القمص أنجيلوس جرجس يكتب: عقيدة الفداء بين تعاليم الكنيسة والنظريات الفاسدة!

كنيستنا القبطية تحمل هذا العمق وهذه القوة لتقدم للعالم كله تعليم حقيقي لا يشوبه آي شائبه مما تسلمناه.
قضية الفداء أن الإنسان الذي خُلق حسب ترتيب الله، أنه يحمل شبهه ومثاله (آي يحيا إلي الأبد ويحمل الحرية والقداسة). وكانت الوصية هي أختبار الحرية يوم تريد أن تخرج من الحياة مع الله وترفض القداسة والخلود، تلك الوصية أخذت صورة محدده “يوم أن تأكل من هذه الشجرة موتاً تموت” والأكل هو الشئ الخارجي الذي يتحول إلي أنا، الأكل هو الشئ الذي حينما يذهب الإنسان بإرادته ويأخذ ويأكل يصير في كيانه الداخلي شئ جديد علي كيانه.
وبقي أمام الله إما أن يطوي صفحة هذا الإنسان وينتهي، ولكنه لأنه أحب الإنسان واراده أن يعيش، ولكن مهما كان الحب كيف يمكن أن يعيش وهو يحمل قضية موت وهو يحمل فساد في داخله، فإن كان الحب هو المحرك للفداء ولكن الفداء هو قضية عدل، ليس لأجل الحب فقط صلب المسيح، لأجل الحب كان المدخل لفكرة العدل، الحب هو الذي جعل الله يفكر أنه هو من يدفع هذا الثمن.
الفداء في كنيستنا القبطية أن السيد المسيح صعد علي الصليب ليفي الدين الذي علينا، ويضع أمام الآب ذبيحة الصليب ذبيحة أبدية تفي العدل الإلهي، كانت الإنسانية في حالة خصام آي عداوة، حجاب عند قدس الأقداس لا يدخل أحد، لآن هناك عصيان أدي إلي العداوة.
النظريات الفاسدة:
آنسلم أسقف كانتبري كان له نظرية متطرفه “نظرية الترضية” فقال:
“أن المسيح مات كتعويض دفعه للآب، ترضية لكرامة الآب الجريحة، التي لا ترضي إلا بدم”.
وظل هذا تعليم الكنيسة الكاثوليكية من القرن الثاني عشر وحتي القرن الخامس عشر، وهذا ما ترفضه كنيستنا لآن الفداء ليس لتهدئة الكرامة، ولكن الأنسان يحمل حكم موت، هو حب آدي إلي دفع ما هو حق.
بيتر ابيلارد لاهوتي شهير في القرن الخامس عشر قال:
“أن الفداء لم يكن لسبب إلا الحب فقط، لأنه كيف يخاصمنا الله، لآن هذا يظهر الإله بمظهر الإله المنتقم وينتقم في شكل إبنه”
وهذه التعاليم الفاسده الخارجه من الكنيسة الكاثوليكة تتردد هذه الأيام.
رد كنيستنا علي هذة التعاليم:
كان هناك عقاب للخطية “أجرة الخطية موت” معني هذا؟ أن الموت صرنا نحمله كعقوبة إلي أن آتي المسيح وحمل الموت ولكن المدخل كان الحب.
في كل ذبائح العهد القديم تجدوا أنه لا يغفر أبداً إلا بأنتقال الخطية من الخاطئ للذبيحة، والآن خطيتي التي تمت تنتقل للمسيح، فكل خطايا العهد القديم وخطايانا التي نفعلها تنتقل علي المسيح، لذلك ذبيحة السيد المسيح هي الوحيده التي تكفي لغفران كل الخطايا لآنه فوق الزمن هو الإله المتجسد قادر أنه يحمل خطايا كل العالم.
طقوس العهد القديم: يضع الخاطئ يديه علي الذبيحة ويعترف ويضغط فتنتقل الخطية منه إلي الذبيحة.
يقول أحد معلمي اليهود: “الحق فأن دم الخاطئ كان ينبغي هو أن يحرق ويسفك كالذبيحة، ولكن مبارك يهوه الذي قبل منا ذبيحتنا فداءً وكفارة”
يقول بولس الرسول في رو 6: 23 “لأن أجرة الخطية موت”
أفسس 16:2 “يصالح الأثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة”
العداوة هي الخطية كيف لا تكون هناك بدلية عقابية، هو أنهي العداوة بذبيحة نفسه.
كولوسي “عاملاً الصلح بدم صليبه”، “آي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم إلي نفسه”
أف14:2 “لآنه هو سلامنا الذي جعل الأثنين واحداً ونقض حائط السياج آي العداوه”
أش 53″أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل أثامنا، تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا كلنا كغنم ضللنا والرب وضع عليه إثم جميعنا”
بعد قراءة هذه الأيات كيف يمكن لأحد أن يشك أن السيد المسيح مات بدلاً عنا.
” ضرب من أجل ذنب شعبه إذ جعل نفسه ذبيحة أثم”
” آثامهم هو يحملها إذ شفع في كثيرين وشفع في المذنبين”
1بط24:2 “الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده علي الخشبة”
“هكذا أحب الله العالم حتي بذل أبنه الوحيد” البذل هنا هو بدل عنا.
عب13:9 ” إن كان دم ثيران وتيوس يقدس إلي طهارة الجسد فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه بلا عيب يطهر ضمائركم”
غلا13:3 “المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا، لآنه مكتوب ملعون كل من علق علي خشبة”
الناموس: يعني قانون الخطية، الخاطئ يحمل حكم، المسيح إله متجسد لآن لآهوته لم يفارق ناسوته، فهو غير محدود، فحينما وقف المسيح أمام المجمع حسب الناموس وصرخوا يُصلب، ولانه هو بار لم يفعل خطية، صعد علي الصليب وقدم نفسه ذبيحة وهو لم يفعل خطية، ولكن الناموس أدانه فصار المسيح بذبيحة نفسه دائن للناموس، حتي يقدر أن يفدي كل العالم.
كولوسي14:2 “إذ محا الصك الذي علينا رفعه في الوسط مسمراً إياه علي الصليب”
يقول القديس أغسطينوس: “هكذا صرخ رأسنا كما لو كان يتكلم بأسمنا وقال إلهي إلهي لماذا تركتني؟ كان هذا هو صوت الخاطئ الذي يصرخ به، هو قال نيابة عنا، والذي صار يسوع نائباً عنه”
يقول البابا أثناسيوس: “لآن كلمة الله بكونه أعلي من الجميع صار من الطبيعي أن يكون موت بتقديم هيكله الخاص كوسيلة جسدية من أجل حياة الجميع كاهناً يسدد الدين عن الجميع وبذلك فأن ابن الله غير قابل للفساد حين أشترك مع الجميع، بذات الطبيعة البشرية ألبس الجميع عينه بعد القيامة “
وهذا هو إيمان كنيستنا أن المسيح سدد دين كان المفروض أن ادفعه من دمي وبموتي.
يقول ذهبي الفم: “لا توجد خطيئة تستنفذ سخاء وكرم وجود الله حتي لو كان الأنسان زانياً أو فاسقاً، أن قوة محبة الله عظيمة لدرجة أن تجعل كل الخطايا تختفي”
يقول القديس جيروم: “مديون لك يا سيدي أنا لأجل الأهانات أكثر مما انا مديون من قدرتك التي بها خلقتني لأنك خلقتني بكلمه ولكن خلاصك لي استوجب إهانات وأوجاع وصليب”
لا يخدعك أحد بتعاليم خاطئه لآن كل تعاليم الكنيسة وكل قيمتنا أن المسيح مات عنا، دفع ثمن هو دمه لأجلي أنا الخاطئ.
لإلهنا كل مجد وكرامه إلي الأبد أمين.