الإيمانالشجرة المغروسةبدع حديثةموضوعات مسيحية

عن البدعة الغنوسية.. بقلم البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص

انتصرت المسيحية على أتباع الفلسفة النوستيكية Gnosticism أي (المعرفة) أولئك الذين ادعوا بأن لهم معرفة خاصة بالله وبالعالم تفوق ما لدى سائر البشر. وتجد جذور هذه البدعة في كتابات يهودية في تلك الحقبة الزمنية، منها كتابات فيلو الاسكندري اليهودي (20ق.م ـ 40ب.م).

وقد علقت النوستيكية أهمية كبرى على طبيعة اللّه وعلاقته تعالى مع العالم. كما بحثت طبيعة البشر. وقال أتباعها إن اللّه هو كلي الصلاح، ولكن لماذا خلق العالم المادي الشرير؟ وعندما طبّقت هذه النظرية على العقيدة المسيحية، اعتُبِر يسوع الكائن الإلهي الأعلى الذي كان الإله الحقيقي قد أوجده. ــ والعياذ بالله ــ وقالوا أيضًا أن يسوع لم يأخذ جسدًا حقيقيًا لأنه كان أقدس من أن يتصل بمادة الجسد الشريرة، لذلك فقد كان يسوع روحًا فقط ظهرت بشكل إنسان.

وحوّر هؤلاء (العارفون) أيضًا عقيدة الفداء المسيحية لكي تتناسب مع نظريتهم الغريبة عن الخطية والشر… وقال بعضهم بما أن الجسد شرير، ويُطرَح إبان الموت، فعليه ليس من الخطأ أن يعيش الإنسان في أسوأ حالات الدعارة، لأن الروح تبقى نقية في وسط أي فسق جسماني. كما قال آخرون، طالما الجسد شرير فيجب أن يعامل بقسوة ليتحمل الجوع والعطش والتعب والإهمال.

وهكذا نرى أن فكرتي التمرغ بالخطية، والزهد، المتناقضتين تتفرّعان من أصل واحد هو فلسفة (العارفين).

مثلث الرحمات مار إغناطيوس زكا الأول عيواص
القانون العقيدي لكنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية

الصورة للصليب الغنوسي، وهو صليب داخل دائرة.. يعتبر رمز للغنوسية

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى