التاريخ الكنسيالشجرة المغروسةالكنيسةمختاراتملفات إيمانيةملفات كنسيةموضوعات عامةموضوعات مسيحية

الحقائق الموثقة في مواجهة الدعايات المضللة | ما وراء حادث مقتل الأنبا أبيفانيوس!

بصدق نحن لا نعرف ولا نستطيع أن نجزم هل قام الرهبان الصادر ضدهم الحكم بارتكاب الجريمة بالفعل أم لا؟، برغم أنه حتى الآن لم يُعطى لنا دليلًا قاطعًا يثبت ارتكابهم للجريمة، ولكن سنعود لهذا الأمر في نهاية المنشور، أما ما يعنينا هنا فهو المؤامرة التي تستهدف النيل من هوية وإيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فلنحكي القصة منذ البداية.

+ عقب مُقتل نيافة الأنبا إبيفانيوس مباشرة، انتفضت مجموعات من الذين يسمون أنفسهم بالـ”مستنيرين”، وهم أصحاب فكر متحرر عن فكر الكنيسة بدرجات مختلفة، بالهجوم على كل المدافعين عن الإيمان المستقيم داخل الكنيسة، وإتهامهم بقتل الأنبا أبيفانيوس!، في هجمة شرسة جديدة على الكنيسة القبطية وإيمانها المستقيم، في وسط حرب ممتدة لا تتوقف على الأمناء كي يتخلوا عن إيمانهم لتبرئة أنفسهم من تهمة لم توجه لهم من الأساس.

+ خلق هؤلاء حالة شرسة من الإرهاب الفكري ضد كل من يدافع عن إيمان الكنيسة، مهما كان إتزان ورقي أسلوبه، .. وصار كل خادم يتحدث عن أهمية العقيدة أو يرد على بدعة حديثة، مُعرضًا للإتهام بالضلوع في القتل فعليًا أو ما يسمونه بالقتل المعنوي! ..فإذا أستنكر خادم أسطورية أحداث العهد القديم، أو رفض آخر قبول الكنائس التي تزوج المثليين في كنائسها.. أصبح متهمًا في جريمة قتل أنبا إبيفانيوس.. ولا نعلم كيف يمكن لعاقل مهما كانت أزمته النفسية أو الفكرية أن يصدق أن تحدث جريمة قتل في الكنيسة القبطية بالذات بدافع إيماني أو عقيدي!.. لا يصدق هذا إلا من أنفصل بذهنه عن الكنيسة وأجوائها منذ زمن.

+ ظهرت على السطح أسماء الراهبين أشعياء المقاري وفلتاؤس المقاري كمتهمين في القضية، فحسبوهم زورًا على البابا شنودة الذي تنيح منذ سنوات، وأكدوا في وقاحة منقطعة النظير أن حادث القتل كان بسبب الخلاف العقيدي! .. وصار الهدف الرئيسي هو استغلال هذه القضية لمحاربة إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية!

+ قفز الصحفيين على المشهد بمختلف توجهاتهم، خاصة من يعادي منهم الكنيسة وهاجمها على مدار سنوات هذا عددها… جميعهم يهاجمون البابا شنودة وكل من يسير على خطى تعليمه.. يهاجمون فكرة حماية الإيمان والدفاع عن الإيمان.. يتحدثون عن جماعات إرهابية داخل الكنيسة تقتل باسم الإيمان المسيحي!، ومع حقيقة يعلمها جميع الأقباط وهي أن الملف القبطي والكنسي فى الإعلام غير مهنى على الإطلاق، يصبح الأمر أكثر سوءًا.. وكل فترة يختفي اسم ويظهر آخر .. ولكن عدم الحيادية والانحياز المطلق لكل خصوم الكنيسة فكريًا هى السمة الأساسية في هذا القطاع التي لا تضمحل أبدًا.

+ سرعان ما انهمرت الوثائق الورقية والمرئية التي تدحض كل تلك الإدعاءات المرسلة بلا دليل، ولكن مع ذلك تجاهلوها وأستمروا في لغوهم القائم على تجهيل الناس، فهم لم يراهنوا أبدًا على التوعية لأنهم يعلموا انها ليست في صالح غرضهم.

+ بنظرة سريعة للحساب الشخصي للراهب أشعياء المقاري على فيسبوك وُجد أنه كان ينشر بكثرة أقوال وكتابات القمص متى المسكين، حتى أنه كان يضع صورة القمص متى كبروفايل بيكتشر، بل أن أشهر صورة واضحة للراهب أشعياء هي صورته ومن خلفه رفوف كتب القمص متى المسكين.

+ ثُبت أن الراهب فلتاؤس المقاري المتهم بالاشتراك مع الراهب أشعياء في الجريمة، كان يكتب في مجلة مرقس التي يصدرها تلاميذ القمص متى المسكين، وكان يكتب له مقدمات كتبه نيافة الأنبا أبيفانيوس نفسه، بل أنه كان يعمل تحت إشراف الراهب باسيليوس المقاري أشد تلاميذ القمص متى المسكين تعصبًا، وقد شهد له الراهب باسيليوس بشكل إيجابي في الصحف.

+ قام حوالي 50 راهب تقريبًا بتقديم إلتماس إلى البابا تواضروس الثاني في فبراير 2018 يعلنون فيه تمسكهم بوجود الراهب أشعياء معهم في الدير، وبالطبع غالبية هؤلاء ليسوا من تلك الدفعة صغيرة العدد التي رسمها البابا شنودة، وفيهم الكثيريين من الرهبان القدامى بالدير.

+ الراهبين المتهمين في القضية دخلوا الدير تحت الإختبار منذ عام 2007، وهي فترة كان يتولى فيها مسئولية الدير نيافة الأنبا ميخائيل، أما البابا شنودة فكل دوره أنه قام برسامة هذه الدفعة من الرهبان بعد أن أنتهت فترة الإختبار برعاية وإشراف الآباء الرهبان المسئولين في دير أبومقار، خاصة الأب كيرلس المقاري أحد تلاميذ متى المسكين، وتوجد صورة تُظهر الأب كيرلس المقاري مع تلك الدفعة عام 2009 عندما كانوا طالبي رهبنة ومن ضمنهم الراهب أشعياء وشريكه الراهب فلتاؤس.

+ تحدث البابا شنودة كثيرًا في محاضراته عن الوضع في دير أبو مقار، وظهر فيديو للبابا شنودة لجزء من عظة ألقاها عام 1988 يرد فيه على سؤال لأحد طالبى الرهبنة يريد أن يترهب بدير أبو مقار، فرد عليه البابا قائلا أن هناك 52 راهب لديه أسمائهم تركوا دير أبو مقار (وصل عددهم إلى أكثر من 60 راهب في عظة آخرى للبابا شنودة عام 1991) وكثير منهم يعالجون نفسيًا فى مستشفى بهمن للأمراض النفسية وعند الدكتور رجائي دانيال.

+ معروف عن المتنيح قداسة البابا شنودة بإنه لا ينطق عن الهوى وفي ارتجاله يتمهل قبل نطق كل حرف .. فقد كان يضبط تعبيراته بدقة.. وفي رده على الخصوم لا يتكلم في شىء إلا إذا كان يعي خلفياته جيدًا، ولا يستخدم دليل لديه إلا إذا كان موثقا.. كان البابا شنودة لا يرتجل عن الهوى ناطقا الكلمات بلا حساب، فعندما يتكلم فهو يعني كل كلمة يقولها.. هذًا ردًا على كلام الصحفي كمال زاخر الذي سخر من حديث البابا شنودة عن الرهبان الهاربين من دير أبو مقار.

+ بعد الحدث مباشرة، وجه البابا تواضروس رسالة إلى رهبان دير أبو مقار قائلًا لهم: “أنتم آباء رهبان تنتمون إلى دير القديس العظيم مكاريوس الكبير ولا تنتمون إلى أي أحد آخر” وكرر تلك العبارة مرة آخرى بصياغة مختلفة للتأكيد، يا ترى من هو هذا الآخر؟ هل هو القمص متى المسكين؟ أم من؟

+ شارك الصحفي كمال زاخر المشهور بمعارضته للكنيسة في عهد البابا شنودة صورة تجمع عددًا من الأساقفة، هم الأنبا موسى، والأنبا أرميا، والأنبا بيشوي، والأنبا بنيامين، والأنبا إبرام، والأنبا أغاثون، والتي تحمل عبارة “جرحوك وأيضًا أسروك وطعام وحوش جعلوك”، تتوسطها صورة الأنبا أبيفانيوس، أسقف دير أبو مقار بوادي النطرون.. في إتهام رخيص لهؤلاء الأساقفة بقتل الأنبا إبيفانيوس!، والغريب أن بعد نشره هذا بفترة قام بمقابلة البابا وأعطاه نسخة من كتابه الجديد عن هذا الموضوع! .. الآن بعد اتضاح الحقيقة، هل من أي اعتذار ضد الآباء الأساقفة الذين هاجمهم؟!

+ تحدث نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب عن الأنبا إبيفانيوس قائلًا أنه تحدث معه في الأمور اللاهوتية وفي كتاباته، وقال أننا نختلف معه في التعليم ونختلف في الفكر ونختلف في المفاهيم، لكن لا يصل الإختلاف إلى القتل!، وأن هذه جريمة بشعة تمت بدم بارد.. وبالطبع هذا التصريح الرائع يعبر عن حقيقة السلوك عند الإختلاف في الفكر المسيحي والفكر الكنسي القبطي الأرثوذكسي.

+ لا توجد فئة من الناس تدافع عن الإيمان اسمها أتباع البابا شنودة أو الشنوديين، فالإيمان المستقيم للكنيسة لا ينسب لشخص، وإنما البدعة هي التي تنسب لصاحبها، وقد كان البابا شنودة في تعليمه مخلصًا لإيمان الكنيسة وآمينًا على فكرها حتى لحظة انتقاله.

+ ظهرت نتيجة التحقيقات الأولية والتي أفادت بأن الراهب أشعياء المقاري متهم أمام النيابة بقتل أنبا إبيفانيوس لأنه كان ينوي أن يجرده من رهبنته لارتكابه مخالفات مادية ولمخالفته لقوانين الرهبنة، وليس لأسباب عقائدية كما روج المفكر القبطي كمال زاخر وجمال أسعد وكما روجت الصحافة الجاهلة بكل ما يخص الشأن الكنسي، والتي تأخذ أخبارها من مصادر مؤدلجة تعادي الكنيسة منذ زمن كهؤلاء، ورغم ظهور نتيجة التحقيقات لا يزال كثير من هؤلاء بلا حمرة من الخجل يرددون سخافاتهم، قاموا بتحويل حادث جنائيّ طبيعيّ إلى قضية اغتيال مفكر وشخصية اصلاحية بسبب تعليمه وانتمائه للأب متي المسكين!.

+ في حوار للأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس أكد بشكل ما أن أشعياء المقاري هو القاتل، لكنه لم يذكر أي دليل على ذلك، ولكنه أنكر كذلك أن دافع القتل له أي علاقة بخلاف إيماني أو عقيدي.

+ صرح نيافة الأنبا رافائيل في محاضرة للآباء الكهنة بمصر الجديدة، أن من يسموا أنفسهم بالمستنيرين قد استغلوا فرصة مقتل أنبا إبيفانيوس أسوء استغلال، وقالوا أنه قُتل لأجل إيمانه! وأن الأساقفة المتحجرين وراء هذا القتل!! … لدرجة أن أحد القنوات الاخوانية أتهمت نيافته والمتنيح نيافة الأنبا بيشوي ونيافة الأنبا بولا بقتل الأنبا أبيفانيوس!

+ أكد الأنبا رافائيل أن هؤلاء المستنيرين استغلوا فرصة مقتل انبا ابيفانيوس لكي يجعلوه شهيدًا من أجل الإيمان لكي يحصلوا به على مكاسب في صراعهم.. وأضاف قائلًا: “واحد قتل في ظروف غامضة جنائية مال ده بقى ومال الإيمان”!، ثم وصف الأنبا رافائيل الحادثة بأنها “نتيجة خراب داخل الدير”.. وهو الخراب ذاته الذي تحدث عنه وحاربه المتنيح البابا شنودة.

+ في حوار لنيافة الأنبا سيرابيون أسقف لوس أنجلوس صرح بأن الراهب أشعياء المقاري ظهر في قناة الكرازة البروتستانتية وكان يصلي فيها بأسلوب غير أرثوذكسي، وهو أمر قد يكون معتاد من بعض رهبان دير أبو مقار لكنه يصبح مستحيل عند أي شخص يتبع البابا شنودة إيمانيًا ويتخذه قدوة له في ممارساته الروحية.

+ عالمنا لا يخلو من العثرات، وهذه الحادثة عثرة بلا شك.. ولكنها ليست أبدًا عثرة في الرهبنة القبطية، ولكنها عثرة تخص دير محدد في زمن محدد لمنهج محدد، فهي ثمرة من الثمار الفاسدة للتمرد على الكنيسة.. فدير أبو مقار أعتاد أن يكون غير خاضع للكنيسة منذ تولى القمص متى المسكين رئاسة الدير، ومنذ رفضه طاعة قرار القديس البابا كيرلس السادس بالعودة إلى الأديرة، لتتوالي ثمار ونتائج عدم الطاعة.

+ حدث هذا في دير من أعظم الأديرة المصرية! في اسقيط مكاريوس.. أكثر دير خرج من رهبانه بطاركة للكنيسة القبطية عبر العصور… هذه العثرة بدأت في النصف الثاني من القرن العشرين.. وبصراحة مع بداية تولي القمص متى المسكين للدير.

+ الرهبنة القبطية تعتبر من أنقى الرهبانيات في العالم.. فيها أشخاص يخطئون مثل أي طائفة أو جماعة بشرية.. ولكن نسبتهم قليلة بالنسبة للتيار الرهباني القبطي العام.. والعثرة الأخيرة لا تنسب للرهبنة القبطية بشكل عام.. بل تنسب كما أسلفنا لثمار منهج رهباني معين في دير معين في فترة زمنية معينة.. فكيف تُحاسب الرهبنة القبطية على عثرات جماعة رفضت أصلا الخضوع والتبعية للكنيسة على مدار عقود!

+ أقاموا حربًا جدلية لمحاولة إلصاق لقب “شهيد” بنيافة الأنبا أبيفانيوس، وكأن هذا اللقب هو الشىء الوحيد الذي يثبت نقاء السيرة!، وبعدما ثبت أنه لم يقتل لأجل أنه مسيحي فحاول البعض أن يسميه شهيدا لأنه شهد للمسيح بحياته! .. بهذا المنطق الملتوي يصير القديس أثناسيوس الرسولي حامي الإيمان وكل آباء وقديسي الكنيسة أولى بلقب شهيد.. إذا أفترضنا أن هؤلاء الرهبان قد قتلوه بالفعل، فهذا لا يعتبر استشهاد لأنه لم يقتل بسبب هويته المسيحية أو حتى العقائدية بل لخلاف إداري ومالي داخل الدير.

+ قال نيافة الأنبا سيرابيون عن هؤلاء المهاجمين للكنيسة أنهم مجموعات حاقدة على البابا شنودة.. نفس المفكرون والصحفيون الذين احتفوا بماكس ميشيل عند مجيئه.. لم يشبعوا بعد.. يريدون النيل من سيرة البابا شنودة حتى بعد انتقاله!

+ ما كان يحدث ببساطة وقتها في الصحف اليومية هو ترويج “اللاشىء” بإصرار، حتى وصلت القضية لبرامج “التوك شو” فتحول الأمر لمهزلة حقيقية ظهرت أمام شعبنا القبطي حتى نفروا وضجروا من الإعلام كله.. وجميعهم على موجة واحدة.. يرددون نفس “الكليشيهات المحفوظة” عن الأرثوذكس المتعصبين وعن الرهبان الدواعش!.. وهكذا ظلوا يكذبون حتى تحولت دعايتهم إلى طوفان من الأكاذيب المنفرة.. يصرون على أكاذيبهم التي لا تنطلي إلا على غير المطلعين، ويعيدوها ويزيدوها بكل الصور وكأن تكرارهم لها كافي لتثبيتها تاريخيًا، لو لديهم عقلاء لعرفوا أنهم على المدى البعيد سيخسرون كثيرًا لهذا العناد الطفولي.. لأنها مجرد هوجة وستمر.. ولن يبقى سوى سلوكهم أثنائها.. فلم يعد التزوير متاحًا في العصر الرقمي.

+ أما أغبى شىء صنعوه فهو نشر قوائم لصفحات مخلصة للكنيسة وإيمانها يزعمون أنها تعادي الكنيسة مع خلطها بصفحات قليلة تهاجم الكنيسة بالفعل، أغبي شىء يمكن أن تفعله في المواجهة هو ذكر أسماء المنابر الإعلامية لخصمك إلى الجماهير التي تتوجه إليها.. فهذه دعاية مجانية.. ولن يقوم أحد بعمل بلوك لهذه الصفحات إلا لو كان شخصًا قرر إلغاء عقله منذ زمن أصلًا.. فطبيعة الناس الفطرية هي الفضول وحب متابعة كل شىء.. فالصحيح أن تعلم الناس إفراز الأشخاص وتمييز الأفكار، هذا بالطبع لو كانت مزاعمهم صحيحة.. ولكن الواقع أن هذا كل ما لديهم.. فالفاشيين ليست لهم أسلحة سوى السخرية أو توجيه الإتهامات أما النقاش بالحقائق المجردة يفضح نواياهم.

+ في بداية القضية وقبل إعلان أسماء الرهبان المتهمين، لم نجد أحدًا من هؤلاء المستنيرين يريد معرفة من هو القاتل! أو يهدف لجلب حق المقتول من القاتل! .. كل ما كان يعنيهم حينها هو التجارة بدمه وفقط .. بل أن أحدهم تمنى وتوقع أن تقيد القضية ضد مجهول.. لكي يأسسوا عليها عقيدة وشخصية جديدة للكنيسة تناسب اللاهوت المعاصر كما لمح بذلك كمال زاخر.. ولكن الرب الإله لم يسمح لهم بذلك.

+ لكن نشر هذه الحقائق الموثقة التي تثبت أن القضية ليس لها علاقة بالإيمان لم يغير من الأمر شيئًا، ولم تهتم بمناقشتها وسائل الإعلام التي أشعلت الدنيا، بل وحتى لم تعرضها، فالرصاصة انطلقت وأصابت الهدف المطلوب، وانتشر الخبر الموجه كما تم نشره بالصيغة الأولى كالنار في الهشيم، مع ازدياد معدل الإرهاب الفكري للقضاء على أي محاولة جادة لتقصّي الحقيقة، وكان الوضع أقرب إلى المهزلة، حيث تم استحداث قضية من لاشىء، وافتعال ضجة ليس لها معنى.

+ ثم دخل إلى الهوجة ماكس ميشيل الذي أعلن من قبل أنه منشق عن الكنيسة القبطية، وأقام لنفسه كنيسة موازية ومجمع موازي، ورسم نفسه أسقف ثم رئيس أساقفة رغم أنه متزوج ولديه أولاد، ثم هاجم الكنيسة القبطية وعقيدتها والمتنيح البابا شنودة.

+ دخل على الخط أيضًا القس سامح موريس وقال أن الأنبا إبيفانيوس قُتل بسبب التعصب، وهو ما قاله أيضًا الراهب الكاثوليكي جون الدومنيكانى الذي هاجم المتنيح البابا شنودة والكنيسة القبطية وأساقفتها وأتهم شعبها بالجهلِ! ونشر هذا الهجوم في كتاب عن الأنبا إبيفانيوس نشره دير أبو مقار!

+ زعم الصحفي محمد الباز _الشهير بحملاته الصحفية ضد الكنيسة منذ سنوات طويلة_ في منشور على حسابه بفيسبوك، بوجود تنظيم أسمه “أبناء البابا شنودة” قام بإغتيال الأنبا أبيفانيوس!، ليس هذا هو المثير للسخرية في الموضوع، ولكن المثير للسخرية حقا بل وللشفقة، هو قيام كثير ممن يسمون أنفسهم بالمستنيرين بالتماهي مع حديثه بل ومشاركة منشوراته عن القضية، وبعدما أتضح أن زعمه هذا هو مجرد هراء، قام بالإعلان عن كتابه الجديد “رهبان وقتلة”، والمؤسف أن كتابه سيضلل المسلمين في الوقت الذي سيكون مثار سخرية المسيحيين، مثلما سخروا من حلقاته التلفزيونية عن هذه القضية، والتي ظهر فيها أمام الأقباط حجم الضحالة ومستنقع الأخطاء في الأمور البديهية التي تخص المسيحيين وثقافتهم، وهي أخطاء لا يسقط فيها أصغر مُطلع وليس متخصص.

+ كانت تعليقات المذيع محمد الغيطي عن القضية أكثر ضحالة، خاصة عندما كان يحاول أن يبدوا كأنه متخصصًا في الشئون الكنسية وعالمًا ببواطن الأمور فيها، وكأنه لم يكتفي من هجومه السابق على نيافة الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، ليبدأ في الغمز واللمز في سيرة البابا شنودة مع مديح وتعظيم غير عادي للقمص متى المسكين كعادة الوسط الصحفي!

+ في اجتماع لمجموعة من العلمانيين التابعين لمؤسسة المصريين برئاسة القس المشيخي رفعت فكري، والداعمة للمدعو ماكس ميشيل، وفي ضوء الحادث الأخير في دير أبو مقار، طالبوا في بيان لرئيس الجمهورية بتجديد الخطاب الدينى المسيحى و مكافحة الارهاب المسيحى! وأكدوا على ضرورة أن يتعامل الرئيس مع الإرهاب المسيحي مثلما يتعامل مع الإرهاب الإسلامي.

+ خالف الراهبين يوئيل المقاري وباسيليوس المقاري توصية لجنة شئون الأديرة بمنع التحدث للإعلام، وكأن من حق هؤلاء فقط أن يتحدثوا للإعلام ضاربين بهذه التوصية عرض الحائط، أما باقي رهبان الدير خاصة الشهود الذين أكدوا براءة الراهبين فلا يحق لأي منهم الحديث.

+ في تسجيل صوتي للراهب يوئيل حمل قداسة البابا شنودة مسئولية التسيب الذي حصل في الدير وقال ان التسيب دخل الدير بعد زيارة الانبا شنودة الثالث!.. وهنا نسأل الراهب يوئيل: البابا شنوده كان مسئولًا عن أكثر من 30 دير على مستوى العالم لمدة 40 سنة، لماذا لم تحدث هذه المهزلة في أي دير آخر من الأديرة التي تدعي أن رهبنتها غير حقيقية؟!، ولماذا لا نرى هذه السلوكيات في مئات الرهبان الذين رسمهم البابا شنودة في كل أديرة الكرازة!

+ تقدم نيافة الأنبا سيرابيون بشكوى رسمية للمجمع المقدس ملخصها ضرورة اتخاذ موقف من الراهب يوئيل المقاري بسبب توجيهه لإتهامات باطلة إلى المتنيح البابا شنودة، وقد تمت الاستجابة إلى مطلبه بصدور قرار لوقفه لمدة عام عن الممارسات الكهنوتية.

+ يقولون أن هذه الدفعة الأخيرة من الرهبان رسمهم البابا شنودة بغرض خلخلة الوحدة الفكرية داخل الدير، وأنه لابد أن يرحلوا! .. ولو كان هذا حقيقيا بالفعل، من حقنا أن نسأل: وماذا عن وحدة الفكر داخل الكنيسة الواحدة؟ وماذا عن دير لا يلتزم بمنهج وزي الكنيسة الرسمي ويرفض طاعة الكنيسة حتى في إقامة القداسات!

+ من الضروري أن نتحدث ولو قليلًا عن تاريخ دير أبو مقار في التمرد على الكنيسة وإيمانها المستقيم في ظل إدارته الحديثة منذ بداية السبعينات، لنعرف هل هذه الثمار السيئة تخص البابا شنودة كما يدعي هؤلاء أم فقط تخص إدارة دير أبو مقار منذ بداية السبعينات.

+ الراهب يوئيل المقاري عبر تاريخه كان يخالف قرارات الكنيسة، وأساء إلي الكنيسة القبطية وآبائها في كتابه المرأة والتناول.. واستمر في طباعة و توزيع ألاف النسخ من كتابه هذا، حتى بعد صدور قرار وتوضيح المجمع المقدس ضد ما جاء بهذا الكتاب.

+ يوئيل المقاري تم إتهامه سابقًا من تلاميذ القمص متى المسكين أنفسهم وعلى رأسهم الراهب كيرلس المقاري والراهب يوحنا المقاري.. اتهموه بمخالفة قرارات وتعليمات المجمع المقدس والبابا شنودة!.. وبشراء أراضي بالملايين بدون ضابط وبالخروج عن السلوك الرهباني!.. وباستغلال اسم الدير في مشروعات لا علاقة لها بالدير!

+ الراهب باسيليوس المقاري هاجم الرهبنة القبطية في باقي الأديرة، وهاجم القرعة الهيكلية التي أتت بالبابا شنودة الثالث وأدعي أنها كذبة صدقها الأقباط، وأدعي أن الانبا ميخائيل طلب منه طلب غير قانوني لكي يوافق على رسامته كاهنًا، وقال أن كتابات القمص متى المسكين أكثر قداسة من المجمع المقدس.

+ عام 1985م قام دير أبو مقار بعمل محاكمة زائفة للمتنيح الأنبا مكاري حينما كان راهبًا، تحت رعاية وموافقة القمص متى المسكين، وقاموا بطرده من الدير دون شفقة واضطر أن يسير على قدميه من دير أبو مقار إلى دير الأنبا بيشوي لأن لم يكن معه أي نقود، وهناك استقبله البابا شنودة واحتضنه في الدير وبعدها رسمه أسقفًا ومات شهيدًا بعد رعاية شعبه بأمانة في سيناء.. وكذلك نيافة الأنبا بيسنتي هرب من الدير لحجم عثراته.

+ انتحر الراهب رويس المقاري عام 1996م بسبب الاضطهاد الذي تعرض له داخل الدير وتكتم الرهبان على الخبر.

+يحكي كتاب “اعترافات راهب مصري” للراهب السابق جوارجي المقاري عن فظائع وكواليس صادمة داخل الدير، وأكد الكتاب ما قاله المتنيح البابا شنودة عن الرهبان الهاربين الذين يعالجون نفسيًا في مستشفى بهمن.

 
+ كثير من رهبان الدير خالفوا الكنيسة وأسسوا أديرة أخرى خارج الدير وقاموا بجمع التبرعات لذلك، منهم الراهب الراحل إليشع المقاري والراهب يعقوب المقاري، أي أن كان موقفنا منهم.
 

+ من الثمار الإيمانية لدير أبو مقار.. نجد راهب يصرح بأفكاره الربوبية واللادينية على فيسبوك!، وراهب آخر يترجم كتاب كاثوليكي أسمه “حياة الرب يسوع التفصيلية” وهو كتاب لا يمكن وصفه سوا بأنه كتاب حقير ملىء بالأفكار الشاذة والخرافات الكارثية ضد الرب يسوع المسيح نفسه! وضد القديسة العذراء مريم.

+ طالبًا إكليريكيًا أسمه سعيد مرقس فقط قضى سنة واحدة في دير أبو مقار فخرج مشككًا في عدد الأسرار السبعة، ثم شكك في الأسرار نفسها، ثم تحول للبروتستانتية وكتب ضد جسد المسيح ودمه ورد عليه وقتها القمص مرقس عزيز.

+ ثروت فؤاد مدير التحرير السابق لمجلة مرقس _التي تصدر من الدير_ قام بتأليف كتاب ضد الأجبية، ثم بعدها تحول إلى فكر البروتستانت البلاميس وأصبح رئيس تحرير مجلة البلاميس! ثم قام بعدها بتأليف كتاب عن التقليد هاجم فيه التقليد وهاجم القمص متى المسكين نفسه!

+ قام بعض رهبان دير أبو مقار بمشاركة المحروم من الكنيسة الدكتور جورج حبيب بباوي في إصدار بعض الكتب، ومعروف أن الدكتور جورج بباوي تم حرمانه من المجمع المقدس في عهد البابا شنودة، وحرمان بعض كتبه في عهد البابا تواضروس لتأليفه كتب مزورة قال فيها كلاما زائفا على لسان البابا كيرلس السادس، وأيضًا وضع أفكاره اللاهوتية الخاطئة على لسان شخصية أخترعها تدعى الأب صفرونيوس!

+ نعود إلى جريمة القتل التي صدر بشأنها الحكم الأخير على الراهب أشعياء المقاري بالإعدام، ليصدر كل منا رأيه الشخصي في الموضوع من خلال سياق التحقيقات وجلسات المحاكمة.

+ توفي فجأة أب اعتراف الراهب أشعياء المقاري وهو الراهب زينون المقاري (43 عامًا تقريبًا)، حدث ذلك أثناء إقامته بدير المحرق، وكان سيدلي بشهادته في قضية مقتل رئيس دير أبومقار، وقد سبق وفاته مباشرة أن الرهبان سمعوا صراخًا من داخل قلايته مما دفعهم إلى الدخول ليجدوه يعاني من آلالم شديدة بالبطن فتم نقله إلى مستشفى سانت ماريا بأسيوط، وقال الطب الشرعي بعدها أنه توفي بسبب التسمم، وهو أمر يدعو للريبة حتى لو كان أشعياء المقاري هو القاتل بالفعل.

+ رأي معظمنا بعض جلسات المحاكمة المسجلة المنشورة عبر الإنترنت، ورأينا دفاع المتهمين ومحامين الدفاع، وشاهدنا تصريحات الراهب أشعياء المقاري عن كواليس التحقيق معه، وقال أنه قد أعترف بالجريمة تحت ضغط.

+ وأخيرًا.. بخصوص الحكم الصادر ضد الراهب إشعياء المقاري بالإعدام شنقًا.. نحن لا نزعم معرفة الحقيقة بخصوص هذه الجريمة، ولكن من حقنا أن نتشكك لأن الأمر كله منذ بدايته مريب حقًا!.. كل من تابع القضية بتدقيق وشاهد المرافعات بتمعن سيفهم انه لا يوجد أي دليل ضد الرهبان سوى الاعتراف الذي تراجعوا عنه.. فيما عدا ذلك فكل الأقوال متضاربة، وكل ظروف التحقيق مريبة جدًا، والشهود من رهبان الدير خلال المحاكمات نفوا تمامًا عن الرهبان تهمة القتل، ولم يصلنا حتى الآن أي رد على كل هذه الشكوك.

+ بعد تفريغ المكالمات تم إثبات أن الرهبان لم يتفقوا على قتل أبدًا مثلما أشارت لذلك النيابة، كذلك قالت النيابة أن الرهبان حاولوا قتل الأسقف أبيفانيوس من قبل وأتضح بعدها أن الأسقف كان وقتها خارج البلاد بشهادة تحركات من وزارة الداخلية.

+ حتى آداة الجريمة المستخدمة في القتل أختلف بخصوصها الأطباء في الطب الشرعي إذا كانت بالفعل يمكنها أن تتسبب في الجرح القطعي الذي أدى إلى وفاة الأنبا إبيفانيوس، وبعدها ظهرت الصور الفوتوغرافية التي أكدت أن هذه الآداة لا تؤدي إلى خروج المخ بهذا الشكل.

+ لا يحدثنا أحد عن أي فساد قد أرتكبه هؤلاء الرهبان، أو حتى عن أي سلوكيات غير منضبطة قاموا بها كما يقال، فالفساد ليس له علاقة بجريمة قتل، دعونا نسأل ما هي حيثيات الحكم؟ ما هي الأدلة القاطعة التي تثبت ارتكاب هؤلاء للجريمة؟ وحتى لو كان الراهب أشعياء هو القاتل فمن حقنا أن نطلب دليل آخر غير الاعتراف حتى تطمئن قلوبنا.

+ ما يثير الشك هو تهافت صحفيين مثل محمد الباز وروبير الفارس وسارة علام وكمال زاخر وهم معروفين بهجومهم الدائم في الصحف على إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لتأليف كتب يتهمون فيها الرهبان بالقتل بدون دليل وقبل حتى إصدار الحكم!، ويستغلون هذه الحادثة للهجوم على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والمتنيح البابا شنودة الثالث في ربط غريب وغير منطقي كما ذكرنا، والهدف منه هو الحرب على كل من يتمسك بالإيمان المستقيم الذي حافظت عليه الكنيسة القبطية على مدار قرون.

+ كل هذا يستدعي منا موقفين، الموقف الأول هو المطالبة بمعرفة أدلة وحيثيات الحكم الصادر على الراهبين بالإعدام، وبالطبع سنرضى بأي نتيجة طالما كانت الأدلة قاطعة، وثانيا علينا أن نأخذ موقف واضح من هؤلاء المتربصين للكنيسة وإيمانها، بما فيهم الذين لا يتورعون عن التلفيق والكذب من أجل (فش غليلهم) من المتنيح البابا شنودة الذي سيظل هو من هو في التاريخ مهما حاول أمثالهم أن يفعلوا بأسلوب منحط ومثير للشفقة.

+ في الختام لا يسعنا وليس بيدنا سوى أن نردد ما قاله المتنيح البابا شنودة قائلين:

“كم من أناس دبروا تدابير خطيرة ضد الكنيسة كانت محكمة جدا ومتقنة للغاية، ولكنها فشلت لسبب واحد أغفلوه أو نسوه. وهو أنهم لم يجعلوا الله أمامهم، لم يفكروا أن الله موجود وأنه قادر أن يكسر كل فخاخهم”

“مُبرئ المذنب ومُذنب البريء كلاهما مكرهة الرب”
(أم 17: 15)

“الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم”
(مز 2: 4)

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى