الإيمانبدع حديثةتأملات روحيةماري ملاك صادقمختاراتملفات إيمانيةموضوعات مسيحية

شيطان الوحدة والمحبة!

بقلم: ماري ملاك صادق

+ ما هي المحبة؟؟ ماذا لو تعارضت المحبة في شكلها من طرف لآخر؟؟ ماذا إن حاول البعض تقديم المحبة للإخوة عن محبة الله؟؟ ماذا لو صارت المحبة هي غرض في ذاتها على حساب الحق؟؟ ماذا لو تحولت لقبلة مثل قبلة يهوذا الخائن؟؟

+ لا مانع عند الشيطان أن يغير نفسه إلى شبه ملاك نور من أجل الوصول لأغراضه الدنيئة وهي هلاك الإنسان..

فمثلًا:
+ لا مانع عنده من أن يضخم صفة الرحمة في الله علي حساب عدله.. من أجل أن يلغي فكر الدينونة..
+ لا مانع عنده أن يضخم محبة الله الغير محدودة علي حساب قداسته المطلقة التي ترفض الشر والخطية..
وفي ذات الوقت.. يستخدم الطريق المضاد مع آخرين..
+ يضخم فكر دينونة الشر والاشرار عند البعض وينسيهم محبته ورحمته للتائبين فيرفضه الخائفين شره..
+ يضخم قداسة الله ويعظمها فيرفضه البعض لأنه عالي في سماه فما أوصلنا اليه وما ذا يأتي به الينا.. فيرفضوا تجسده ولقياه..
وهكذا.. يهلك علي كل حال قومًا.. كلا حسبما يناسبه من طريقة وطريق..

هكذا يعمل وبشراسة وكأنه حل من سجنه ليصنع حربا مع الكنيسة ونسلها محاولا أن يبتلعهم..

ليست مفاجأة فقد عودنا رب المجد أن يصارحنا بكل شيء ولا يفاجئنا لئلا نتعثر في الطريق..

+ الشيطان هو فتال حبال.. هكذا اسموه الآباء..
فلا مانع عنده أن يغزل وينسج خيوطه العنكبوتية شيئا فشيء ليحاول ان يحكم قبضته علي الفريسة.. 
ليس الوقت هام عنده.. ولا التكلفة.. فهو باحث عن النتائج..

+ لا مانع عنده أن يسلط الضوء علي شخصيات معينه ويلمعها ويضفي عليها روح مرح ولطف.. حتي يعشقها كثيرون ويتتبعون خطواتهم أينما ذهبوا.. حتى متي تملكوا علي القلوب وصارت لهم الكلمة المسموعة تكون الفرصة قد حانت ليضرب ضربته
فيستخدمهم ليملي تعاليمه وأفكاره من خلالهم وعلى أفواههم..

+ لا مانع عنده أن يستخدمهم في تمجيد الله وتسبيحه والتكلم عنه وتعظيمه.. ألم يكن يصرخ قدوس قدوس أنت هو المسيح ابن الله الحي.. 
كل هذا مقبول عنده وان كان يحرق أعصابه.. ولكن الصبر الذي يملكه أقوي من قوة الحرق.. فهو يعلم أنه سيجني ثمار صبره لو صبر.. فهو لا يعرف اليأس أو المستحيل..
+ لا مانع أن يفعلوا هذا بانفعال واندماج وتهليل مادام الطريق مشوه وعاقبته طرق الموت.. 
كل المطلوب منه أن يحتمل اصوات التسبيح ويعليها حتي تصم الآذان علي سماع كلمة الحق وأصوات التحذير والتنبيه أن الموت هو في آخر الطريق..

+ برع كعادته في تغيير معاني الكلمات الواضحة والمسلمة من جيل الي جيل..
+ أصبح من يشهد للحق وينادي به يسميه بالمتعصب الذي يضع عصابه علي عينيه فلا يري إلا داخله..
+ أصبح من يتمسك بإيمانه الذي سفك جدوده دماء من أجل أن يصل مستقيما اليه هو متحجر الرأي خالي من المحبة..
+ أصبح من يحاول أن يحمي أولاده ويفيقهم من غفلتهم يسميه بمن يحجر علي أفكارهم وحرياتهم..
+ أصبح من يتكلم عن إيمان ويفتخر بثبات أجيال هو ليس بمحب ولا يعرف المحبة..

+ أصبح من يحذر من أخطاء تعليمية لاهوتية صارخه تهلك من يتبعها ويؤمن بها يسميه بمتصيد الأخطاء وديان لغيره..
+ أصبح من لا يقبل التعليم المضلل والغاش لكلمة الله.. يسميه بالخالي من المحبة..
+ لا مانع عنده أن يحفظ أحد الإنجيل فهو نفسه يحفظه عن ظهر قلب.. المهم ألا يفهمه فهما صحيحا..
+ لا مانع عنده أن يدعو الجميع باسم الوحدة التي ترضي قلب الله فيتحد الناس في المظهر لا الجوهر..
+ لا مانع عنده ان يتحدون في النشاطات والصلوات والروحانيات ما داموا لم يتفقوا على الإيمانيات..
+ يهدد بالهجر مالم نوافقه علي أفكاره ورغباته المضللة.. ولا يعلم إنه كمن يهدد بذبح نفسه ليغيظ ناصحيه..

+ يدعي المحبة والتسامح بالفم.. ويكتب علي أوراق كتبه التي لا يعلم عنها الغافلون شيئا.. يكتب ما يهدم تلال محبة وينهي عن التسامح والود..
يلقبنا على المنابر بالكنيسة الأم والأخت الكبرى الشقيقة وفي مخادع الكتب يكتب عنا عابدي الأوثان والمرتدين..

+ يدعي معرفة الحق بل وامتلاك الحق.. تماما مثلما سيدعي ضد المسيح محاولا التشبه برب المجد في كل شيء.. مع إنه لم يكن موجودا إلا في أواخر الأزمنة..

+ يدعي أن السلطان الذي أعطاه رب المجد للبعض لربط الشر والحفاظ على الايمان المسلم مرة للقديسين هو حجر على الأفكار والعقول ولا يظهر أن هذا السلطان هو للحماية من الفساد والضياع..

+ قد يتوه البعض وقد يهجر البعض للتيه.. ولكن ليس هذا غريبا أيضًا..
(الروح يقول صريحا أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين تعاليم مضله وأرواح شياطين .(اتي ٤)
ليس شرطا أن من يرتد عن الايمان أن يترك الإيمان بالكامل .. ولكن يكفي أن يترك الإيمان المستقيم..

+ اتفقنا أن الشيطان الذي يضخم أمر من الأمور ويخفي امر آخر.. هو نفسه الذي يعكس مبدأه في موقف آخر فيضخم ما أخفاه قبلًا ويخفي ما ضخمه قبلًا أيضا.. فهو يتشكل حسبما يحتاج الموقف ليهلك علي كل حال قومًا.. فهو ليس شيطان مبدأ.. لكنه فقط يتصيد المواقف فقط ملتمسا من يبتلعه..

ورجوعا لموضوعنا.. 
+ صار من يميز الحق من التيه يطلق عليه يفرق بين الأحبة.. ويقسم جسد الوحدة .. 
+ صار من يغير علي بيته.. يطلق عليه يعبد بيته وذاته.. 
+ صار من لا يغش كلمة الله.. يطلق عليه ناجحًا في اختبار العقيدة وراسبًا في اختبار المحبة…

+ ونجح من سنوات طوال ببراعة في إقناعنا بفكرة تصلح للرد الجاهز دائمًا ليستد كل فم يحاول أن ينطق بالحق أمامها.. 
إذ نجح في تذكرتنا الدائمة بآية من الإنجيل الذي يحفظه عن ظهر قلب.. 
“الإنسان ينظر إلي العينين أما الله فينظر إلي القلب”.. وحقا فكلام الله صادق وأمين 
ولكنه ينجح وقتها أن يمحو من أذهاننا أنه مكتوب “من ثمارهم تعرفونهم” “ومن فضلة القلب يتكلم اللسان”

+ أصبح من السهل حين تشرح أي إيمان خاطئ يخرج الرد الفوري.. أتحكم على قلوب البشر؟؟ 
في الوقت الذي يتهمك هو بالرياء ويحكم على قلبك.. بانك تعبد البيت وتترك رب البيت وتمارس الطقس وتعبد بشفتيك أما قلبك فمبتعد عنه بعيدا!!

ألم أقل لك إنه مخادع…؟؟!!
+ يذكرنا بـ “لا تدينوا لكي لا تدانوا” وينسينا “اعزلوا الخبيث من بينكم”
+ يذكرنا بـ “إن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا”
وينسينا “إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به فليكن محروما”
+ يذكرنا بقول يوحنا الحبيب تلميذ المحبة “من لا يحب أخاه فهو يبقي في الموت”
وينسينا قول نفس الحبيب “إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام”
+ يذكرنا بـ “سقينا روحًا واحدًا”
وينسينا “أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم”
+ يذكرنا ب “سقينا روحًا واحدًا “.. آخر الآية
وينسينا أولها.. “لأننا جميعنا بروح واحد أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد”..

+ وهكذا وهكذا.. الأمثلة كثيرة ولا تنتهي.. فهو استخدم هذا مع رب المجد بكلمة “مكتوب”..

ولكن كيف نفهم هذا المكتوب.. ؟!
من يحق له أن يفسر هذا المكتوب؟!

“وهذا أصليه أن تزداد محبتكم ايضا أكثر فأكثر في المعرفة وفي كل فهم. حتى تميزوا الأمور المتخالفة لكي تكونوا مخلصين و بلاعثرة إلى يوم المسيح” (فيلبي١)

+ ليعطنا الله الفهم المستنير والخضوع المتواضع لما تسلمناه وفهمناه وعشناه..

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى