الدكتور موريس تواضروس يشرح باختصار عقائد الكفارة والموت النيابي والعدل الإلهي

يتضمن الفداء عمل استعاضة أو استبدال أو إبدال، فالذبيحة التي تقدم هنا تقدم نيابة عن الخاطئ، وتتضمن الاعتراف بحق العدل الإلهي. فلما قدم السيد المسيح ذاته على الصليب، قدم حياته -عوضًا عن حياة الإنسان- للعدل الإلهي، فاستوفى العدل الإلهي حقه.
إن الخطية ذنب أو إساءة أو جرم ارتكب ضد الله. على أن قداسة الله لا يمكن أن تترك جرم الخطية دون عقاب، وهكذا يظل الخاطئ مدينا للعدل الإلهي حتى يكفر عن خطيئته. والآن، ليس هناك أي مخلوق سواء من البشر أو من الملائكة يمكن أن يرد لله حقه، لأن كل مخلوق محدود، أما الخطيئة، ففي جرمها ضد الله، صارت شرًا غير محدود. والآن ليس هناك غير أمرين يمكن الخيار بينهما، فإما فقدان الإنسان لأن علاجه يصبح أمرًا مستحيلاً، وإما أن الإله المتأنس يقوم بعمل الفداء نيابة عن الإنسان، وهذا ما جعل التجسد أمراً ضرورياً حتى يمكن استرضاء الله بذبيحة الصليب، وبفضل اتحاد الطبيعة الإلهية بالطبيعة الناسوتية صار لذبيحة المسيح الإله المتأنس القدرة على التفكير والإرضاء.
من كتاب “الفكر اللاهوتي عند القديس بولس الرسول”
للأستاذ الدكتور موريس تواضروس