بدون عقيدة ولا روحانية
+ عاطفة هؤلاء تذكرنا بالقديس بطرس ، عندما كان متأثراً عاطفياً قال إن أنكرك الجميع لا أنكرك ثم ماذا حدث
+ العاطفة تراها جميلة وعالية ومشتعلة مثل نار فى قش وبعد ذلك تصبح شوية رماد
+ الروحانية التى تبنى على العاطفة مثل ماء يعمل مجرى فى التراب ، يتكون المجرى بسرعة لكن سرعان ما يزول أما الروحانية الأرثوذكسية مثل ماء يعمل مجرى فى صخر.
 
14- اللاطائفية تتغير من وقت لوقت ومن تراث لتراث ومن مكان لمكان:
حسب عادات وتقاليد هذا المكان، لأن مرجعها الأساسى هو الفضائل السائدة فى المجتمع وبالتالى ممكن نسمع عن صالات رقص ملحقة بالكنائس.
 
15- الذين يدعون أنهم لا طائفيين لماذا يخطفون أبناء الكنيسة القبطية طالما كلنا واحد فى المسيح؟
+ وطالما كلنا واحد لماذا إنشققتم عن الكنيسة الأم.
+ هؤلاء منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا لكن ليُظهروا إنهم ليسوا جميعاً منا ” (1يو 19:2)
 
16- اللاطائفية طائفة بروتستانتية جديدة فى منتهى الخطورة:
+ هؤلاء الذين يحاربون العقيدة أليست اللاطائفية عقيدة وإعتقاد لهم.
+ إن جمعية خلاص النفوس التى تزعم إنها ليست طائفة تصدر سلسلة كتب تحت اسم ” فتشوا الكتب” وهى كتب بروتستانتية من حيث مؤلفيها ومحتواها وأسلوبها ، كما أن مجلتهم “رسالة الخلاص” التى تصدر منذ 1950 م كل كتابها من الأخوة البروتستانت.
+ أتذكر أن نتيجة يصدرها جلال دوس تنادى بتقدب السب وتحارب مبنى الكنيسة والمذبح والأسرار والكهنوت وعلى غلافها الخارجى لسنا شهود يهوه ولا أى طائفة (وهو أدفنتستى لا غش فيه)
+ إن جمعية خلاص النفوس بروتستانتية فى كل شئ من مبناها وخدامها وترانيمها وصلواتها وأسلوبها.
 
17- اللاطائفية (كالبروتستانتية) تقوم على الخداع ولا تتفق مع الحق الإنجيلى:
+ يقولون نصلي من أجل الأنبا فلان
+ ممكن يعملوا رحلات للأديرة (وفى الطريق يأكل ساندوتش جبنة فى الصوم الكبير)
+ نقرأ الإنجيل    + كلنا واحد
+ المسيح عايزنا نحب بعض.
+ فى دير القديسة دميانة 2002م واحدة بتوزع شرائط البابا وتأخذ أسماء وعناوين وتليفونات وانتحلت شخصية خادمة أرثوذكسية.
 
18- اللاطائفية (كالبروتستانتية) تدعى إنها هى المسيحية وحدها:
+ ويخاطبون الذين لا يتبعونهم بأعتبارهم كفار وغير مؤمنين بالمسيح ويقولوا لهم:-
قبلت المسيح مخلص شخصى؟
هل تجددت؟  – هل خلصت؟
خطاياك الآن غفرها لك المسيح
+ قال البروتستانت للأنبا بيشوى فى مؤتمر الجديدة بالزقازيق 2004م: “ضميرنا بيتعبنا لو مبشرناش”، وكان سيدنا يحدثهم عن اقتناصهم لأولادنا.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى