الإيمانالشجرة المغروسةلاهوت مقارنملفات إيمانيةموضوعات مسيحية

نيافة الأنبا يوسف يكتب ضد بدعة اللاطائفية

تعليم خطير وغريب بدأ ينتشر فى الكنيسة الأرثوذكسية ويتلخص هذا التعليم في الآتي:

* هناك فرق بين وحدانية العقيدة ووحدانية الحب.

* وحدانية العقيدة ستأخذ سنين طويلة وربما لن نصل إليها إذا لنحيا وحدانية الحب كما نصلى في القداس الإلهي “وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا”

* الكتاب المقدس نادى بوحدانية الحب ووحدانية التنوع (1كو12) ووحدانية الخضوع.

* وحدانية التنوع هي وحدانية تنوع العقيدة.

* الوحدانية لن تحدث لن تحدث إذا أردنا إزالة الفروق العقائدية أولاً لكن لنحيا وحدانية الحب وهنا ستزول الفروق والحواجز العقائدية.

* يمكننا أن نحيا الوحدانية بينما الأرثوذكسي هو أرثوذكسي والبروتستانتي هو بروتستانتي والكاثوليكي هو كاثوليكي.

* كل شخص من أي طائفة يتحد مع الله وفى الله سنتحد كلنا معا.

* هذه الثلاثة طوائف “الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية” هي صورة للثالوث القدوس وكما أن الثالوث واحد هكذا هذه الطوائف الثلاثة واحد “وحدة حقيقية وليست وحدة شكلية من أجل الصور والتلفزيون” ولن نستطيع إعلان إيماننا بالثالوث ولن نفهمه إن لم نؤمن بوحدة الثلاثة طوائف وحدانية المحبة.

* الذى يؤمن بوحدانية تنوع العقيدة هو من الله أما الذى لا يؤمن بوحدانية تنوع العقيدة هو متعصب أعمى ليس من الله بل من إبليس.

أليس هذا هو فكر اللاطائفية البغيض. إن خطورة هذا التعليم أنه يقدم السم في العسل فالكلام عن الوحدانية وطرح روح التعصب الأعمى كلام جميل مثل العسل ولكن رفض العقيدة السليمة هو السم المدسوس فى العسل.

ألم يقل معلمنا بولس الرسول “إنى أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذى دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر, ليس هو آخر, غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح. ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن «أناثيما» كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضا: إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم، فليكن «أناثيما». أفأستعطف الآن الناس أم الله؟ أم أطلب أن أرضى الناس؟ فلو كنت بعد أرضى الناس لم أكن عبدا للمسيح.” (غلاطية1: 6-10)

وأيضًا قال معلمنا بولس الرسول “وأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات. خلافا للتعليم الذى تعلمتموه، وأعرضوا عنهم. لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم. وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء” (رو 16: 18,17)

مسكين يا معلمنا بولس الرسول لأنك لم تتعلم وحدانية القلب التي للمحبة. لنتأمل تعليم بولس الرسول لأنه يوضح لنا الحقائق التالية:

* هذا التعليم عن وحدانية تنوع العقيدة لن ينشئ وحدانية بل على العكس سينشئ الشقاقات والعثرات.

* هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح.

* هؤلاء خداعين ومضلين.

* يحب أن نعرض عنهم.

لكى نرد على هذة الهرطقات والبدع التى تسربت داخل كنيستنا دعنا نتساءل:

أولاً: هل يمكن أن تقوم الحياة الروحية بدون العقيدة الدينية؟

تنادى هذه الهرطقة بأن كل شخص من أي طائفة يتحد مع الله وفى الله سنتحد كلنا معا. فهل يمكن أن أتحد مع الله ويكون لي حياة روحية حقيقية بينما عقيدتي الدينية خطأ ولا أعرف الحق الذي سيحررني (يو 8: 32). وهنا نقول أن كانت العقيدة سليمة فستكون الحياة الروحية سليمة وإن كانت العقيدة سقيمة فستكون الحياة الروحية سقيمة أيضا.

يقول معلمنا بولس الرسول “حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت أساسا وآخر يبنى عليه فأنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسا آخر غير الذى وضع الذى هو يسوع المسيح ولكن أن كان أحد يبنى على هذا الأساس ذهبا فضة حجارة كريمة خشبا عشبا قشا فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيبينه لأنه بنار يستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو أن بقى عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة” (1كو 3: 10-14)

إذن للديانة المسيحية أساس وهذا الأساس هو الإيمان بالسيد المسيح المسلم مرة للقديسين (يهوذا 3). وعلمنا ربنا يسوع المسيح أن المحبة هي حفظ الوصية “أن كنتم تحبونني فأحفظوا وصاياي… الذى عنده وصاياي ويحفظها فهو الذى يحبني, والذى يحبني يحبه أبى، وأنا أحبه، وأظهر له ذاتى … إن أحبني أحد يحفظ كلامى, ويحبه أبى, وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً… إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي, كما أني أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته … أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم به.” (يو 14: 15, 21, 23, يو 15: 10 , 14)، والوصية تشمل العقيدة فلا حب حقيقي لله أو للأخر من خلال عقيدة خاطئة.

ويقول معلمنا ماريوحنا “وأما من حفظ كلمته, فحقا فى هذا قد تكملت محبه الله. بهذا نعرف أننا فيه … وهذه هي المحبة، أن نسلك بحسب وصاياه. هذه هي الوصية، كما سمعتم من البدء أن تسلكوا فيها” (1 يو 2: 5, 2 يو 6).

نستطيع أن نقول هنا أنه يستحيل أن تكون هناك حياة روحية سليمة دون أساس من الإيمان السليم والعقيدة السليمة ويستحيل أن تكون فينا وحدانية القلب التي للمحبة دون حفظ وصايا الله والتي تشمل وصاياه الإيمانية والعقائدية.

ثانياً: ما معنى وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا؟

لقد أوصانا الرب أن نحب الجميع حتى الأعداء أيضا, نحب المسيحيين وغير المسيحيين, نحب الملحدين وشهود يهوه والمورمون واليهود والبوذيين. نحب الجميع بلا تفريق. فهل نحن في وحدانية غير شكلية مع هؤلاء؟ لماذا نطبق وحدانية الحب على الثلاثة طوائف المسيحية فقط؟ هل نحن لا نحب الأخرين؟

ربما يقول البعض لأن هذه الطوائف المسيحية الثلاثة تتحد في مبادئ المسيحية الأساسية مثل لاهوت السيد المسيح وعقيدة الصلب والقيامة, وهنا أتساءل وماذا عن باقي العقائد مثل الأسرار الكنسية ودور الأعمال والجهاد الروحي في الخلاص .. إلخ. هل هذه العقائد ضرورية ولازمة أم يمكن التغاضي عنها. هل التناول (يوحنا 6) والمعمودية (يوحنا 3, رومية 6) والجهاد الروحي (يعقوب 2) لازم لخلاص الإنسان أم لا؟

نصلي في القداس الإلهي “اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا ونجد نصيبًا وميراثًا مع كافة قديسيك”

إذن الوحدانية تتحقق من خلال تناولنا من وشركتنا في جسد المسيح الواحد “كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، أليس هو شركة جسد المسيح؟ فإننا نحن الكثيرين خبز واحد، جسد واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد” (1كو 10: 16-17) فكيف نتكلم عن وحدانية حقيقية وليست شكلية مع من لا يؤمنون بسر التناول؟

ثم ما هي المحبة؟ إن رأيت أخي الذي أحبه بالحق مريضاً مرضاً يؤدى به إلى الموت فهل المحبة أن أتركه كما هو أم أسعى لعلاجه وشفاءه. إن رأيت أخي الذي أحبه بالحق سائرا في طريق خطأ يبعده عن هدفه وخلاص نفسه وأبديته، فهل المحبة أن أتركه سائراً في هذا الطريق الخطأ أم أسعى لقيادته للطريق السليم. ألم يحذرنا الكتاب أنه توجد طرق تبدو للإنسان أنها مستقيمة ولكن عاقبتها الموت (أمثال 16: 25), فهل المحبة هي أننى أرى أخي سائرًا في هذه الطرق التي تبدو مستقيمة في عينيه وأقبله كما هو ولا أرشده ولا أقوده إلى طريق الحياة؟

مسكينة أيتها المحبة, كثيرون يتحدثون باسمك لكي يخدعوا البسطاء والسلماء ويقودونهم إلى الهلاك.

إذن نستطيع أن نقول إننا عندما نتكلم عن المحبة فنحن نتكلم عن محبة حقيقية غير شكلية للجميع سواء كانوا مسيحيين أم غير المسيحيين “هكذا أحب الله العالم” (يو 3: 16) ولأننا نحبهم حب حقيقي غير شكلي، لابد لنا من أن نقودهم في طريق الإيمان القويم والعقيدة السليمة، ولكن عندما نتكلم عن الوحدانية الحقيقية غير الشكلية فنحن نتكلم عن وحدانية الإيمان والعقيدة والمحبة في آن واحد.

ثالثاً: ما هي وحدانية التنوع التي تكلم عنها بولس الرسول في 1كو 12؟

في 1 كورنثوس 12 لا يتحدث معلمنا بولس الرسول على تنوع العقيدة بل يتحدث عن تنوع المواهب والخدم والأعمال ففي آية 1 يقول “وأما من جهة المواهب الروحية” وفى عدد 4-6 يقول “فأنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذى يعمل الكل في الكل” ولكن عندما تكلم عن العقيدة قال في عدد 13 “لأننا جميعنا بروح واحد أيضا اعتمدنا إلى جسد واحد يهودا كنا أم يونانيين، عبيدا أم أحرارا، وجميعنا سقينا روحا واحدا”.

وفى أفسس 4 الذى فيه تكلم أيضا عن المواهب في عدد 11 أكد على أهمية الإيمان الواحد حين قال “مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضا في رجاء دعوتكم الواحد رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة إله وآب واحد للكل” (أفسس 4: 3-6)

وقال في عدد 12، 13 أن الله أعطى المواهب “لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهى جميعنا إلى وحدانية الإيمان” أي أن المواهب المتعددة والمتنوعة أعطيت للكنيسة من أجل أن نصل جميعنا إلى الإيمان الواحد ووحدانية الإيمان فكيف ننادى بوحدانية حقيقية غير شكلية دون أن يكون لنا وحدانية الإيمانية.

إنه من الخداع بمقدار أن نقول أن بولس الرسول تكلم عن وحدانية تنوع العقيدة ونشبه العقائد المختلفة بالأوتار المتنوعة في القيثارة الواحدة ونخلط بين تنوع المواهب واختلاف العقائد.

إن التنوع في الثالوث القدوس هو تنوع في الصفات الإقنومية فالآب والد للأبن وباثق للروح القدس والأبن مولود من الآب والروح القدس منبثق من الآب, وهناك تنوع أيضا في الوظائف فعلى سبيل المثال الأزمنة والأوقات جعلها الآب في سلطانه (أع 1: 7)، والدينونة أعطيت للأبن لأن الآب لا يدين أحدا (يو 5: 22), لذا من الخطأ الشديد تشبيه الطوائف الثلاثة التي يوجد بينها اختلافات عقائدية جوهرية بالثالوث القدوس ونقول كما أن الثالوث هو واحد هكذا الثلاثة طوائف هم واحد.

رابعاً: كيف نكون خليقة جديدة في المسيح يسوع؟

لقد سئل أحد الآباء هل سيدخل البروتستانت السماء؟ فرد قائلا بدون تردد “لن يدخل البروتستانت السماء” ثم صمت قليلا وأردف قائلا “ولا الكاثوليك” وصمت ثانية ثم قال “ولا الأرثوذكس” وبعدها قال “بل من هو خليقة جديدة في المسيح يسوع هو الذى سيرث السماء” وتم تفسير هذا الرد بأن له هذه الخليقة الجديدة بغض النظر عن طائفته سيرث السماء.

ونتساءل ههنا كيف نكون خليقة جديدة في المسيح يسوع؟

يقول معلمنا بولس الرسول “إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو 5: 17)، فكيف نكون في السيد المسيح؟

أولاً:
 لابد من الإيمان به “الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يو 3: 36). فالإيمان بالسيد المسيح شرط أساسي لكي نكون هذه الخليقة الجديدة فيه. والإيمان هنا يعني قبول المسيح السيد المسيح كمخلص وفادى وأيضا يعنى العقيدة السليمة كما يعنى أيضا الثقة في الله.

ثانيًا:
 لابد من حياة التوبة والنقاوة ويتبعها الاعتراف بالخطية لمغفرة الخطايا “لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأى اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟” (2كو 6: 14-16)، فكيف نتحد بالسيد المسيح ونكون فيه ونصير خليقة جديدة ونحن خطاه؟ لابد من مغفرة الخطية بالتوبة والاعتراف حتى يتم الاتحاد” إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (1يو 1: 9) ومن هنا لكي تتم المغفرة يجب التوبة عن الخطية والاعتراف بها أمام الله في حضرة وكلاءه الكهنة الذين نالوا سلطان مغفرة الخطايا على الأرض “ولما قال هذا نفخ وقال لهم “اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يو 20: 22, 23).

ثالثًا:
 المعمودية التي بها نتطهر أيضا من خطايانا ونولد ميلادا ثانيا من الروح القدس فنتقدس ونتحد بالسيد المسيح ونصير خليقة جديدة “لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” (غل 3: 27) وأيضا يشرح معلمنا بولس الرسول عمل المعمودية في التطهير قائلا “لكى يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب” (أف 5: 27)، وقد اختبر معلمنا بولس الرسول فاعلية المعمودية في التطهير وغسل الخطايا حين اعتمد وقال له حنانيا “والآن لماذا تتوانى؟ قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب” (أع 22: 16)، كما يؤكد هذا أيضا معلمنا بطرس الرسول عن المعمودية حين قال “مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح” (1بط 3: 21).

رابعًا:
 مسحة الروح القدس التي تجدد الإنسان وتجعله خليقة جديدة هيكلا لله “ولكن حين ظهر لطف الله مخلصنا الله وإحسانه _ لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته _ خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذى سكبته بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته, نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية” (تى 3: 4 -7). هذه المسحة ننالها عن طريق مسحة الميرون (1 يو 2: 20, 27) ووضع اليد (أع 8: 17)، والنفخة المقدسة (يو 20: 22) في سر الميرون المقدس.

خامسًا:
 التناول من الأسرار المقدسة كما قال السيد المسيح له المجد “إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم، من يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير لأن جسدي مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه، كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد” (يو 6: 53- 58) فلا ثبات في السيد المسيح بدون تناول ولا توجد خليقة جديدة بدون تناول.

سادسًا:
 السلوك بالروح كخليقة جديدة في المسيح يسوع “نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها؟ أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة؟” (رو 6: 3, 4) وأيضا “لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله” (رو 8: 13, 14), ويؤكد أيضا أهمية السلوك بالروح قائلا “اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد … ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات, إن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضا بحسب بالروح ” (غل 5: 16, 24, 25).

من هذا كله يتضح أنه لابد من عقيدة سليمة وإيمان سليم وممارسة سليمة للأسرار الكنسية وسلوك وجهاد روحي حتى نصير خليقة جديدة وارثين لملكوت السموات, فكيف لمن لا يؤمن بهذا كله يصير خليقة جديدة؟

خامساً: من هم أولاد الله ومن هم أولاد إبليس؟

وبعد هذا كله نتساءل من هو ابن الله ومن هو ابن إبليس؟ يقول السيد المسيح “أنتم من أب هو إبليس, وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتالا للناس من البدء، ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب (يو 8: 44). إذن من ليس فيه الحق ويعلم بالكذب ويضل الناس هو ابن لإبليس.

والآن عليك أن تختار إما أن تسلك في الحق وتثبت فيه وتشهد له فتصير خليقة جديدة وتكون ابنا لله وإما أن تتبع الكذب وتصدق الضلال وتحيا في خداع فتكون ابنا لإبليس.

إلهنا القدوس نتضرع ونطلب إليك أن تفتح عيون قلوبنا وتنير اذهاننا لكي نعرف الحق فنتحرر ونكون أبنا لك، خليقة جديدة ثابتين فيك إلى الأبد. آمين.

عن موقع 
www.suscopts.org

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى