الإيمانالشجرة المغروسةبدع حديثةمقالات رأيموضوعات مسيحية

تعليم خطير ينتشر عبر الإنترنت.. عبادة مريم!

ما هذا التعليم الخطير الذي بدأ ينتشر عبر الإنترنت والسوشيال ميديا؟!

انتشر على الإنترنت تعليم غريب في مقال تحت عنوان تسويقي جذاب وهو: “هناك طريقة جدًا فعالة لتضعكم على أسرع طريق للسماء! والأمر لا يتطلب مجهودًا”، ويدعي هذا التعليم أن هذا الطريق السريع الذي يقودنا إلى السماء هو العذراء مريم!، وهذا التعليم الفاسد الذي ليس له سند كتابي يرتكز على تعاليم وأقوال لقديس لدى الكاثوليك يدعي بادري بيو من القرن العشرين.

ويقولون إن بادري بيو بنى عبادته الكبيرة لمريم بالاستناد على هذا التعليم، وكان يقول: “فلتكن مريم سبب وجودكم الوحيد ولتقودكم الى مرفأ الخلاص الأبدي”!، وكان يؤكد لأبنائه الروحيين ان كلّ النعم تمر من بين يدَيها، وكانت هذه الكلمات معلقة فوق بابه “مريم هي أساس رجائي”!

وتؤكد منشورات كثيرة من هذا النوع أن الخلاص لا يكون إلا من خلال مريم!، ومن خلالها فقط نستطيع أن نصل للمسيح، وتوجد الكثير من الكوارث الإيمانية بخصوص العذراء مريم فيما يسمى باللاهوت المريمي.

مثل إيمانهم بضرورة ما يسمى بالتكرّس الكامل لقلب مريم المقدس الطاهر كي نخلص!، وأنه كما أن المسيح من بعد صعوده أوكل الكنيسة والعالم كله إلى عمل الروح القدس، أوكل أيضًا في نهاية الأزمنة الشعوب إلى مريم لكي تقود الكنيسة بدلا عن الروح القدس!، والروح القدس بدوره يعطي كل مواهبه لمريم، وهي الآن تحمل لواء الإنجيل لكي تقود البشرية إلى التوبة والانتصار من خلال قلبها الطاهر!

ولا تتوقف الكوارث الإيمانية عند هذا الحد، بل وصل الأمر ببعضهم أن يقول إن العذراء مريم هي جزء من القربان المقدس، وأن هناك شركة اتحاد تربط جسد مريم بجسد المسيح، فكما أن جسد المسيح هو في الحقيقة جسد أمه، هكذا جسد مريم هو أيضًا جسد ابنها القربان المقدس.

ومن خلال ما يزعمون أنه ظهور للعذراء في فاطيما، يقولون إن العذراء أوصت بأن يقوم الكل بعبادة قلبها المقدس كشرط للخلاص، وذلك من خلال التلاوة الشخصية لفعل التكريس والمشاركة في قداس عام يقام لهذا الهدف، بمساعدة مريم وتوجيهاتها وحمايتها الخاصة، وارتداء ثوب سيدة الكرمل (ثوب دير الكرمل) ومن بين الوعود التي أعطتها أن “من يموت وهو يلبسه لن يذهب الى العذابات الجهنمية”!.

ولديهم أيضًا الصلاة من خلال المسبحة الوردية، والتي يقولون إن عذراء فاطيما في ظهورها طلبت الصلاة إليها من خلالها قائلة: “أنا سلطانة الورديّة المقدّسة، جئت من مكان بعيد جدّاً جدّاً، لأطلب منكم أن تصلّوا الورديّة مراراً كل يوم وتغيّروا سيرة حياتكم”.

ويقولون بأن الروح القدس سيظهر مريم لكي يُعرف يسوع بواسطتها فيكون محبوبًا أكثر!، وبفضل اتحاد المؤمنين بمريم وطاعتهم لها وتكريس ذواتهم بالكامل لخدمتها كرعايا وعبيد محبتها سيستطيعون أن يسحقوا رأس إبليس المتكبر!

ويقول قديس لديهم يدعى مار شربل: “إذا أردتم أن تخلصوا بسهولة، تعبدوا لمريم العذراء، وهي قديرة لتخلص من يتعبد لها”

ورغم أن كنيستنا الأرثوذكسية تطوب السيدة العذراء مريم وتعطيها التكريم اللائق بها وتصفها بأنها والدة الإله، والدائمة البتولية، والشفيعة المؤتمنة، وتلحن لها “الثيؤطوكيات”، ولكن إيمان كنيستنا بخصوص السيدة العذراء يختلف تمامًا عن الكنيسة الكاثوليكية التي تؤمن ببدعة أن العذراء حبل بها بلا دنس مثل المسيح، وبالتالي فهي لا تحتاج للخلاص مثلنا، وتؤمن أيضًا بتأليه العذراء مريم، وتدعوها “سيدة المطهر” باعتبار أن لها سلطان أن تخرج الناس من المطهر.

اقرأ أيضًا: 7 أخطاء كارثية في الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة

مع أن الكتاب المقدس أكد مرارًا أن المسيح هو الوحيد القدوس الذي بلا خطية، والسيدة العذراء نفسها قالت في تسبحتها “تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي” (لوقا 1: 46 -47) إذن فهي أقرت بأنها تحتاج للخلاص مثل باقي البشر!

أما المطهر فهي بدعة وخرافة خطيرة تزعم أن الإنسان بعد موته يقضى فترة من العذاب في المطهر ثم بعد ذلك ينتقل إلى النعيم، ويصفون السيدة العذراء مريم بأنها سيدة المطهر!، إذن وما فائدة فداء المسيح؟!.. هذه البدعة تضرب عقيدة الفداء تمامًا، وتلغي عمل المسيح الكفاري، فدم المسيح يخلصنا من كل خطيئة، لأنه لا توجد مغفرة إلا بدم المسيح، وكما قال معلمنا يوحنا الرسول “دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (1 يو 1: 7).

وأما الادعاء الكاذب والفاسد الغير مستند على أي نص كتابي، الذي يقول بأن العذراء هي الطريق السريع للخلاص، وأنه لأجل الخلاص لابد من التكريس لقلبها الطاهر، فهي بدعة خطيرة تقف ضد التعليم الكتابي السليم الذي يؤكد أن “ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص” (أع 4: 12)، وعرفنا رب المجد عن نفسه قائلًا: “أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يو 14: 6)

ولهذا فعلينا كمؤمنين أن نقرأ ونسمع كل شيء بروح التمييز والإفراز، لنحذر من حيل المضاد وفخاخه المنصوبة لنا..

“وبخ، انتهر، عظ بكل أناة وتعليم لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون إلى الخرافات”
(تيموثاوس الثانية 4: 2-4)

“إن كان أحد يعلم تعليمًا آخر، ولا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوى، فقد تصلف وهو لا يفهم شيئا”
(تيموثاوس الأولى 6: 3)

“ولكن الروح يقول صريحًا: إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان، تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين”
(1 تي 4: 1-3)

بعض المراجع:
وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني
كتاب “التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية”
كتاب “التعبّد الحقيقي للعذراء مريم” لـ لويس- ماري غرينيون دو مونفورت
كتاب “خلاصة اللاهوت المريمي” الأب أوغسطين دوپره لاتور اليسوعيّ
بعض المواقع الكاثوليكية على الإنترنت

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى