المتنيح القمص يوسف أسعد يكتب عن العداوة مع الهراطقة وأعداء الإيمان
أن عداوة الإيمان لا يستطيع الأمين للإنجيل أن يفر منها مع الهراطقة والذين يغيرون حقائق الإيمان المسلم لنا مرة من القديسين وفق هوى أنفسهم أو معلميهم. هذه عداوة حتمية لا يسعى إليها الإنسان الروحي إنما عندما يواجهها فأنه ينادى صرخة القتال: “ليقل الضعيف بطل أنا”
أرجو أن تفرق بين أمانة الحق الإنجيلي ونقاوته وضرورة تسليمه للأجيال الآتية من بعدنا كما تسلمناه، ونفوس الهراطقة، وأعداء الكنيسة والإيمان.
إننا بالتعليم الصحيح الروحي والمشبع ينبغي أن نسلم الإيمان دون هجوم أو إساءة أو التعريض إلا للتعليم الخاطئ غير المستقيم. أما نفوس الهراطقة وأعداء الإيمان فهي نفوس شقية وضع إبليس قوته في عملها فصارت لها قوة… نحن نصلى للرب أن يبطل هذه القوة ويعرفهم ضعفهم ويبطل ثمار أعمالهم. هكذا نصلى مع أمنا التي علمتنا أن نصلى لأجلهم قائلين: “أعداء بيعتك المقدسة: يا رب مثل كل زمان الآن أيضًا أذلهم. عرفهم ضعفهم سريعًا. بدد سعايتهم وجنونهم وشرهم ونميمتهم التي يصنعونها فينا. اجعلهم كلهم (كل الأفعال) كلا شيء، وبدد مشورتهم يا الله الذى بدد مشورة أخيتوفل” (راجع 2 صم 17: 7, 14, 23) (أوشية الاجتماعات – القداس الإلهي)
نصلى هكذا، أما أخوتنا الهراطقة وأعداء الإيمان فلا نحضر لهم اجتماعًا ولا نشترك أو نخالطهم بفهم روحي لوصية الرسول بولس “وإن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسموا هذا ولا تخالطوه لكى يخجل، ولكن لا تحسبوه كعدو بل أنذروه كأخ” (2 تس 3: 14, 15) وهكذا أوصى يوحنا الحبيب الذى تفوح سيرته بالحب: “إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه، يشترك في أعماله الشريرة” (2 يو 9: 10-11)
لأن اشتراكنا معهم هو موافقة على أعمالهم الشريرة، كما يقول الكتاب ولكى لا تقودنا هذه الشركة إلى مناقشات ومحادثات غبية غير هادفة للبنيان “والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما أنها تولد خصومات وعبد الرب لا يجب أن يخاصم” (2تى 2: 23, 24)، لنكن حذرين لئلا ونحن ندافع عن نقاوة الإيمان نصبح عديمي النقاوة لأن نقاوة الإيمان لا تعنى التعليم الصحيح فحسب بل والحب أيضًا.
يا عزيزي، أبغض التعليم الغاش بكل قوة وارفض الهراطقة بكل استطاعة أما نفوس الهراطقة وأعداء الإيمان فلتكن عندك محبوبة وتجاهد بصدق في حبها. أحبب العاثرين، وأبغض العثرة.
وعندما تصنع هكذا -بحب ونقاوة في التعليم والتصرف- لا تتوقع أن تكون محبوبًا. ربما تجد نفسك في بركة عداوة، فلا تضعف بل ثابر فإن التعليم الصحيح أبقى والنقاوة أقدر حتى ولو كانت وحيدة. قيل لأبينا البابا أثناسيوس حامى الإيمان: “العالم كله ضدك” فلم يضعف بل قال “إن كان العالم كله ضد الحق، فأنا ضد العالم”. قال هذا، وتقول أنت هكذا مثل أبوك، مستندا على وعد الرب الصحيح “ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء” (لو 10: 19)
من كتاب “علاقتي مع” للقمص يوسف أسعد