ردًا على بدع حديثة.. البابا كيرلس السادس يشرح الفرق بين بنوة المسيح لله وبنوة الإنسان لله

إن أبوه الله للمسيح ليست كما ظن البعض بجهالة من قبيل أبوه الله لجميع البشر، لأن آدم قد سمى ابن الله (لوقا 3: 38)، ونحن ندعو الله أبانا الذي في السماوات (متى 6: 9). ولكن ما أبعد الفرق بين بنوة المسيح لله وبنوة الإنسان لله، تلك بنوة طبيعية، وهذه بنوة نسبية، تلك بنوة حقيقية، وهذه بنوة مجازية، فالمسيح سمي ابن الله للدلالة على أنه من طبيعة الله وجوهره. أما الإنسان فحاشا أن يكون ابنا لله بالطبيعة والجوهر، وإنما بنوته بالفضل والإنعام. كقول الكتاب “أما الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أبناء الله الذين يؤمنون باسمه” (يوحنا 1: 12).
وإذا كان السيد المسيح له المجد قد سمى نفسه بابن الإنسان أو ابن البشر، فهو من قبيل الاتضاع, ولأنه لبس صورة الناس في تجسده “إذ هو في صورة الله لم يكن يعتبر مساواته لله اختلاسًا، لكنه أخلى ذاته آخذا صورة العبد صائراً في شبه البشر” (فيلبى 2: 6، 7).
أما أنه ابن الله بالطبيعة والجوهر، فهذا يتضح من نداء الآب من السماء مشيرًا إلى الابن الصاعد من نهر الأردن “هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت” (متى 3: 17، مرقس1: 11)، ومرة أخرى على جبل التجلي “هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت، له اسمعوا” (متى 17: 5، لوقا 9: 35)، كما يتضح من بشارة رئيس الملائكة جبرائيل إلى سيدتنا وفخر جنسنا “فالمولود منك قدوس، وابن الله يدعى” (لوقا 1: 35)، ومن قول إنجيل القديس يوحنا “الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الجنس، الكائن في حضن الآب، هو الذي خبر” (يوحنا 1: 18)، ومن قول ربنا يسوع نفسه عن ذاته “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد” (يوحنا 3: 16).
فلنحذر يا أحبائي الضلالات ولا نخلط بين بنوة الناس عامة لله، وبين بنوة المسيح الخاصة والوحيدة والفريدة لله. فبنوة المسيح تعنى أن المسيح الذي ظهر في العالم هو بعينه الله الظاهر في الجسد، فقد قال له المجد “من رآني فقد رأى الآب” (يوحنا 14: 9)، كما قال أيضاً “أنا والآب واحد” (يوحنا 1: 3).
من رسالة عيد الميلاد المجيد عام 1960م