إيمان الكنيسةالإيمانالشجرة المغروسةموضوعات مسيحية

أبونا بيشوي كامل يكتب عن الإيمان المستقيم في الكنيسة القبطية

لا شك أن مجيء ربنا يسوع المسيح إلى بلادنا دون سائر بلاد العالم نعتبره بركة عظمى وقد كان كذلك. فنحن نعتبر البلد الوحيد في العالم الذي آمن بالمخلص شعبًا وليس دولة. فالبركة التي منحها إلهنا الصالح للشعب القبطي أينما حل في بلادنا قد فتحت قلوب المصريين أفرادًا فآمنوا في وقت قصير. أما باقي البلاد فقد آمن القليلون إلى أن آمن الملوك والأباطرة فتحولت الدولة بأكملها إلى المسيحية، لهذا ظل الإيمان المستقيم حيا في قلوبنا، سكن أولًا في أجدادنا وتوارثناه عنهم.

إن وجود الكنيسة القبطية حتى الآن بالرغم من الاضطهادات التي قابلتها هي معجزة إلهية ظاهرة. وهذا حق لأنه فيما قد اندثرت المسيحية من جميع البلاد المحيطة بنا، ظلت مصر من أقصاها إلى أقصاها تتصاعد منها رائحة المسيح الزكية، حتى أننا لا نغالى إذا قلنا إن هجرة الكثيرين من الأقباط إلى جميع أقطار المسكونة أنما هو تدبير إلهي لحفظ الإيمان في أنحاء العالم. لقد ظلمنا العالم المسيحي قروناً طويلة، وها هو يرى ويحس ويتلمس الإيمان المستقيم في الكنيسة القبطية وأبنائها الذين صمدوا كأجدادهم ثابتين على صخرة الدهور الحي إلى أبد الآبدين.

لنحتفل بالعيد (عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر) ليس بمظاهر العالم بل مقدمين ذواتنا ذبيحة حية مرضية أمام الرب، حريصين على أن تكون بيوتنا كنيسة صغيرة يتمجد فيها الرب يسوع بالتسابيح والصلوات والأصوام النقية الطاهرة. لنربي أولادنا في تأديب الرب وانذاره ونسلحهم بالإيمان المستقيم ونجتهد في أن نصحبهم إلى الكنائس للتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين حتى يسرى فينا ينبوع الحياة, ويتأصلوا في كنيستهم القبطية الأرثوذكسية.

الرب يثبتكم في الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير، بالطلبات التي تطلبها عنا القديسة الطاهرة مريم والقديس يوسف النجار وقديسي الكنيسة وصلوات أبينا المكرم البابا شنودة الثالث, الرب يحفظ حياته سنين عديدة وأزمنة سالمة هادئة ويخضع أعدائه تحت قدميه، لإلهنا المجد من الآن وإلى الأبد آمين.

عن مقال بمناسبة:
“عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر”

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى