الإيمانالشجرة المغروسةبدع حديثةلاهوت مقارنموضوعات مسيحية

عبادة رأس يسوع الأقدس.. بدعة غريبة تنتشر عبر مواقع الإنترنت!

“ممارسة عبادة رأس يسوع الأقدس”
بدعة خطيرة وغريبة تنتشر عبر مواقع الإنترنت!

انتشر على الإنترنت مقال يحمل تعليم غريب تحت عنوان أغرب وهو: “وعود الرب يسوع لمن يمارس عبادة الرأس الأقدس ويساهم في نشرها”!

وفي متن المقال نقرأ وعود كثيرة بالخيرات والبركات لمن ينشر هذا التعليم، ووعود أخرى بالويلات لمن يرفض هذا التعليم ويقاومه، ومن ضمن هذه الوعود ما يلي:

“كل من يساهم في نشر هذه العبادة سأباركه 1000 ضعف، لكن الويل لمن يرفض أو يعارض رغبتي في هذا التكريم، لأنهم سيُبعثرون في غضبي ولن يُعرَف مكانهم من بعد”!

“سأعطي من قوّتي للذين يُكرّمونني وسأكون إلههم وهم أبنائي، وسأضع علامتي على جباههم وخِتمي على شفاههم.. الحكمة والنور هو الختم الذي سأختم به عدد المختارين وهم سيرون وجهي الأقدس ويكون اسمي مطبوعًا على جباههم”!!

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما معنى التعبد لرأس المسيح بشكل خاص؟! وهل لهذه العبادة الغريبة أي سند كتابي؟!

والإجابة المنطقية للسؤال الثاني هي: بالطبع لا.. فهي مجرد خرافة أخرى تضاف لبقية العبادات الخرافية الضالة مثل: عبادة قلب يسوع الأقدس، التعبد لقلب مريم الطاهر، عبادة الدم الكريم، الوردية المقدسة، الصلاة لتمثال فاطيما… ولكن للحق يجب أن نعترف أن هذه البدعة بتفاصيلها هي أسخفهم على الإطلاق، حتى أنني ظننتها في البداية مجرد مزحة لا تليق من هؤلاء الذين يهاجمون المسيحية.

اقرأ أيضًا: تعليم خطير ينتشر عبر الإنترنت.. عبادة مريم!

أما عن إجابة السؤال الأول فيبررون هم تخصيص الرأس بالذات للعبادة، بقولهم أن الرأس هو الذي يسيطر ويوجه القلب. ولذلك يرغب يسوع بالإعتراف وبتكريم رأسه الأقدس بكونه كرسي الحكمة والهيكل الأقدس الذي يستريح فيه الروح القدس!، والدليل أنه في يوم اعتماد المسيح في نهر الأردن ظهر الروح القدس فوق رأسه!

وتُعتبر المعلمة الكاثوليكية البريطانية تريزا هيجينسون (1844-1905) هي أول من نشر هذه العبادة، ويعتبرونها رسولة عبادة الرأس الأقدس. ويزعمون أنها تلقّت من المسيح إرشادات عن كيفية التعبّد للرأس الأقدس!

وتحدثت تريزا هيجينسون عن مستقبل هذه العبادة قائلة: “جعلني الرب أفهم أن هذه ستكون العبادة العظمى في الكنيسة حين يحين الوقت”!

وبالطبع لا نحتاج لكثير من الجهد في تفنيد تلك الخرافة، لأن كل من لديه القليل من المعرفة الكتابية سيعرف أنها ضلالة، وحتى من يفتقد للمعرفة الكتابية ولكن لديه أقل القليل من الحس الكنسي السليم سينفر منها، ولكن مع الأسف رغم هذا تنطلي تلك البدعة السخيفة على كثير من البسطاء!

ولهذا ليس أمامنا الآن كمؤمنين سوى أن نكون متيقظين، وأن نقرأ ونسمع كل شيء بروح التمييز والإفراز، لنحذر من حيل المضاد وفخاخه المنصوبة لنا..

“وبخ، انتهر، عظ بكل أناة وتعليم لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون إلى الخرافات”
(تيموثاوس الثانية 4: 2-4)

“ولكن الروح يقول صريحًا: إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان، تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين”
(1 تي 4: 1-3)

اقرأ أيضًا: 7 أخطاء كارثية في الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى