الأنبا موسى يتحدث عن عقيدة الفداء والكفارة والبدع الحديثة المثارة حولها
في محاضرة حول الفداء والكفارة بمؤتمر العقيدة الأرثوذكسية عام 2007، قام نيافة الأنبا موسى بتوضيح تعليم الكنيسة.. للرد على تعليم الدكتور جورج بباوى.
وقد استرسل نيافة الانبا موسى في شرح نظريات الفداء والرد عليها موضحا أن السيد المسيح قد تجسد ليحقق لنا أربعة أهداف وهى التعليم والفداء والسكنى في الإنسان وتأسيس الكنيسة المقدسة، مؤكدا أن الصليب تحقق فيه المحبة العادلة والعدل المحب الذي رفع عن البشر الموت والعقوبة..
مؤكدا على أن الصليب ليس ذبيحة محبة فقط، وإنما ذبيحة كفارة أيضًا
وتناول نيافة الأنبا موسى هذا الموضوع من خلال ثلاث محاور:
ماذا يثار حول هذه العقيدة؟
ماذا قال القديس أثناسيوس الرسولي؟
ماذا يقول الآخرون؟
السيد المسيح قد تجسد ليحقق لنا أربعة أهداف وهذا نعرفه من خلال القديس اثناسيوس الرسول ومن تعليم الكنيسة المستقر:
الهدف الأول: التعليم
السيد المسيح تجسد ليعلمنا،
ويعطينا القديس اثناسيوس مثل المعلم الحكيم.
“كمعلم حكيم نزل إلى تلاميذه”
المدرس الشاطر ليس الذي يتكلم في أمور عالية، وبأسلوب صعب غير مفهوم وغير مشروح، ويترك تلاميذه هكذا في حالة عدم فهم، بل ينزل إلى مستواهم.
الهدف الثاني: الفداء،
كان لابد أن يموت الفادي الإله المتجسد عننا،
لهذا تجسد لكي بلاهوته المتحد بناسوته يستطيع أن يفدينا ويموت عنا.
الهدف الثالث: السكنى في الإنسان.
اتحاد اللاهوت والناسوت مهد لسكناه فينا بروحه القدوس:
“من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه”
“من يحفظ وصاياي أبي أحبه وأنا أحبه وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا”
“المسيح فيكم رجاء المجد”
الهدف الرابع: تأسيس الكنيسة المقدسة.
لأن الكنيسة هي جسد المسيح فمن خلال التجسد أصبح الله ساكنًا فينا، نحن الذين على الأرض ومعنا القديسين في الفردوس، أما رأس الجسد فهو الرب يسوع المسيح رأس الكنيسة وعريسها.
النقطة التي نختلف فيها مع الأخ الحبيب د جورج:
في كتابه “القديس أثناسيوس الرسولي في مواجهة التراث الديني غير الأرثوذكسي” يقول:”علينا أن نميز بين مسألتين كل منهما لا تقل أهمية عن الأخرى، وهما العقيدة وشرح العقيدة”
لا نوافق على هذا لأننا لا نقدر أن نميز بين العقيدة وشرحها،
لا يوجد شرح دقيق للعقيدة ما لم أفهم مفردات العقيدة،
يجب أن نفهم العقيدة بطريقة سليمة لكي نشرحها بطريقة سليمة.
لأن الشرح يمكن أن يصل بنا إلى خطأ قد يصل إلى حد الهرطقة كما حدث مع نسطور واوطاخى.
لماذا يقول هذا، لأنه في كتابه يقول:
نركز على الحياة وليس على الموت.
نركز على محبة الله، وليس هناك عقوبة.
نركز على تجديد الإنسان ونترك حكم الموت.
نركز على التجسد أكثر من الصليب.
ونحن نرفض ذلك
حياة المسيح أعطاها لنا بعد موته على الصليب،،
المسيح على الصليب قدم المحبة ولكن هذا لا يلغى انه وفاء للدين والعقوبة علينا..
حكم الموت رفع على الصليب،، وأعطانا حياة..
التجسد من أهم أسبابه أن يموت عنا.. أي الصليب
لهذا لا يصح أن نركز على شيء ونترك أخر..
لقد أخذنا عقيدتنا من:
الكتاب المقدس وأقوال الآباء..
وتاريخ الكنيسة وصراع الكنيسة مع الهراطقة..
ومن الليتورجيا ومن القداس..
ومن التسليم والتقليد الرسولي والكنسي المستمر..
في كتاب د جورج أمتدح ثلاث شخصيات تعنى إننا مستلمين الإيمان الكنسي من أثناسيوس عبورًا بهم:
الأنبا ساويرس ابن المقفع: القرن الحادي عشر (الدر الثمين في إيضاح الدين)
الأنبا يوحنا أسقف البرلس: (انه في أيامه شاعت ميامر كثيرة كاذبة وقد أبطلها هذا القديس من الديار المقدسة)
الأب بولس البوشى: والدكتور جوزيف فلتس، الدكتوراه التي حصل عليها عن توافق فكر بولس البوشى مع القديس أثناسيوس الرسولى.
نحن أخذنا من الكتاب المقدس،، ثم من القديس اثناسيوس الرسول ومن معه، ثم من بولس البوشى ومن معه، ثم من البابا شنودة ومن معه، هي خط واحد..
عقيدة الفداء عقيدة راسخة في الكنيسة..
ماذا قال القديس اثناسيوس حول الفداء:
الخطيئة الأولى كان لها نتيجتين، حكم الموت وفساد الطبيعة..
شق قانوني وشق طبيعي..
الشق القانونى هو حكم الموت: قال له “موتا تموت”
والشق الطبيعى هو فساد الطبيعة: لأنه دخله عنصر الفساد.
الأمرين مرتبطين ببعض
حكم الموت وتجديد الطبيعة: حكم الموت يرفع وبعد ذلك يجددنا.
محبة ربنا وعدله: العدل خاص بالحكم، والمحبة خاصة بالتجديد. والمحبة ليست منفصلة عن العدل
محبة عادلة وعدل محب.
التجسد والفداء: لولا رغبته في أن يفدينا ويموت نيابة عنا لما اخذ له ناسوتا.
موت المسيح والحياة التي أعطاها لنا: غير منفصلين.
أمثلة من كتابات القديس أثناسيوس:
أولا: هناك حكم موت علينا:
1 – لو كان الإنسان لم يمت بعد،، عندما قال الله أننا نموت،، لأصبح الله غير صادق.
2 – رفع حكم الموت فورًا عن جميع من ناب عنهم آذ قدم عوضا عنهم جسدًا مماثلًا لأجسادهم.
3 – لاق بطبيعة الحال أن يوفى الدين بموته.
4 – استحقوا حكم الموت..
5 – وضع حدا لحكم الموت الذي كان قائما ضدنا..
6 – كان ضروريا أيضًا وفاء الدين المستحق على الجميع..
أجد أن د جورج يضع الأقوال نحو التجديد ويبعدها عن الحكم..
7 – قدم ذبيحة نفسه عن الجميع لهدفين معا:
أولا: لكي يحرر البشر من معصيتهم القديمة
ثانيا: ليظهر انه أقوى من الموت بإظهار جسده عديم من الفساد ك باكورة لقيام الجميع..
أى أنه: أولًا حمل العقوبة ثم ثانيًا جدد الطبيعة.
8 – كان إمام كلمة الله مرة أخرى أن ياتى بالفاسد إلى عدم فساد (التجديد)
وفى نفس الوقت أن يوفى مطلب الله العادل المطالب به الجميع (العدل)
فكان هو وحده أن يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شئ وان يتحمل الآلام عوضا عنا..
ثانيا: الصليب كان فيه تجديد الإنسان:
خمسة تشبيهات قالها القديس اثناسيوس تظهر رفع الحكم وتجديد الطبيعة:
1 – غرامة تسدد: وفقير تعطيه.
2 – الملك والمدينة: التي تصبح العاصمة.
3 – الفنان والصورة: وتجديدها بعد تلفها.
4 – الشمس واشعتها: تطهر دون أن تتلوث.
5 – الاسبستوس: القش المغلف بالاسبستوس.
السيد المسيح اختار موت الصليب
سفك الدم: بدون سفك دم لا تحدث مغفرة.
لماذا موت الصليب:
1 – ليكون الموت علنا.
2 – يحفظ الجسد سليم.
3 – ليموت فاتحا ذراعيه للكل.
4 – ليرتفع عن الأرض.
5 – ليطهر الجو من الارواح الشريرة.
6 – ليتمم النبؤات.
ذبيحة تبرير وليست تبرئة.
ماذا قال الآخرون حول الفداء:
د جورج أورد ثلاث نظريات وانتقدها في كتابه،
وقال لنا نظريته التي أخذها عن الروس المحدثون،
ونظرية السبتيين.
أي خمس نظريات حول الفداء.
النظرية الأولى: ربنا يصالح نفسه،
من قال أن الله يصالح نفسه ليس هناك خصومة في الله، لكنه يصالح البشر مع الله.
صالحت السمائيين مع الأرضيين..
لا يحدث خلاف بين العدل والرحمة فى الله
لأنه عدل رحيم ورحمة عادلة،، فلا توجد خصومة داخل ربنا
النظرية الثانية: فدية دفعت للشيطان
قالها أوريجانوس،، ونحن لا نقول كلامه..
والقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات يقول
“إذا كانت دفعت الفدية للشيطان فما أعظم هذا التجديف”
الفدية دفعت للعدالة الإلهية وليست للشيطان.
النظرية الثالثة: نظرية الترضية
أنسلم أسقف كانتبرى، اى أن الفدية دفعت للآب لكي يرضى،،
ويرى د جورج أن الخطية ليست تعدى وموت.. “الكتاب المقدس قال أن الخطية هو موت وتعدي”
وانما العكس فتاكيد سقوط الإنسان وحده انما يجعل عظمة وسيادة الله اكبر من أن ينالها الإنسان او يقترب منها
طبعا أنا لا اقدر أن أنال عظمة الله،، هذه هي بدعة تأله الإنسان.
يطالب د جورج ألا نقع في احد شرين:
1 – أن نتصور أن الإنسان قادر على أن يوقع إهانة بالله.
2 – أن نتصور أن الله كيان مادي يمكن أن يقع عليه اعتداء الإنسان..
هل الاعتداء يجب أن يكون ماديًا، من الممكن أن يكون أدبيًا وأحيانا يكون أسوأ.
يقول د جورج حتى عندما يقول الرسول “أبتعدى الناموس تهين الله”
يعلق د جورج: تهين يساوى عدم الإكرام فالمقصود بالإهانة إهانة الناموس وليس الله..
الرسول يقول تهين الله، فلماذا تغيرها إلى الناموس.
الله يقول “أتعبتني بآثامك واستخدمتني بخطاياك”
نحن نعترض على هذا:
1 – كيف تقول انه لا إهانة لله الكتاب يقول ذلك في (رومية 2)
2 – كيف تقول أن الخطية ليست هي تعدى، والكتاب يقول أنها تعدى.
3 – كيف تقول أن الخطية ليست هي الموت والكتاب يقول أن نتيجتها هي الموت.
في القداس “حولت لي العقوبة خلاصا”
“أنا أختطفت لي قضية الموت”
ما المشكلة أن يكون هناك عقوبة على الخطية، عقوبة الخطية هي موت؟
مفاعيل دم المسيح
يغفر خطايانا: الشق القانوني
ويطهر من كل أثم:
ويقدسنا
ويثبتنا في المسيح
ويعطينا حياة أبدية
مفاعيل دم المسيح خمسة واحد منهم قانوني يغفر، وأربعة تجديد
يستنكر د جورج قائلًا: هل الله يغضب:
نعم مكتوب هكذا في الكتاب، لكن غضب الله عادل ومقدس ووو….
غضب الله معلن..
تذخر لنفسك غضبا..
عن غضب الخروف..
قد أدركهم الغضب إلى النهاية
آيات كثيرة تتكلم عن الغضب والعقوبة،،
ولكن المسيح الفادي رفع هذا الغضب من خلال انه رفع الدين والعقوبة عنا
النظرية الرابعة: أن الصليب محبة فقط.
هذه النظرية مأخوذة من الروس المحدثين، في سان فلاديمير.. وهم روم أرثوذكس..
وهم يقولون أن الصليب محبة فقط وليس محبة وعدل.. وسار وراءهم د جورج وأخرون.
الغفران ليس هو التجديد: بعكس ما يقول الدكتور جورج.
فيقول د جورج في كتابه: “يجب أن نلاحظ أن التجديد هو المغفرة، وأما المغفرة فهي الميلاد الجديد”
المغفرة تبدأ أولا وبعدها التجديد،، أولا يسامحني وثانيا يولدني ميلاد جديد.
في كتاب الكنيسة الخالدة: للقمص متى المسكين.
“في ذبيحة المحرقة (الثالثة) عرفنا المسيح كذبيحة محرقة،
يتقدم إلى الصليب بمسرة ليكمل بر الطاعة،
طاعة الابن للاب
مكفرًا عن عدم طاعة الإنسان، فقبله أبوه كذبيحة للرضا والمسرة
هنا يوجد تكفير عن الانسان الخاطئ بذبيحة المسيح.
ولكن فى ذبيحة الخطية، ينكشف وجه أخر في ذبيحة الصليب،،
فلا نسمع فى ذبيحة الخطية انها للرضى والمسرة ولا كانها كرائحة سرور
بل نسمع فقط ان مقدمها يضع يديه عليها، معترفا بخطاياه،
فتنتقل خطاياه منه إلى الذبيحة، فتساق الذبيحة للموت
كان القمص متى يقول هكذا.. فلماذا يغير هذا الكلام الآن؟
هذا الذي استلمناه أن هناك عقوبة تنتقل من الإنسان إلى الذبيحة..
فيعترف بخطاياه ويعترف فتنتقل الخطايا منه للذبيحة،،
نجد الكفارة بوضوح في العهد القديم:
رش الدم..
يوم الكفارة..
الذبيحة..
فضة الكفارة للتكفير..
والفداء في العهد القديم بأمثلة كثيرة
وفي العهد الجديد
الصليب ليس محبة فقط
لو كان الصليب محبة فقط:
فسنقع في كثير من البدع مثل:
إلغاء للعدل الالهى.
نستهين بوصايا الله.
إلغاء الجهاد.. فما أهمية الجاد؟
إلغاء الخطية.
إلغاء التبشير.. ما فائدة الكرازة؟
خلاص جميع البشر.. بدعة الخلاص الشامل
خلاص الشيطان.. فما المانع من خلاص الشيطان؟
وآيات الدينونة التي يمتلىء بها الكتاب المقدس.. كيف أتخلص منها؟
هناك محبة عادلة وعدل محب.. مات عوضا عنا وحمل الخطايا
النظرية الخامسة: نظرية السبتيين المضحكة وهى لا تستحق النقد.
تقول بان الفداء لم يكتمل إلى 22 أكتوبر 1944..
وعندما لم يأتي المسيح قال أحدهم أنه كان كل هذا الوقت يجمع ويحمل خطايانا،،
وفي هذا اليوم قام السيد المسيح وقذف الخطايا على الشيطان ودخل قدس الأقداس ليكمل الفداء..