علاقتنا بالكنيسة؟!.. الوحدة الحقيقية في جسد المسيح
بقلم: مينا المصري
كل واحد مننا
لما بيقرر أنه يقدم توبة حقيقية لربنا
ويعيش حياة جديدة كابن للمسيح
علشان خلاص نفسه
وعلشان يكون ليه نصيب في الحياة الأبدية
أحيانا ممكن يفكر
أنه يقدر يكون في علاقة مع المسيح بعيد عن الكنيسة
ويقول لنفسه مفيش داعي للكنيسة وأسرارها
لأن دي علاقة بيني وبين ربنا
ده أبويا وأنا ابنه
ومش محتاج لوساطة الكنيسة
. . . . . . . . .
لكن في الحقيقة الكلام ده مش صحيح
لأن في مبدأ آبائي معروف
أتكلم عنه كتيير من الآباء القديسين
وعلم بيه القديس إغناطيوس الإنطاكي من القرن الأول الميلادي
المبدأ بيقول أنه “لا خلاص خارج الكنيسة”
لأن الكنيسة زي فلك نوح
ومفيش فرصة للنجاة خارج الفلك
علشان كده قال القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة:
“لا يستطيع أحد أن يكون الله أبوه، أن لم تكن الكنيسة أمه”
. . . . . . . . .
الكنيسة جسد واحد
والمسيح هو رأس الكنيسة
والكنيسة فيها اللي أخدوا سر المعمودية
وأصبحوا أعضاء في جسد المسيح
سواء كانوا في السماء
أو على الأرض
يعني الكنيسة ليها قسمين غير منفصلين
القسم الأول على الأرض
وأسمها “الكنيسة المجاهدة”
وهي اللي لسه بتجاهد على الأرض
ولسه بتعاني تحت الآلام
وأبواب الجحيم لن تقوى عليها
والقسم التاني في السماء
وأسمها “الكنيسة المنتصرة”
ودول اللي غلبوا الشيطان بإيمانهم بالرب يسوع
وكملوا جهادهم بصبر لنهاية حياتهم
وبقي مكانهم في الفردوس
منتظرين المجيء الثاني للمسيح
. . . . . . . . .
وبين القسمين حياة شركة في كل شيء
من ضمن الأشياء دي الصلاة
زي ما قالنا رب المجد:
“صلوا بعضكم لأجل بعض” (يع16:5)
القديسين والمنتقلين بيصلوا من أجلنا
وبيشفعوا عنا في السما
علشان نكمل أيام جهادنا بسلام
وأحنا كمان بنصلي من أجلهم
وبنذكرهم في القداس الإلهي
وبنشفع فيهم في صلاة الترحيم
لأننا بنشترك مع بعض في جسد واحد
وده كمان دليل على محبتنا ليهم
زي ما وصانا رب المجد:
“أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم” (يو 15: 12)
لأن علاقتنا مع ربنا عمرها ما كانت علاقة فردية
علشان كده في الصلاة الربانية مش بنقول: “أبي الذي”
لكن بنصلي ونقول: “أبانا الذي”
علشان هي علاقة جماعة المؤمنين بشخص المسيح
علاقة أعضاء الجسد الواحد بالرأس
. . . . . . . . .
طيب فيه سؤال مهم
أيه هو المقصود تحديدا بالكنيسة؟
هل هي اجتماعات الشباب ومدارس الأحد؟!
أو الأنشطة والرحلات والمؤتمرات؟!
كل دي أشياء مهمة جدا لتعميق حياة الشركة
لكن مش ده المقصود بالكنيسة
مش ده اللي بيخلينا أعضاء في جسد المسيح
مش هي دي اللي هتدخلنا ملكوت السموات
المقصود بالكنيسة هو الأسرار
اللى هي سر خلاصنا
زي ما قال عنها القديس باسيليوس الكبير “إنها وسائط الخلاص”
وهي سر تجميعنا كلنا في جسد المسيح الواحد
والأسرار دي مكنش ممكن ناخدها
غير لما يتجسد الله الكلمة على الأرض
. . . . . . . . .
طيب هو ليه ربنا أتجسد أصلا؟!
الإجابة ببساطة
علشان أدم سقط في الخطية
لأنه عصى الله.. وأكل من يد الشيطان
وفقد نعمة بنوته لله
وطبيعته فسدت.. وبقى قابل للموت
لأن أجرة الخطية هي موت
والموت هو انفصال عن الله
وبدون الله مفيش أي مصدر للحياة
وكلنا كبشر فقدنا الحياة
لأن كلنا خرجنا من أدم
حتى حواء كانت من ضلع أدم
وبالطريقة دي الخطية دخلت للعالم كله
عن طريق إنسان واحد
“بخطية واحد مات الكثيرون” (رو5: 15)
“بمعصية الإنسان الواحد، جعل الكثيرون خطاة” (رو5: 19)
والموت تسلط من أدم لكل الأجيال بعد كده
“بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم..”
“وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، وإذ أخطأ الجميع” (رو5: 12)
. . . . . . . . .
علشان كده كان لازم ربنا يتجسد
ويكون هو “أدم العهد الجديد”
ويموت على الصليب لأجل مغفرة خطايانا
يتجسد علشان يفدينا
ويرفع عننا حكم الموت ويسدد الدين
ويجدد طبيعتنا
اللي فسدت بسبب الخطية
لأن بسبب الخطية فقدنا صورتنا الإلهية الأولى
والأسرار كانت هي التدبير الإلهي لخلاص نفوسنا
وأسسها رب المجد يسوع المسيح بنفسه
وسلمها للآباء للرسل
والرسل سلموها للآباء الكهنة بوضع اليد الرسولية
ومعروف أن الكنيسة عندها سبع أسرار
منهم أربع أسرار حتمية لخلاص الإنسان المؤمن بالمسيح
وهما سر المعمودية وسر الميرون
وسر التوبة والاعتراف وسر الإفخارستيا
وهنتكلم عن الأسرار الخلاصية دي بتركيز واختصار
ونعرف دورها في تجميعنا في جسد المسيح
سر المعمودية
لما أدم أكل من أيد الشيطان
بقى ملك للشيطان
وطبيعته فسدت
وكان لازم يكون فيه معمودية
علشان يرجع مرة تانية ابن لربنا
علشان كده المعمودية هي الميلاد التانى.
“بل بمقتضى رحمته خلصنا، بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس” (تى3: 5)
يعني هي ولادة جديدة من فوق
ولادة روحية غير الولادة الجسدية القديمة
“المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح” (يو 3: 6)
ومن غيرها مفيش حياة أبدية مع المسيح
زي ما قال المسيح في كلامه مع نيقوديموس:
“إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو33: 5)
. . . . . . . . .
طيب ليه الولادة بتكون من الماء والروح؟
لأن ده اللي حصل في الخليقة الأولى
“كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة”
“وروح الله يرف على وجه المياه” (تك1: 2)
والأرض هنا بترمز لجسد الإنسان
علشان الإنسان خلق من تراب الأرض
والأرض كانت خربة
(يعني الإنسان طبيعته فسدت)
وكانت كمان خالية
(يعني خالي من الروح القدس)
وظلمة على وجه الغمر
(يعني الشيطان هو المسيطر عليه ونور المسيح غايب عنه)
والروح ترف على الماء
يعني روح الله القدوس بيحرك الماء وبيخليه حي
وده الماء الحي (الروح القدس) اللي اتكلم عنه المسيح وقال:
“الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية” (يو4: 14)
علشان كده الأب الكاهن لما بيصلي على المية
ويسكب فيها زيت الميرون
بيقلب المية في جرن المعمودية وبيقول:
“صوت الرب على المياة”
وعلشان كده في قصة شفاء المسيح للمولود أعمى
رب المجد وضع طين في عين الأعمى
وقاله: “اذهب واغتسل في بركة سلوام” (يو9: 7)
لأن التراب هو المادة الخام للخلق
لكن الخلق بيكون بالماء والروح
. . . . . . . . .
بالمعمودية بنأخذ طبيعة جديدة
زي ما قال القديس كيرلس عمود الدين:
“أنعم لنا بالميلاد الفوقاني .. لتتجدد طبيعتنا”
وبنكون خليقة جديدة في المسيح
“أنتم الذين أعتمدتهم في المسيح قد لبستم المسيح” (غل 3: 27)
بالمعمودية بندفن ونموت ونقوم مع المسيح
“مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضًا معه” (كو2: 12)
بنموت للمرة الأخيرة
(لأن بعد كده لا يكون موت بل انتقال)
وبعدها نقوم مع المسيح لنحيا فيه للأبد
“مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى” (غل2: 20)
بالمعمودية بناخد عضويتنا في جسد المسيح
وكلنا بنكون أعضاء في جسد واحد رأسه المسيح
“لأننا جميعنا بروح واحد ايضا اعتمدنا إلى جسد واحد” (1كو13:12)
. . . . . . . . .
وكلمة معمودية باليوناني هي Baptisma
ومعناها تغطيس أو تغميس أو صبغة
علشان كده المعمودية بتتم بالتغطيس مش بالرش
بالضبط زي ما المسيح أتعمد في نهر الأردن
“فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء” (مت 3: 16)
وبولس الرسول وصف المعمودية أنها دفن مع المسيح
“فدفنا معه بالمعمودية للموت” (رو 6: 4)
“مدفونين معه في المعمودية” (كو2: 12)
. . . . . . . . .
وأساس المعمودية هو الإيمان الصادق المستقيم
ويعتبر شرط للحصول على المعمودية
زي ما قال القديس بولس الرسول:
“رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة” (أف 4:5)
وزي ما قال القديس غريغوريوس النزينزي:
“كل ماء مناسب للعماد شرط أن يجد إيمان الشخص الذي ينال المعمودية، وتبريك الكاهن الذي يقدس”
وقال كمان القديس باسيليوس الكبير:
“المعمودية والإيمان هما طريقان للخلاص لا يمكن فصلهما لأن الإيمان يكمل المعمودية والمعمودية مؤسسة على الإيمان”
سر الميرون
وهو سر “المسحة المقدسة”
وكلمة ميرون باللغة اليونانية معناها طيب أو زيت
وفي “سر المعمودية”
الروح القدس بيحل على المية ويقدسها
وبيتم تقديس الماء بالصلاة وبزيت الميرون
لكن في “سر الميرون”
الروح القدس بيحل على الإنسان نفسه
وهو سر حلول وتثبيت الروح القدس فينا
ومن غيره لا يمكن نحصل على الروح بداخلنا
وبالميرون بيخلي كل المؤمنين مع بعض “هيكل للروح القدس”
. . . . . . . . .
في البداية كان الروح القدس بيحل
عن طريق وضع أيدي الآباء الرسل على المؤمنين
وفيلبس كان بيعمد المؤمنين في السامرة
لكن مكنش عنده سلطان الكهنوت أنه يعطي الروح القدس
علشان كده الرسولين بطرس ويوحنا نزلوا للسامرة
علشان يضعوا أياديهم على المؤمنين
وياخد أهلها الروح القدس لأنهم كانوا متعمدين بس
لكن بعد كده أتسعت الكرازة في العالم كله
وبقى صعب أن الرسل يروحوا في كل مكان
علشان يعطوا الروح القدس بوضع اليد
فقرر الرسل بإرشاد الروح القدس
أنهم يقيموا المسحة المقدسة
وأخدوا أطياب من كفن المسيح
ووضعوها مع حنوط وأطياب في زيت زيتون
وصلوا عليها لتقديسها علشان يستخدمها القسوس
. . . . . . . . .
في العهد القديم
كان بيمسح بيها الأنبياء والملوك والكهنة
لكن في العهد الجديد
بقينا كلنا نمسح بالمسحة دي
“وأما انتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء” (1يو20:2)
“وأما انتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم” (1يو2: 27)
“ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح، وقد مسحنا، هو الله” (2كو 1: 21)
سر التوبة والاعتراف
كتيير مننا بيمارس سر التوبة والاعتراف غلط
لأننا بنكون فاهمين السر غلط
إحنا في الاعتراف بنجدد عهد المعمودية
لأن المعمودية مش معناها أننا معصومين من الخطأ
لأننا بنغلط باستمرار
ومحتاجين أننا دايما نتوب عن خطايانا ونعترف بيها
“أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” (لوقا 3:13)
“من يكتم خطاياه لا ينجح, ومن يعترف ويقر بها يرحم” (أم 28: 13)
“إن اعترفنا بخطايانا فهو آمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1يو1: 9)
. . . . . . . . .
في طريقتين غلط لممارسة سر التوبة والاعتراف
الطريقة الغلط الأولى
هي أنك تروح للأب الكاهن تعترف بخطاياك
علشان تاخد حل
وتعرف تروح تتناول
من غير ما تقدم توبة حقيقية لربنا بندم حقيقي
يعني معقول هتتصالح مع الكنيسة
وأنت متصالحتش مع المسيح رأس الكنيسة!
والطريقة الغلط التانية
أنك تقول لنفسك أنا هعترف لربنا من غير كاهن
ومني لربنا من غير وساطة
طيب وفين اعترافك للكنيسة
أزاي هترجع لشركة الكنيسة
وأنت مش متصالح معاها!
لا يمكن يكون ليك علاقة بالمسيح
وأنت خرجت برة جسد المسيح أصلا!
. . . . . . . . .
في طريقة واحدة لممارسة السر ده بشكل صحيح
أول حاجة أن الإنسان يقعد مع نفسه
ويحاسب نفسه على كل خطاياه
ويقدم توبة عنها بندم حقيقي قدام ربنا في صلاته
وبعدها يروح للأب الكاهن يعترف بيها
علشان الأب الكاهن معاه سلطان الحل والربط
وهو خادم المسيح ووكيل سرائر الله
“كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء”
“.. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء” (مت 18:18)
“من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه امسكت” ( يو20: 23)
وقال القديس أثناسيوس الرسولي:
“كما يستنير الإنسان بنعمة الروح القدس بنواله سر المعمودية بواسطة الكاهن..”
“.. كذلك أيضًا من يعترف بخطاياه بقلب تائب ينال الغفران بواسطة الكاهن بمقتضى نعمة المسيح”
وكمان لأن الأب الكاهن ممثل عن الكنيسة
وأحنا لازم نعترف للكنيسة بخطايانا
علشان نقدر نرجع للشركة معاها تانى
ويكون من حقنا نتقدم للتناول مرة تانية
وبعدها بنكون وكأننا لسه متعمدين
سر الإفخارستيا
وأسمه كمان سر “التناول”
وسر الإفخارستيا هو مكمل لسر المعمودية
أحنا قولنا قبل كده أن المعمودية ولادة
وعلشان كده المعمودية بتكون مرة واحدة
(علشان محدش بيتولد مرتين)
لكن بعد الولادة الإنسان بيحتاج للغذاء علشان يعيش
والإفخارستيا هي الغذاء
هي جسد ودم ربنا بالحقيقة
علشان كده رب المجد بيقول عن نفسه:
“أنا هو الخبز الحي النازل من السماء” (يو 6 :51)
وفى الصلاة الربانية “أبانا الذى” بنقول خبزنا الذي للغد
(وده مش مقصود بيه الخبز العادي خالص)
لأن المسيح نفسه قال في العظة علي الجبل:
“لا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب.. فإن هذه كلها تطلبها الأمم”
(مت 6: 31، 32)
لكن مقصود بيها الخبز الروحي (الإفخارستيا)
خبزنا الذي للغد (الغد اللي هو حياتنا الأبدية)
يعني الخبز اللي هيوصلنا للحياة الأبدية
. . . . . . . . .
الإفخارستيا هي سر خلاصنا
وهي أهم سبب للتجسد الإلهي
لأنها سر الحياة
لأن فيها بنأكل جسد المسيح المتحد باللاهوت
وبنتجمع في جسد المسيح اللي هو أدم العهد الجديد
ومن غير كده لا يمكن يكون لينا حياة
لأن المسيح “فيه كانت الحياة” (يو1: 4)
وخارج المسيح مفيش حياة
علشان كده القديس بولس الرسول قال:
“من ينقذني من جسد هذا الموت” (رو 7: 24)
وعلشان كده رب المجد قال:
“إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان و تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم”(يو 53:6)
وقال كمان:
“من يأكلني فهو يحيا بي” (يو6: 57)
والقديس بولس الرسول قال:
“فأحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا في” (غل 2: 20)
. . . . . . . . .
في المعمودية بنكون أعضاء في جسد المسيح
وفي الإفخارستيا بنثبت في جسد المسيح باستمرار
علشان المسيح قال أن هو الكرمة الحقيقية
وأن أحنا الأغصان
وأن الغصن لازم يثبت في الكرمة
وقال: “اثبتوا فيا وأنا فيكم” (يو15: 4)
طيب أزاي نقدر نثبت فيه؟!
هو قالنا أزاي:
“من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيا وأنا فيه” (يو6: 56)
. . . . . . . . .
لما بنحضر القداس الإلهي
كتير مننا بيكون عنده طلبات أرضية
زي النجاح في الامتحانات
أو الترقية في العمل
أو الارتباط بزيجة صالحة
يعنى طلبات غير ملكوت الله
وغير الاتحاد بالمسيح
رغم أن رب المجد قال:
“اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره” (مت 6: 33)
مفيش ما يمنع أننا نطلب الطلبات دي
بالعكس ممكن جدا نطلبها
لكن من المهم دايما
أن يكون هدفنا الأول من حضور القداس
هو حياتنا الأبدية
لأننا في غربة مؤقتة على الأرض
وكل طلباتنا الأرضية ليها وقت وهتنتهى
علشان كده لازم عينينا تكون على الملكوت
وفي سر الإفخارستيا
إحنا بنتذوق طعم الملكوت على الأرض
. . . . . . . . .
في ناس بتعترض وبتقول أن ذبيحة المسيح لا تتكرر
وأن المسيح ذبح مرة واحدة على الصليب
وهي فعلًا ذبيحة واحدة لكنها مستمرة فوق الزمن
هي مش تكرار للصليب لكنها استمرار للصليب
والدليل هو أن ربنا طلب من الرسل أنهم يصنعوها دايما
“اصنعوا هذا لذكرى” (لو19:22)
والقديس بولس الرسول قال:
“فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذا الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيئ” (1 كو11: 26)
. . . . . . . . .
“اصنعوا هذا لذكرى” (لو19:22)
الآية دي بتحير ناس كتيير
رغم أن الموضوع بسيط خالص
كلمة “لذكرى” باليونانية هي “أنامنيسيس”
ومعناها: تذكار أو استدعاء أو إحضار
وترجمتها بالإنجليزية بتكون كلمة Recalling
مش كلمة Remembrance
ومعنى الكلمة استعادة حقيقية للشيء اللي بنتذكره
زي “المن” اللي ربنا أمر شعب إسرائيل يضعوه في القسط الذهبي
علشان يكون تذكار للمن اللي كانوا بيأكلوه في البرية
يعني تذكار عيني حقيقي مش رمزي
مش مجرد ذكرى لشيء غايب عننا!
لكنه حضور حي وقائم لربنا في حياة المؤمنين
وده اللي بنعمله في القداس الإلهي
وكل شخص مننا بيتقدم للتناول
لازم يكون مؤمن بإنه جسد ودم حقيقي لربنا
يعني مميز لجسد الرب عن الخبز العادي
وإلا هياخد دينونة لنفسه مش بركة
زي ما قال القديس بولس الرسول:
“الذي ياكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب” (1كو 11: 27)
وقال القديس إغناطيوس الأنطاكى:
“امنعوا هؤلاء عن الأفخارستيا والصلاة لأنهم لا يعترفون أن الإفخارستيا هي جسد مخلصنا يسوع المسيح
أولئك الذين ينكرون عطية الله يهلكون في مجادلاتهم”
وقال القديس البابا كيرلس عمود الدين:
“أعطانا جسده الحقيقي ودمه لكي تتلاشي بهما قوة الفساد ويسكن في انفسنا بالروح القدس
ونصير شركاء بالقداسة وأناسا روحيين اعلى من السماويين”
وقال القديس أثناسيوس الرسولي:
“إن اتحادنا بالمسيح بتناولنا من جسده ودمه أسمى من كل اتحاد”
. . . . . . . . .
في النهاية نقدر نقول باختصار:
أن مفيش أي طريق للخلاص خارج الكنيسة
لأن مفيش خلاص بدون اتحاد بالمسيح اللي بيعطينا الحياة
ومفيش اتحاد بالمسيح بدون الأسرار اللي رتبها لينا ربنا
“المعمودية” هي اللي بتجعلنا أعضاء في جسد المسيح
و”الميرون” بيجعلنا مع بعض هيكل للروح القدس
و”التوبة” بترجع أي حد خرج من الجسد لمكانه مرة تانية
و”الإفخارستيا” هي اللي بتثبت عضويتنا باستمرار في جسد المسيح
وهي الغذاء اللي بدونه مفيش حياة
وهي اللي بتخلينا كنيسة واحدة للمسيح
وجسد واحد رأسه المسيح
“فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعا نشترك في الخبز الواحد” (1كو17:10)
المصادر والمراجع:
كتاب “ثبت أساس الكنيسة” لنيافة الأنبا رافائيل
كتاب “ليكون الجميع واحداً” لنيافة الأنبا رافائيل
حلقات برنامج “إحفظ الوديعة” على قناة أغابي
كتاب “الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي” للبابا شنودة الثالث
كتاب “الكهنوت” للبابا شنودة الثالث
كتاب “اللاهوت المقارن” للبابا شنودة الثالث
كتاب “الوسائط الروحية” للبابا شنودة الثالث
كتاب “الأسرار السبعة” القس أنطونيوس فكري
كتاب “تفسير إنجيل يوحنا” للقس أنطونيوس فكري
كتاب “تفسير إنجيل يوحنا” للقمص تادرس يعقوب ملطي